تَحَجَّبي .. تَحَجَّبي
عن ناظري تَغَيَّبي
ولا تُريحي مُهجَتي
ولا تُجيبي مَطْلبي
تَمَنَّعي ..
ولا تَرُعْكِ لَوْعَةُ الْمُعَذَّبِ
فَأَنْتِ سَهْلَةٌ ..
وإنِّي مُولَعٌ بالأَصْعَبِ
جَميلَةٌ وَسَهْلَةٌ ؟
دَوَّخَني تَعَجُّبي !
*
كَفَى تَرَقُّبًا أيا
دائِمَةَ التَّرَقُّبِ
علامَ أنتِ تَتْعَبينَ ..
كُلَّ هذا التَّعَبِ ؟
أميرَةً كُوني عَزِيزَةً ..
وتِيهِي .. واسْحَبي
فَأَنْتِ ياسَيِّدَتي
جَدِيرةٌ أَنْ تُطْلَبي
لا تَطْلُبي ..
فيا عَذابَ الطَّالِبِ الْمُلْتَهِبِ
لَنْ تَكْسَبي ..
شَيْئًا مِنَ الْحُبِّ سِوَى إنْ تَصْعُبي
كُوني لِمُدَّعي الهوى
بَعِيدَةً كالكَوْكَبِ
ولا تَكُونِي زَهْرَةً
تَقْطِفُها يَدُ الصَّبي
فَسَهْلَةُ الْمَنالِ ..
لا يُحِبُّها سِوَى غَبي
وأَجْمَلُ الْجَمالِ ..
ـ لَوْ تَدْرِينَ ـ أنْ تَحَجَّبي
*
جَمالُكِ اشْتَكى .. بَكَى
بِصَمْتِهِ الْمُنْتَحِِبِ
أَرْخَصْتِهِ ..
مِنْ بَعْدِ ما كانَ هُوَ الْحُرُّ الأَبي
أَنْزَلْتِهِ ..
مِنْ قَدْرِهِ ..
مِنْ قَصْرِهِ الْمُذَهَّبِ
إلى الحَضِيضِ الْمُتْعِبِ
وكُلُّ شَيءٍ أنتِ قَدْ
أَحْرَقْتِهِ باللَّهَبِ
مِنْ ماسِكاتِ الشَّعْرِ ..
حتَّى رابطاتِ الْجَوْرَبِ
وكُلُّ ما أُذِلَّ ..
أو أُبِيحَ لِلْمُنْتَهِبِ
يَئِنُّ .. يَشْكُو ..
مِنْ خَطاياكِ الَّتي لَمْ يَرْغَبِ
*
أراكِ في الْمِرْآةِ ..
في ذُبُولِ قَفْرٍ مُرْعِبِ
وأسْأَلُ الزَّمانَ ..
أيْنَ مَنْ عَرَفْتَ تَخْتَبي؟
بِشَعْرِها الْمُرَتَّبِ
وقَدِّها الْمُهَذَّبِ
وحُسْنِِها الَّذي ذَوَى
على يَدِ الْمُغْتَصِِبِ
ولا جَوابَ للزَّمانِ ..
لا .. ولا في الكُتُبِ
وَلَيْسَ يَدْري أَحَدٌ
أَيْنَ حُقُولُ العِنَبِ
أَلَمْ أَقُلْ: تَحَجَّبي؟