المنتدى العربي الدولي للمرأة يقحم قضايا الغرب على الواقع العربي
اختتم مؤتمر المرأة، الذي عقد في جامعة الدول العربية بالقاهرة وضم نحو 200 امرأة يمثلن 17 بلدا عربيا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، كن قد اجتمعن لبحث سبل تعزيز مشاركة المرأة العربية في مجتمعاتها، وعلاقتها بالعالم الخارجي في وقت يتعرض فيه العالم العربي لمزاعم واتهامات بتهميش النساء.
وشهد المؤتمر الذي جاء تحت عنوان "المرأة في العالم العربي شريك في التنمية وشريك في التواصل مع المجتمع الدولي" ونظمه المنتدى العربي الدولي للمرأة ومقره لندن؛ حضورا غربيا طاغيا لعل أبرزه حضور" ألكسندرا هول" المستشار الخاص لمساعد مدير مؤسسة مبادرة الشرق الأوسط الكبير من الولايات المتحدة الأمريكية، وكبيرة المنسقين لموضوعات المرأة على المستوى الدولي "شارلوت بونتيتشللى" وغيرهما من الشخصيات الغربية.
ولم تقتصر المشاركات على الحضور الطاغي والمشاركة الفعالة من تلك الشخصيات النسائية الغربية، بل كان لهن دور رئيس في التحدث بالطبع بلغات وطنهن غير العربية، وإدارة جلسات المؤتمر بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة!
ومن البداية شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مشاركة من البارونة "نيكلسون أوف وينتربورن" عضو البرلمان الأوربي في بروكسل، والتي تحدثت عن دعم الاتحاد الأوروبي للمنظمات والجهات الرسمية بأرقام اليورو. وثمنت جهود المرأة في مصر في معرض افتتاحها كلمتها بمبلغ بليون يورو!
وبعد الانتهاء من الجلسة الافتتاحية أدارت "دام ريني فريتشي" ـ مفوضة التوظيف الحكومي في المملكة المتحدة ـ الجلسة العامة الأولي للمؤتمر التي جاءت تحت عنوان "مشاركة المرأة في الحياة العامة". وتمت فيها مناقشة أهمية زيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة، وكيفية تنمية هذه المشاركة. وأشارت في كلمتها إلى ما أسمته في الورقة التي قدمتها "تصاعد النفوذ.. دراسة من أجل التحرك".
كما أدارت "جولي ميللور" ـ رئيسة لجنة الفرص المتساوية ـ الجلسة العامة الثانية التي جاءت تحت عنوان "الشراكة في القطاع الخاص"، وتناولت دور المرأة المتنامي في القطاع الخاص والتحديات التي تواجهها، وأفضل أساليب العمل في الاقتصاد العالمي.
** قضايا غريبة عن الواقع
ومما يؤكد أيضا على الاتجاه التغريبي: عناوين جلسات المؤتمر التي تناقش قضايا بعيدة تماما عن واقع وقضايا المرأة العربية؛ فتحت عنوان "تخطى الحدود: برنامج إداري للمرأة في الوظائف التنفيذية العليا في شمال أوروبا"؛ جاءت محاضرة الدكتورة "إليزابيث بلام" مدير برنامج الريادة الدولية منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بالدانمارك. كما تناولت إحدى جلسات المؤتمر اجتماع مجموعة الثماني الكبار والمنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي وقدمت موضوعات أخرى بعيدة عن الهموم الحقيقية لواقع المرأة العربية.
كما كان معظم رعاة المؤتمر عبارة عن شركات ومؤسسات أجنبية، منها شركة "بروكتر آند قامبل" الأمريكية، و"رويال داتش شل" النفطية متعددة الجنسيات، وشركة "آي. بي. إم" الأمريكية، وبنك "إتش. إس. بي. سي" و"أوراسكوم تليكوم".
وقالت "هيفاء الكيلاني" ـ مؤسسة ورئيسة المنتدى العربي ـ خلال كلمتها ـ: "نحن ندعم دور المرأة العربية لتقف جنبا إلى جنب مع الرجل العربي وتلعب دورا لا يقل أهمية عن دوره في بناء المجتمع وتنمية التواصل مع المجتمعات الخارجية".
وأوضحت أن المؤتمر يهدف إلى بناء قدرات المرأة في العمل القيادي وتعزيز فرص العمل بالنسبة لها.
وأضافت الكيلاني أن المؤتمر الذي استمر أربعة أيام 7-10/6/2004 ناقش موضوعات بينها مشاركة المرأة في الحياة العامة وفي القطاع الخاص ومشاركتها في المجتمع المدني واتصال المرأة العربية بالمجتمع الدولي.
وتابعت أن المشاركات يمثلن المجتمعات العربية فضلا عن بلدان من مختلف القارات بينها الولايات المتحدة واليابان وإيران.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية قال "عمرو موسى" ـ الأمين العام للجامعة العربية ـ:"هذا المؤتمر يأتي تزامنا مع طرح أفكار عديدة بعضها من قلب المنطقة وبعضها مطروح دوليا حول الإصلاح والتطوير في مجتمعات العالم العربي. ويحتل ملف قضايا المرأة مركزا محوريا من أجل هذه الأطروحات".
وأضاف أن الجامعة العربية ـ التي يبلغ عدد النساء العاملات بها 40% من موظفيها ـ وهى النسبة التي تفوق بكثير مثيلتها في الأمم المتحدة ـ تعمل وسوف تعمل على تمكين المرأة وجعله واحدا من أعلى أولوياتها.
وكانت الولايات المتحدة قد طرحت مبادرة باسم الشرق الأوسط الكبير بهدف ما أسمته نشر الديمقراطية في المنطقة. وأثارت المبادرة ردود فعل غاضبة في الأساس، لكن مراقبين يقولون إنها شكلت ضغطا من أجل الإصلاح في أكثر مناطق العالم انتشارا للأنظمة الاستبدادية.
وقللت "عبلة إبراهيم" ـ مديرة شؤون الأسرة والمرأة والطفل بالجامعة العربية ـ من شأن الانتقادات التي توجه للمنطقة بشأن تخلف دور المرأة العربية قائلة: "هذا المؤتمر يعتبر أحد الأصوات التي ترتفع في هذه المرحلة كي ترد على الاتهامات التي تقول إن وضع المرأة في المنطقة متدن".
ويعد المنتدى العربي الدولي للمرأة منظمة غير ربحية تأسست في لندن عام2001 وتجمع عددا متناميا من نساء الأعمال على مستوى العلم العربي جنبا إلى جنب مع نساء (رائدات) من المملكة المتحدة وأوروبا ودول العالم الأخرى! وتتلقى دعما ماليا من المنظمات وجهات التمويل الغربية.