أشجارٌ
تَسْألُ عَنْ بَهْجَتِها
ُكَّل صَباحٍ
تَلْمَحُ نَفْسَ وُجوهِ الغَيْمِ
المَسْكونَةِ بالموسيقى
كَيْفَ يُسافِرُ شَجَرُ الوَحْدَةِ
في أدْغالِ هَواهُ
ولا يَتَدَثَّرُ بالأمْواجِ
وَحينَ يُغَرِّدُ
كَيْفًَ يجيُء إليهِ الطَّيْرُ
يُبّلِّلُ ريشَ اللَّحْظَةِ
يَثْمُلُ حينَ يَصَبُّ الشَّجَرُ
النَّغَمَ الذائبَ فى أُذُنَيهِ
مياهُ النَّهرِ
تَسوقُ قَطيعَ الرّيحِ
فتغفو فَوْقَ بَراحِ العُشْبِ
وَتَحْلُمُ أنَّ الكَوْنَ الصّاخِبَ
صارَ نسيماً
حينَ يجيُء الفَجْرُ الأخْضَرُ
تَأتي الشَّمسُ تَصُبٌّ النورَ
على أرْواحِ الشَّجَرِ النّائِمِ
يَصْحو مِنْ غَفْوَتِهِ
يَبْعَثُ كُتُبَ البَهْجَةٍ للأحْبابِ
يُوَّزِعُ للأطفالِ الحَلوى
يَرْقُصُ كَيْ يُسْعِدَهُمْ
يُثْمِرُ كَيْ يُطْعِمَهُمْ
أوْ يَحْمِلُهُمْ فَوْقَ الهَدْبِ
يُؤَرجِحُهم..
تَتَوالَدُ فيهم أحلامُ النَّشْوَةِ
وينامونَ
وعِندَ هُبوبِ اللَّيْلِ
تَسَلَّلَ نَفْسُ الحَطّابِ الَمجْنونْ
لِيَذْبَحَ أشجارَ البَهْجة.