بتهاليّة الى أبي حين مات
«1»
هوى من جُرفِ يشبه القبر
لم يستطع النهوض بسبب جراحه
يؤمن بالأمل كيف لا يؤمن.
و هو مازل حياً
قبّرةُ مرجٍ أخضر
أغانيه على العشب الطويل
ندى
لمّ تزلْ تغنّي.
كم أودّ
لو كان هنا في سهرة صيف
لكانت الحقول
ملأى بقبّرات المروجِ
في الشتاء.
يا للأماني المستحيلة.
إنّما أنا بشرٌ. بشرٌ حتى النخاع.
«2»
عاصفةٌ هوجاء في الليلة التي سبقت
انقلابَ الشمس على الفصول
تثاءب الشجر
تتعرى للأرض الجراء
جرداء كصلعةِ رجل لكن دونَ لمعان.
غير أنّ الفجر صافيًا لكنه شبه حزين
متى تنتهي المعركةُ على العقلِ و ينتصر
الحب المجرد على المادة
النُّواح نغمٌ مستوحى من الحزن
ما أوجعَ أن يسمع النواح في دجى الليل
إنّ في أعماقنا مكانًا للبكاء
على أنفسنا وعلى الآخرين.
«3»
وجدت الليل بعينين نهار
يدير الذكرياتِ و يشتم الألمَ
الحب دبيب عظيم يتحرّق شوقًا
إلى عالم صافٍ، إلى نزهةِ في غابة
إلى هواءٍ طلق حافلًا بالطيور
الى عصفورغافٍ على شجرة،
لا سبيل إلى الخلاص
من سجن الحياة
إلا بسجنِ البغض.
«4»
الوقت يُسْرِع باتجاهي
كحزام ناريّ
ولا أدري تمامًا ما يكون
لكنني أراه
لا كوابح للوقت. مع ذلك،
التوت الأحمر طيّبٌ هذا العام
مَرِّرْهُ على شوكلاته داكنه
أضفْ إليه عصرة برتقال.
«5»
أَمُسِنٌّ أنا كالذي أبدو؟
الأن
ربما لا. الزمان أحجيةٌ
قد تقلبنا رأسًا على عقب.
أمسِ كنتُ
في فراشٍ لفيفٍ صنعته لي أمّي
كي أستطيع النوم بدفء
بعيدًا عن الخواطر وبعيداً عن الشعر
و القصص الغرامية بعيداً عن الألم
لا أدري
كيف انسلّت حَيّةُ و قرصت
إصبع قدمي
