الأربعاء ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
بائعةُ العِطر
بائعة العطر الرخيصِ في المقاهي للزبائنْأولئك الذين هلّلوا لفوزٍ ساحقٍوانهمكوا في نوبةٍ للضحْكِ والسّعالْتحرّكتْ في وجَلٍ،بعطرهاذاك الذي يُحسّ عابرًا،يُرَى،يُقالْنحو احتمالات الأماكنْوانتهزتْ فرصتهافي لحظة انقطاعةِ الإرسالْ.!* * *بائعة العطر الرخيص أقبلتْترسم بسمةً لها مختلفُ الأشكالْ-فيما عدا شكلَ ابتسامِها-إذا تحدّثتْ إلى الرجال كي تقارنْ..أسعارَهابسعر ذات النوع في المَحَالْترش دفقةً من العطورِ،دفقةً من الدلالْثمّ تراهنْ..بدون ماكْياجٍعلى تصديق كذْبهابلا جدالْ.!* * *متعبةَ الأوصالْمتعبةَ الصدر من الدخَانِ،من ضوضائهمْ،من الشجارِ،والتلاعُنْاستندتْ قبضتُهالحظةَ ضعفهاعلى بروز مقعديلتحفظ التوازنْ* * *الرجل الذي تملَّى في المفاتنْاصطدمتْ نظرتُهُبرقعةٍ شَوْهَاعلى البنطالْ* * *الرجل الصلصالْلم يشترِ الزجاجةَ التي انتهتْفي رشّةٍ على يديهِفي ثوانٍ* * *وعندما تأسّفَ المذيعُ عن غيابهِ،وعاد إرسال المباراةِ،توجّهتْ لها الصفوف باعتدالْفأصبحتْ وحيدةً،تلفتتْثم خطتْ خارجةًبنظرةٍ خاويةٍبلا معانٍنهضتُ كي ألحقهاناديتُها، فالتفتتْ إليّ في ملالْوبادرتْ بعرضهالكنني كنت اشتريتُ أيَّ شيءٍ قبل أن تقولَ شيئًا،أو أُعاينْفأسرعتْ تزيد في العروضِ،والخصومِ،تشرح المزايا في شراء العلبتينِ،والثُّلاثِ،والرُّباعِ،أفرغتْ منّي الجيوبَكي تعدَّ ما معي من مالْثم مضتْ،مضيتُ نحو مقعدي بصفْو بالٍ لا يُقارَنْثم اكتشفتُ أنني..حين نهضت نحوها وسْطَ الصخَبْتمزّقَ البنطال حين قمتُ مِن شظيّةٍ من الخشبْوصرت مثلَها،تمزّقٌ مماثلٌ،بموضعٍ مماثلٍبحجمهِعلى التمامِوالكمالْ* * *متعَبةَ الأوصالْومتعَبَ الأوصالْمضتْ،مضيت بعدهاوالتفتتْ إلى محلٍّ للثيابِ،التفتتْ سعيدةً،تركتُها لتشتري شيئًا جديدًا ثم تنسى بعدها بنطالها الرثَّاوكنتُ مثلَها سعيدًا،حين غطيتُ عليها عورةَ الأنثَىبعورةِ الرجالْ.!