

تُوَيْتَرِيَّات «أغاريد وأنواح»
أ-أوقات1صباحَ الخَيرِ يا حُـمَّى العَوافِـيونَمْنَمَـةَ الحَضارةِ في القَـوافِـيصباحَ الحُبِّ، حُبِّـكِ، يا حياةً،يَزُوْلُ الكَوْنُ وهْيَ نَدَى الشِّغَافِ!2يا يَـقْظَـةَ الصَّباحِ ، يا سُجُوَّهُ،وغَفْوَةَ المساءِ، يا شَمسَ الدُّنَى!يُـطِلُّ وَجْـهُكِ الـوَدُوْدُ آيَةً،نَهـارُها الوَليدُ يُحْـيِـيْ الأَزْمُـنا!3مسـاءَ المِسْكِ يَعْبِقُ في المـَباخِـرْيُطَـرِّزُ غَيْمَـةَ العَـرَبِ الأَكابِـرْفأَنْتِ البَدْوُ والحَضَرُ استَعـَاداصِبَـا أُسطورةِ الوَطَنِ المُعاصِرْ!ب- مَواسِم1رَمَضَانُ، يا شَيْخَ الشُّهُوْرِ، تَحِيَّـةًتَغْشَى بوَجْهِ اللهِ كُلَّ وُجُوْهِ!تُحْيِيْ مَوَاتَ الأرضِ بَعْدَ مُحُوْلِـهاوتَـرُدُّ تائِـهَ خَطْوِهِ مِنْ تِـيْـهِ!2العِيْدُ أَنـْتِ ، بِنا أَدْنَـى دَوالِـيـهِ!طَـيْـرُ (النُوَاسِـيِّ) غَنَّى: «وا خَوابِـيْـهِ!»3عِـيْدُ فِطْـرٍ ، أَنْتِ عِـيْدُهْأَسْعَــدُ الأَعـيـادِ طُــرَّامَـسَّ غُصْنَ الشمسِ شِعْرًافاحتوَى الأَكوانَ عِطْـرَا!4لِلْـعِـيْـدِ وَمْـضَتُــهُ الـمُـلَـوَّنـَـةُ الشَّـذِيَّــةْفاحلُـمْ بشَمْـسِـكَ عِطْرُها تَــاجُ الـبَرِيَّــةْ!يـا مَـنْ رَوِيْـتَ مِـنَ السِّـنِـيْنِ وقَـحْـطِـهَـا،العِـيْـدُ ظِـمْـؤُكَ فـاسْــتَـعِـدْ لِلـماءِ رِيَّــهْ!5عِيْدُ أَضْحًى، وتُشْرِعُ الشَّمْسُ مَعْنَى:واحـةً في سَمَائِهَـا ثَغْـرُ طِفْلَـةْبِضَبَـابٍ مِنْ فـاغِـمِ الحُـلْمِ غَـنَّى:بَرْعِمِيْ الآنَ يا شِفَـاهَ الأَهِلَّـةْ!6عامٌ جديدٌ، وكَفُّ الكَوْنِ جَيَّاشُ،يُرْوِيْ بِثَدْيَيْنِ: ذا يُرْدِي، وذا يَاسُـوْفاهْنَأْ بِعامٍ سَعيدٍ في الأُلَى عـاشُـوالِلحُـبِّ عُمْرُهُمُ لِلحَقِّ مِقْـيَاسُ!ج- مشاعر مؤجَّلة1لِقَمْحِ الشِّعـرِ في صَدْرِيْ حُقُوْلٌسَـنابِلُهــا المَجَـرَّةُ في المَجَـرَّةْخُذِيْكِ رَغِـيْـفَ ضَوْءٍ مِنْ فُؤَادٍيُدِيْـرُ الشِّعرَ كَـوْنًا مِنْ مَسَرَّةْ!2في شَمْعَـةِ الحُبِّ سالتْ نـارُ تَحْـنَانِـيفاحْـنُنْ ، كَـنَارِ طُوَى ، يا نُـوْرَ وِدْيانِـي!3لِـيْ جَذْوَةُ السُّهُوْلِ والرُّبَى، وماتَساقَـيا مِنَ الضِّياءِ والظِّلالْ!4أَ لَـمْ تَسْمَعِيْ التَّغريدَ لَيْلًا: «مَطَرْ مَطَـرْ!»فما وِشْلَـةٌ(1) إلَّا تُناجِيْكِ: «أَعْشَقُكْ!»؟5و«قَـطْــوَةٍ» رَهِـيْـفَــةِ «التَّحَنْـطُبِ»تَـمُوْءُ بِـيْ: «تَخْسَاغَشَكْ».. وتَخْتَبِي(2)«أَعْشَقُنِـيْ.. وَسِّـعْ، حَلِـيْبي هاهنا..وارْسُمْ رُؤاكَ.. نَهْدَ حُلْمِيْ اليَعْرُبِي!»6تَخُطُّ القُـبْلَةُ الأُوْلَى بِدَمِّيدَوائرَ: لا نِهايةَ.. لا بِدايةْ!7جَحيمُ الحُبِّ يَصْهَلُ بِـيْ صَهيلًامَدَى الدَّوَرانِ في خَـيْـلِ الحَضارةْ!8الموتُ يُغْطِشُ شَمْسًا لا صَباحَ لهاوالحُبُّ يَنْقُشُ شَمْسًا لا تُوارينا!9أخـافُ ، يا سيِّـدتـي، أَذُوْبُ مِـثْــــلَ شَمْـعَـةٍ على حَـريرٍ مِنْ لَهـَـبْرَوَى لـنا تَرَقْـرُقُ النَّـارِ، طُـوًى:«طَـلٌّ على شِفـاهِ وَرْدَةٍ سَـكَـبْ!»10يَطُوْفُ الحَرْفُ في باليْ خَيالًافـيَـثْمَلُ هُـدْبُ عَيْني بالمَعانِـيلأَشربَ ذاتَكِ الخَمْرِيَّ نَهـرًامِنَ الصَّبَواتِ يَرْتَجِـزُ المـَوانِـي!11بَـوْحٌ تَنَامَى سُنْـبُلاتٍ مِنْ ذَهَبْيَسْقِيْـهِ ماسُ غَيْمَـةٍ مِنَ الخَيالْتقـولُ آخِـرُ النِّسـاءِ: «ها أنـا!وأَنْتَ، يا أَمِيْـرُ، أَوَّلُ الرِّجالْ!»د- مَرايا1كَمْ عَرَفْنا السَّحابَ، كَرًّا وفَـرًّا،وجَهِلْنا مَصَبَّــــهُ يا مَهَـبَّـــهْ!فشَهِدْنـاهُ هاطِلًا في الحَـنايـا،ضَبْحَ خَيْلٍ تَـنـامُ فينا مُخِــبَّــةْ!2«دَعْ عَنْكَ لَوْنِـيْ!»، فإنَّ الكَوْنَ دَوَّارُ!لا أَنْتَ شَمْسٌ، ولَسْتُ اللَّيْلَ، يا نَـارُ!3إنْ كُنتَ لا تَسْطِيْعُ نَصْبَ سُلَّمٍ،ماذا تُفِــيْدُ كَثْرَةُ السَّلالِـمِ؟!4لَعَمرُكِ ما عُمْري بعُرْسٍ ويَنْطَوِيْوأَنْـتِ المُغَنِّيْ فِـيَّ.. أَنْـتِ بِـيَ العُـرْسُ!5وتَـحْلُمُ في الطُّفولَةِ بالشَّبابِتَحِنُّ إذا كَبِرْتَ إلى الطُّـفُوْلَـةْ!6نُضَيِّـعُ صِحَّةً في كَسْبِ مالٍلِـنُـنْـفِـقَ مالَنا في كَسْبِ صِحَّةْ!7وليسَ غَـنِـيُّ ناسٍ: مَن لَـدَيْـهِ...مَنِ اسْتَغْـنَى عَنِ النَّاسِ: الغَـنِـيُّ!8نُـفَكِّـرُ في غَدٍ قَلِـقِينَ، لكنْنَسِـيْـنا يومَـنا! فمتَى نَعِـيْـشُ؟!9نَعِـيْـشُ: كأنـَّـنا أَبـَـدًا نَعِـيْـشُ،نَـمُـوْتُ: كأنـَّـنا أَبـَـدًا نَمُوْتُ!10وكَمْ مِنْ عاشِـقٍ بَكِـئٍ عَـيِـيٍّيَـعِـيْـشُ مَلاحِـمَ العِشْـقِ الطِّوالا!11لِتَجْعَلْ نَفْسَكَ المَحْبُوْبَ دَوْمًاومـا حُـبُّ النُّـفُـوْسِ بِمُـسْتَـدامِ!12ولا يَكْـفِـيْ سَماحُكَ عَنْ عَدُوٍّإذا ما لم «تُسامِـحْـكَ» ابْـتِداءَ!13لقد تُؤْذِيْ حَـبِـيْـبَـكَ في ثَـوانٍبما لَنْ يَشْفِـيَنْ دَهْـرُ الدُّهُـوْرِ!
(1) الوِشْلَة: القطرة من المطر. والتعبير فصيح؛ قال (لبيد بن ربيعة، ديوانه، تحقيق: إحسان عبّاس (الكويت: وزارة الإرشاد والأنباء، 1962)، 260/ 24):
لَها حَجَلٌ قَد قَرَّعَتْ مِن رُؤوسِهِ ** لَها فَوقَهُ مِمَّا تَحَلَّبُ واشِلُ
وقال (187/ 48):
وعَلاهُ زَبَـدُ المَحْضِ كما ** زَلَّ عن ظَهْرِ الصَّفا ماءُ الوَشَلْ
(2) قَطْوَة: قِطَّة، بلهجة الخليج العربي. التَّحَنْطُب: المداعبة والتحبُّب، بلهجة جبال فَـيْـفاء. «تَخْسَاغَشَكْ»: أنا أعشقك، ببعض اللهجات الأمازيغيَّة.