المركز العربي للثقافـة والإعــلام
فـــاتحة
هكذا انطلقنا من ربيع الحلم إلى بستان الحقيقة لنقطف ثمرة عانى الخطاب الثقافي والإعلام العربي طويلاً طويلاً ولم يدرك قطافه.. وها نحن الآن نبدأ- لكن بصورة تختلف كثيراً على من بدؤوا- واقعيون جداً.. ومؤمنون جداً بقيمنا وقدرتنا.. وبسيطون جداً لأننا جئنا بمشروعنا من زحمة الناس وضجيج معاناتهم وعرقهم اليومي وتراب الأرض الذي أبكانا وبكيناه كثيراً كثيراً وآن لهذه الغبرة أن نسهم بتعاضد وتكاتف عدد من النخب الثقافية والإعلامية بمختلف طيوف اهتماماتهم وتخصصاتهم انطلق مشروع المركز العربي للثقافة والإعلام الفريد في مجاله لتأسيس وجود عملي وبرنامج يلامس ويؤثر إيجابياً في مستقبل وجودنا كعرب لنا مرتكزاتنا الحضارية ولنا قدرة أن نعيش مرفوعي الكرامة وقادرين على الحياة بصورة كريمة بعيداً عن مخلفات الهزائم والنكسات التي عانى منها الإنسان العربي خصوصاً في النصف الأخير من القرن الماضي وانتهاءً بمختلف الهزائم التي طالت بدايات هذا القرن.
وهذا المشروع ليس نتاج مواقف انفعالية أو ردود فعل أو نزعات "شاعرية" تحاول أن ترفع شعاراتها على شكل بالونات ضخمة ممتلئة بالصراخ والهواء المفرغ من الهواء.. وإنما هذه محاولة فقط على أن نضع إبهامنا على جرحنا ونستشعر مكامن آلامنا ونستشرف ينابيع آمالنا في محاولة أن نكون "شيء" وشيء له فعله وقيمه ووجوده الفاعل بشفافية وبصورة حضارية تتمسك بالنظرة الوسطية والبالغة النضج تجاه أنفسنا وتجاه الآخر.
وقد اتفقت كل آراء هذه النخب الثقافية والإعلامية المميزة على أن رهاننا ليس على أنفسنا فقط، وإنما رهاننا على هذا الجيل الصاعد من الشباب المتسلح بالوعي والمعرفة والمتسلح بقيمه الحضارية والثقافية المتفتحة على الآخر بنضج ووعي.
وإن هذا الجيل الذي نستهدفه هو مكمن طموحنا ومنطلق تحقيق أحلامنا لأن هذا الجيل والأجيال القادمة عندما نسهم في بنائها وتماسكها إنما سهم في بناء أمة ذات حضارة حقيقية لها حق في أن تلملم شتات شمسها العظيمة التي كانت هي الشمس الأبلغ تأثيراً في مسيرة هذا الوجود.
ولن نقف كثيراً على أطلال الماضي بقدر ما نستمد منه جذوة استشراف المستقبل بثقة لا نهائية لفعلها الحضاري، وهذا ما يفصح عنه دور المركز العربي للثقافة والإعلام الذي أسس وتأسس على هذا النهج الذي نحن في أمس الحاجة إلى كل الأيدي الصادقة والأمينة مع ضميرها أولاً ومع قيمها ومبادئها أيضاً أولاً وأخيراً.
ونتمنى من كل صاحب فكر ورؤيا أن يضيئنا، فنحن في أشد وأمس الحاجة إلى المزيد من الضوء، سواء أكان هذا الضوء من مثقف بارع الحضور أو إعلامي شديد التواصل أو من شباب نحن في أمس الحاجة إليهم أكثر من حاجتهم إلينا.. إلى أن يضيؤوننا ويرفدوننا بأفكارهم وتطلعاتهم، بل ويحقنونا بهمومهم واحتياجاتهم من خلال هذا المركز.. لأن هذه الحصيلة جميعها هي مادة الحياة التي نستطيع بها ومعها تحقيق أهداف واستراتيجيات وبرنامج عمل هذا المركز المختلف جداً في دوره وآلية عمله لأنه لم يوجد لكي يضع توصيات ووصايا، فذلك هو قدر من يشارفون على مغادرة الحياة، وإنما قدرنا مختلف جداً لأننا نمتلك برنامج عمل واضح وطروحات قابلة لأن تحيا لا أن تكتب على الأوراق وتدخل في دائرة الصمت وأنين الظلام.
استراتيجيات المركز:
أولاً:- انطلاقا من قناعة عربية صرفة تتسلح بالوعي وقيم الثقافة النبيلة، فإن هذا المركز لا ينهج يسارا أو يمينا، فئويا أو حزبيا.. وإنما يمتلك خاصية الوعي الشمولي للمعرفة، بحيث يفيد من كل منابع الفكر والثقافة التي تمنحه هذه الخاصية، وتمنحه أيضا القدرة على استيعاب التجارب الإنسانية البارزة وباستمرار.
ثانياً:- إيمانا منا بأن الإعلام هو خير معبر للثقافة، فإننا نضع من أولويات استراتيجياتنا المزاوجة بين الثقافة والإعلام، فلطالما عانت منابرنا الثقافية وصروحنا الإعلامية من الانفصال والتغييب والتهميش من بعضها، وبالتالي فإن إسهامنا في تحقيق هذه المزاوجة بين هذين القطبين الهامين يعد مكسبا وانتصارا لمبادئ الوعي الثقافي العربي المأمولة كي تعبر بأمانة وثقة إلى الإنسان أينما كان من خلال الوسائل الإعلامية الجادة في عالمنا العربي.
ثالثاً:- تبني الأسلوب الحواري الرحب والمنفتح مع مختلف المنابر والتيارات العربية والدولية، أي الوسطية بعيدا عن أية مقصدية سياسية أو حزبية البتة لتوجهات المركز، والنأي عن أي عمل تصادمي مع أي أنظمة أو منظمات أو هيئات أو أحزاب، فرسالة المركز ذات طابع حضاري رصين ينحو إلى شفافية وعمق وموضوعية الدور والطرح والمعالجة، مع تلقائية وبساطة الإيصال لرسالته عبر المنابر والوسائل والقنوات المتاحة عربيا ودوليا.
رابعاً:- الانطلاق من قناعاتنا بأنه لا يمكن أن يكون للمثقف العربي المؤمن بعروبته والمتطلع بواقعية إلى مستقبل أفضل دور فعال - له ولأجياله - إلا من خلال الإيمان بأن العرب وإن كانوا مجموعة ثقافات إلا أن القواسم الثقافية المشتركة التي يمتلكونها قادرة على تجسير أية هوة فيما بينهم من خلال إحساسهم الموقن بأن مصيرهم وقضاياهم الاستراتيجية واحدة، وأن ما يجمعهم من روابط أبلغ إيجابية وأعظم أثرا من الارتهان لثقافة الإقصاء والغطرسة، وما تخلفه هذه الأخيرة من إجهاض لخطاب ثقافي عربي - عربي محتمل النشوء.
خامساً:- الالتزام الكامل بأداء رسالة المركز التنويرية انطلاقا من شعور عربي واحد، متناسين تماما الخلافات التي راكمتها الهزائم النفسية والأدلجة والأقلمة والشعارات الزائفة كافة، مما صيرنا سلة تحزبات وفئويات متنافرة
سادساً:- التأكيد على قوة اعتزازنا بهويتنا، حيث إن ذلك يدفعنا إلى محاولة الإسهام بقوة في تغيير أو تطويع بعض المفاهيم المغالية، لما نستشعره خطأ أحيانا وجهلا أحيانا أخرى من توالي الغزوات الثقافية علينا نتيجة لاعتقادنا رهبة ومهابة الثقافة المجتاحة والغازية على الثقافة المنكفئة والمهزومة.
سابعاً:- إدراكنا التام أن الرسالة الإعلامية هي الأبلغ في نقل القيم الثقافية البناءة إلى ذهنية المواطن العربي في كل مكان، وبالتالي العمل من قبل إدارة وأعضاء المركز عبر كل المنابر على تحقيق خطوات عملية جادة، في سبيل إحداث هذا الأثر الثقافي الفعلي داخل الذهنية العربية، من طفولتها إلى كهولتها، ومن محيطها إلى خليجها، ومن شارعها الفسيح إلى شعابها ومنازلها القصية بصورة تنويرية تحاول استخدام المنابر الإعلامية المؤثرة نفسها في كل قطر عربي، لبث رسالتنا التي يؤمن بها كل عربي صادق مؤمن بشرعية وحدتنا، وأحقيتنا بفسحة الوعي والتسامح والتحاور الحضاري، وهي بناء مشروع تنويري أو تطوير أداة تعليمية أو ترسيخ قيم المجتمع المدني المتحضر عبر مؤسساته الفعالة، لتصبح هذه الثقافة مادة لها ذائقة متجانسة ومحصنة تماما كذائقة اللغة والدم والعقيدة لنؤسس على كل هذه المعطيات وعيا عربيا مشتركا، دون كلل أو يأس لإيماننا أن ما نفعله هو مشروع يتم عبر عقود وأجيال ويحتاج للصبر والجلد مع إدراكنا تواضع خطواتنا أمام ما نحلم به ولم نحققه بعد.
ثامناً:- انطلاق المركز من مبدأ التأكيد الصريح غير الموارب على القيمة العظيمة التي تكتسبها رسالتنا في الاعتزاز بثوابتنا الإيمانية التي تدعم وجودنا منهجا وسلوكا من خلال تواصل الأمتين العربية والإسلامية الأشمل في دعم المفكرين الذين يحملون رسالة الدين الإسلامي المضيئة دون تطرف أو عدوانية أو تصادمية مع الآخر، وبالتالي فإن فضاء ثقافتنا العربية التنويري سيمكننا من التعاطي والتواصل العميقين مع مختلف الاتجاهات والتيارات وبصورة تسهم في إنجاح وإنضاج رسالتنا بجعلها ذات (خطاب حضاري) حديث مشرع لا يقبل الجمود وفي الوقت نفسه لا يقبل الانعتاق المنسلخ عن أصالته المشرقة التي تشكل أحد أهم ملامح هويته القومية والدينية.
تاسعاً:- تقبل النقد البناء وإشراع الأبواب كافة أمام الرأي الأفضل، وكل كفاءة تود طرح الأنسب في نظرها فكراً وثقافة وإعلاماً بعيدا عن الانغلاق والتقوقع اللذين ننادي هنا بمحوهما تماما، وبالتالي فإننا عبر هذا المركز نشيع الثقافة الأرحب والأعمق، ونستوعب بل ونحتكم لكل عقل مجدد يحفظ لهذه الأمة خصوصيتها، ويشجع في الوقت نفسه على الاستفادة الكاملة وغير المقيدة من كل الثقافات العالمية والأدوات الإعلامية الدولية دون قيود أو تخوفات، طالما نحن نمتلك من العقل والوعي ما يمكننا من تنقيتها من الشوائب، وتكريس مكتسباتها الهامة بصورة أفضل في مختلف المواقع والمستويات كافة.
عاشراً:- تبني الدفاع عن قضايا وحقوق المثقفين والإعلاميين العرب بصورة موضوعية وشديدة الوضوح والمصارحة
الأهداف:
1. تشجيع ودعم الأعمال والمشروعات الفكرية والإبداعية والإعلامية المتميزة، التي خدمت وتخدم الوعي العربي ومسيرة الإصلاح والاتجاهات البناءة والمتسامحة فيه.
2. الإسهام في دعم الطروحات الفكرية الداعية إلى الحوار المتزن والموضوعي مع الآخر، بأسلوب عصري متحضر يخدم جديا التوجه العقلاني لخلق حوارات فعالة ومثمرة وبناءة بين الحضارات.
3. تمثل كل الطروحات الجادة والإيجابية على المستويين الثقافي والإعلامي في البلدان العربية, وتكريسها نماذج قابلة للتطبيق والتعميم، ومحاولة إيصالها إلى مختلف المنابر والوسائل العربية المختلفة للتفاعل معها ومع نتائجها.
4. مد جسور التواصل مع المراكز الثقافية والإعلامية الجادة والموضوعية في مختلف دول العالم، للتعاون معها في شرح الرؤى العربية الداعية الى تقريب وجهات النظر، وإيضاح الصورة الواقعية عن الفكر والثقافة العربية وفق نهجها الحضاري.
5. الإسهام في تحقيق تقارب مشترك بين مختلف الثقافات الإقليمية السائدة في سبيل إيجاد خطاب ثقافي عربي حقيقي وعملي أكثر عقلانية وتسامحا تجاه مختلف القضايا العربية ذات الطابع المتجانس والمتشابه في كل قطر.
6. السعي بمختلف الوسائل المتاحة، للاهتمام بالثقافة كجزء من رسالة وممارسة الوسائل الإعلامية العربية (المسموعة والمقروءة والمرئية)، وذلك للارتقاء بثقافة كوادرها وبرامجها، لما يمثله ذلك من انعكاس على
نمطية التعاطي البرامجي مع مختلف شرائح المجتمع العربي، والعمل على نقل ذلك الأثر الثقافي للمتلقي في تشكيل أذواقه وطرائق تفكيره وأساليب حياته.
7. دعم كل ما من شأنه تعزيز ثقتنا بالقيم النبيلة المستمدة من ثوابتنا وموروثاتنا الحضارية القادرة من خلال العمل الخلاق تجددا وتجديدا على تكريس فعلنا الحضاري في التأثير والتأثّر الإيجابيين، دون أدنى تبعية أو انقطاع عن أية معرفة كونية، وبعيدا عن الانعزالية والانغلاق.
8. التعبير الموضوعي والمسؤول عن أهم المتغيرات والقضايا الثقافية والفكرية والإعلامية في العالم، وبحث مدى انعكاساتها سلبا أو إيجابا على واقع ومستقبل الشعوب العربية.
9. المشاركة في تأصيل المعارف الثقافية المضيئة داخل بنية الطفولة والشباب والأسرة، من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات التعليمية والاجتماعية التي تخدم كل هذه الفئات من أجل الإسهام في تنمية مجتمع عربي متجانس الوعي باهتماماته وقضاياه ومصيره المشترك.
10.إسهام في تعزيز مبدأ حرية الاختلاف مع الآخر في الرأي والرؤية اللذين يؤديان للمزيد من الثراء المعرفي، لإيماننا أن كل ذلك يفضي إلى برامج ومشروعات جديدة تعمق التلاحم الفعلي للعرب على كل المستويات أفرادا ومجتمعات.
11. الإسهام في رفد صناع القرار في مجالات التعليم العربي بالعديد من البرامج الثقافية المتسمة بالتفاؤل والثقة والتسامح، لخلق جيل جديد قادر على صياغة أحلامه وطموحاته بواقعية, بعيدا عن حقنه بمخلفات عصور الانهزام والانكسار الذي غلف ثقافتنا ومناهجنا التعليمية السائدة بمساحيق التباكي والتشاؤم والريبة والانغلاق.
12. العمل على تذويب ومن ثم محاولة إزالة - الفوارق بين الشعوب العربية، والتي استشرت سلبياتها نتيجة لآثار الاستعمار وعثرات التقهقر، مفشية الثقافة الشعارية الناقمة، مع ما يصاحبها من الشعور بالضعف والغلو والانعزال، سعيا لإظهار كل عوامل التلاقي وتفعيل القواسم المشتركة بين شعوب الأمة العربية، وإشاعة ثقافة التنوير بين شرائح المجتمع كافة، وصولا إلى اللحمة العربية المتواشجة رغم كل الاختلافات والأعراق في كيان فاعل.
13. الإسهام في دعم أي مبادرة ثقافية وإعلامية من أي مثقف شرط توافقها مع منهج المركز العقلاني وفعاليتها.
14. ضرورة الوصول إلى رؤى مشتركة تسهم في بناء وعي ثقافي لدى الإنسان العربي، وبث الصورة المشرقة عن ثقافاتنا وقيمنا الحضارية التي أسست وهي قادرة الآن على تأسيس حضارات إنسانية، لعالم مسالم خال من الصراعات والصدامات والأحقاد، قادر على التواصل بقوة مرتكزاته الفكرية والثقافية، مع إيماننا بأن هويتنا لن تكون تابعة أو مسخا من أحد، في الوقت الذي نشرع فيه كل مفردات مقوماتنا للتأثّر والتأثير الإيجابيين بمختلف مصادر الثقافات العالمية البناءة في أي مكان وزمان.
15. السعي لنقل العقل العربي من الثقافة التنظيرية والإنشائية إلى ثقافة الفعل والسلوك والحركية، التي تلامس الواقع وتسهم في تحويل النظري إلى تطبيقي حي ومعاش، يضع بصمته الفعلية على سلوك وتوجه وممارسة الإنسان العربي، في محاولة لدعم مقومات النهوض كافة من حالة التمظهر الشعاري والاستهلاكي لنبدأ من نقطة التأثير عبر الفعل والمبادرة، مراهنين على امتلاكنا قوة عملية مغيبة فينا ولم نستغلها بعد، قد تكون أكثر تأثيرا وفاعلية وإنتاجا.
16. السعي الحثيث إلى نقل الثقافات الداعمة والمؤثرة، أولا إلى العقل الإعلامي العربي بمختلف كوادره ووسائله ثم إلى الذهنية العربية عموما، وكذلك إلى الآخر، كل فيما يعنيه، لكشف مختلف معاول الهدم التي يحاول إشاعتها مروجو ثقافة الإقصاء والانعزال، والحد من تفشيها وتلافي ما خلفته وتخلفه من آثار سلبية.
17. المشاركة في تقديم صورة حقيقية عن المجتمع العربي المثقف والمؤثر، للذهنية الغربية والشرقية معا، بل وكل الشعوب التي يمكن الوصول إلى مراكز التأثير فيها ومن ثم تصحيح تلك الصور المغلوطة التي زرعت في ذهنياتهم أفكارا وهواجس عن عالم عربي همجي، والتأكيد أن تلك الصور ما هي إلا صور مدسوسة، أو أنها فعلا مبالغ فيها لتعبر عن جوانب التطرف الناقم، الأمر الذي يمكن أن يحدث في أي مجتمع متقدم أو نامٍ على حد سواء، نظرا لما أفرزته صور الظلم والاستبداد في مختلف الدول.
18. السعي للانتقال بالثقافة العربية الخلاقة من شللية عمياء وأبراج وهمية تهافت عليها مثقفون وتقوقع بها مفكرون، إلى ساحة الواقع لتصبح الثقافة كائنات حية بسيطة معاشة في الشارع العربي، تمـارس دورها التنويري للم شتات الوطن العربي المتخذ شكل أوطان وأقطار منقطعة الصلة والانتماء عن الجسد العربي الواحد (الحلم).
19. الإسهام في مراجعة الذات الثقافية، وأولوية إمعان النظر في منابع ثقافاتنا، لتحرير ثقافتنا من القولبة، وإرثنا من الطوباوية، لا على أنها (يوتيبيا) لا تقبل النقاش والتجدد، أو لا يمكن الانزياح عنها، وبالتالي إمكانية صياغة رؤى جديدة - برغم جذورها وأصالتها - إلا أنها متجددة بجهود واقعية، لجعل الثقافة حقا لكل إنسان عربي يؤثر ويتأثر بها.
20. الإسهام في خلق ثقافة تؤمن بالتبادلية والتعددية، وذات فعل حركي في شرايين الحياة المعاشة، تؤمن بالوسطية لنكون عن وعي قادرين ليس على فهم الآخر فحسب، بل ومنتجين للمعرفة الملتصقة باحتياجات وجودنا ووجود الآخر معنا، ضمن سياقات العولمة المؤثرة، وبذلك نسهم عبر هذا المركز إسهاما عمليا لا تنظيريا في تعزيز حوار بناء ومضيف إلى الحضارات الأخرى، بمنأى عن مروجي ثقافة صدام الحضارات
العقيمة.
21. المساعدة في رفد الاحتياج الماس والشديد للتخصص، بآلية عمل منضبطة وموضوعية في مختلف تطبيقاتها، مستعينين بمراكز المعلومات والبحوث كافة داخل الوطن العربي وخارجه، لإيجاد أفضل السبل والوسائل - عبر عقول مستنيرة - في كل جانب معرفي.
22. الإسهام في ترسيخ حقيقة وجودنا في كيان عربي يسعى للتلاحم فيما بينه، ضمن عالم كبير وفي كوكب واحد، تداخلت وتشابكت فيه المصالح بين مختلف الأمم، وبالتالي ضرورة إدراكنا عمليا أهمية استيعاب فكرة العولمة ضمن سياقاتهـا المختلفة، بحيث يمكن الـتواؤم مع مفرداتهـا الإيجـابية
والاستفادة منها، ومحاولة درء سلبياتها واختراقاتها بزيادة وعينا بأبعادها وكيفية التعامل معها بعقلانية.
23. محاولة المشاركة في تأسيس ثقافة إعلامية وإعلام ثقافي قادرين على خلق (ثقافة فعل)، لا رد فعل وإيجاد (ثقافة فاعلة) لا منفعلة، وبالتالي يسهل التعامل والتعاون مع الآخر من خلالها عندما نعزز في ذاتنا تلك المنهجية الثقافية المنضبطة.
24. تعزيز التواصل مع النخب الإعلامية والثقافية المستنيرة، ومع الجاليات العربية والإسلامية في مختلف دول العالم وخصوصا الدول الغربية، وذلك لدعم وإبراز الصوت العربي والإسلامي من خلال المنابر والوسائل الإعلامية المؤثرة والمتاحة في تلك البلدان.
25. الإسهام في وضع برنامج عملي متخصص للخروج بالإعلام العربي من خارطة (الأقلمة) وبعيدا عن آفة القطرية فيما يفترض أن يكون عربي الهوية يصب في رسالة دعم التواصل العربي وتعزيز حضور (العروبة الإعلامية والثقافية) بمعانيها وأفعالها.
26.الخروج بتصور واقعي عن ظاهرة الإعلام العربي المحكوم بردود الفعل وسيادة الخطاب الانفعالي، ومحاولة رسم تصور برامجي تطبيقي عن إعلام عربي مؤثر بصورة إيجـابية في قناعات وأفكار وتوجهات الإنسان العربي، بدءا من الأنظمة وانتهاء بالمواطن العادي، والانتقال بذلك التوجه نفسه والحماس والإرادة المبادرة إلى مستوى التأثير في حوارنا مع وسائل الإعلام الأجنبية، غربية كانت أم شرقية.
27. السعي للاستفادة من البرمجيات والتقنيات الإعلامية كافة، خصوصا لدى قطاعات الإعلام الخاص، المهاجر منه أو المقيم.
28. محاولة تشخيص أوجه القصور في أجهزتنا الإعلامية, ومحاولة التقريب بين الخاص والعام منها، ليس
في اتجاهين متقابلين ولكن في اتجاه ثالث يحقق في نهاية المطاف احترام العقلية العربية النابهة والتي تحترم قيم الوعي والقدرات الناضجة التي تواجه ذلك القصور الذي لا بد وأن تتحلل منه وسائل الإعلام (العامة) وخصوصا البعد عن الإيغال في رسمنتها وتفخيماتها، والابتعاد في الوقت ذاته عن نهج وسائل الإعلام الخاصة الممعن في الإثارة من أجل الإثارة فقط ومن أجل أهداف تسويقية مادية يتفاقم معها ويتردى وضع الإعلام العربي ويقع في التسطيح بتفريغ رسالته من خصوصيتها والتهافت على كل ما يمكن أن يجذب المتلقي ويضاعف نهمه الاستهلاكي الذي لا ينتج فكرا أو ثقافة، ويغرق مجتمعاتنا في المزيد من مجاعة الوعي لسوء العديد من قنواتنا الإعلامية.
29. محاولة الوصول إلى حقيقة اللعبة الكونية مقبلين لا مدبرين على مضامير وأدوات العولمة وعبر وسائلها ذاتها التي تحاول أن تهيمن عليها القوى الكبرى لبسط نفوذ قناعاتها ونماذجها، وبذلك نكون أكثر إمكانية وقدرة على استخلاص أفضل الوسائل والتقنيات والنماذج التي تمتلك التحرك بها وفيها، لتشكيل ( عوربة ثقافية )
تستوعب العولمة منهجا وحضورا وتفاعلا، عبر إيماننا أن الأدوات التي يمتلكها الآخر حق من حقوقنا طالما امتلكنا تقنيته حتى ولو فات علينا - مؤقتا - امتلاكها كصناعة واختراع في الوقت الحاضر، فمهمة نقل وتطوير التقنية جزء من صلب ما تدعو إليه رسالة المركز الثقافية، خصوصا في الجانبين الثقافي والإعلامي.
30. محاولة الإسهام في ردم الهوة بين المثقف والمجتمع البالغة حد الاغتراب، وهذا لن يتحقق إلا بواسطة تفعيل الطروحات والهموم الثقافية لدى المفكرين والأدباء العرب عبر وسائط إعلامية مستنيرة قادرة على تجسيد طموحات وأفكار هؤلاء المثقفين والأدباء في سياق اجتماعي وإنساني عميق وبسيط، وجعل المعطيات الثقافية مادة توعوية قادرة على إحداث التغيير الإيجابي في بنية المجتمع العربي.
31. محاولة تذويب حالات الانجذاب العرقي من خلال ترسيخ فكرة أننا امتداد طبيعي لأمة إسلامية نحن جزء لا يتجزأ منها، وأن قوميتنا العربية لا تنفصل عن ثوابتنا، مع التأكيد على أن هذه الثوابت تحرص على ترسيخ وجهها المشرق، وتستوعب في الوقت نفسه الأعراف والأعراق والعقائد السماوية كافة.
32. تذويب الفوارق الطبقية والطائفية والأيديولوجية والإقليمية، لإيماننا بأن العوامل التي تجمعنا أكثر وأقوى من المعاول التي تفرقنا.
برنامج عمل المركز
1. إقامة الملتقيات والندوات الثقافية الإعلامية عبر محاور متخصصة ذات أهداف استراتيجية محددة.
2. اقتراح البرامج الثقافية على الوسائل الإعلامية المختلفة، التي تتفق وأهداف المركز السامية، والإسهام في إعداد وتنفيذ بعض هذه البرامج أو ترشيح الكفاءات المناسبة للقيام بها.
3. التعاون والتواصل مع المؤسسات والجمعيات والهيئات الثقافية والإعـلامية العربية كافة ، لخلق أطر مشتركة من التعاون، تحقيقا لأهداف المركز وانسجاما مع الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها هذه الجهات والتي تصب في معين (الوعي العربي) ورفد الارتقاء به.
4. الإسهام برسائل إعلامية ثقافية مطبوعة أو مسموعة أو مرئية في مختلف المنابر الفكرية والثقافية والإعلامية لإيصال رسالة المركز التنويرية لأكبر قدر ممكن من المتلقين، سواء من ذوي الاختصاص، أو مباشرة لذهنية المواطن العربي عامة.
5. تعزيز تواصل المركز مع المراكز المشابهة، وذات الدور الإيجابي فكريا وثقافيا وإعلاميا، في مختلف دول العالم وخاصة الدول المتقدمة من أجل التفاعل الإيجابي معها تأثيرا وتأثّرا.
6. لإيجاد تصور عربي مستنير حول أهم القضايا العربية والدولية، بواسطة المنتديات والبرامج الإعلامية المتاحة والممكنة في العالمين الغربي والشرقي المتقدمين، لتعزيز رسالة المركز على المستوى الدولي، ولبناء علاقة واضحة من التفهم بين المركز وهذه المنابر، دعما للأهداف التي وجد من أجلها المركز، ولإظهار صورة الإنسان العربي المشرقة، وإبراز قيمه الحضارية ومنجزاته، وإيصال قضاياه العادلة إلى أوسع ساحة في دائرة الضمير المغيب على مستوى العالم.
7. إقامة الأيام الثقافية في مختلف الأقطار العربية شاملة مختلف أنواع الأنشطة الإبداعية والفكرية والفنية
8. إنشاء صندوق بإسم ( صندوق المبدع العربي )وهو صندوق يهدف الى تقديم الرعاية والعون الى المبدعين العرب في حالتين 1- المرض والعجز والإعاقة 2- دعم المبدعين المميزين الذين لايمتلكون القدرة المادية على على نشر وإبراز إبداعهم
9. إقامة ملتقى سنوي باسم ( ملتقى الإبداع للطفل العربي ) وذلك بهدف تحفيز مواهب المبدعين من الأطفال العرب وإيجاد قناة تواصل بين هذه المواهب الواعدة
مصادر تمويل المركز
يعتمد تمويل المركز على الآتي:
1. المصادر المستقلة التي يمتلكها المؤسسون للمركز.
2. الموارد المادية التي ترد للمركز من خلال أعمال الدعاية الإعلامية والترويجية، التي ترده عبر رعاية بعض الجهات الإعلامية والإعلانية للندوات والملتقيات الثقافية التي يقيمها المركز، حيث يتم الإعلان عنها بشفافية ووضوح مطلق، ولمنتجات وخدمات معتادة لا تتعارض مطلقا مع القيم الثقافية الواضحة التي يتبناها المركز.
3. الدعم الوارد للمركز من رجال الأعمال أو من أعضاء الشرف ولن تكون هذه الإسهامات مقبولة إلا إذا كانت منطلقة من الاستشعار المسبق من قبل هذه الجهات الداعمة بأهمية أهداف المركز، وإيمانها غير المشروط البتة برسالة المركز التنويرية, الأمر الذي يغلق الباب نهائيا أمام الدعم المشروط أو ذي الغايات المستترة أو المشبوهة كافة، ولن يقبل المركز أي دعم صغر أم كبر من أية جهة حكومية أو منظمات أو أحزاب على الإطلاق، وذلك لتحقيق الهدف الاستقلالي والحيادي للمركز.
4. السعي مستقبلا من خلال آلية عمل منظمة إلى اعتماد المركز - ولو جزئيا - على مصادر التمويل الذاتي، من خلال تقديم الخدمات المعلوماتية عبر موقع مستقل على شبكة (الإنترنت) وبرسوم محددة.
5. نشر سلسلة من الأبحاث والدراسات وخلاصات الندوات التي يرعاها المركز لجهات الاختصاص بمقابل يتحدد حسب كل عمل في حينه.
6. التخطيط مستقبلا لإقامة ندوات وملتقيات ثقافية وإعلامية هامة، يشارك بها رموز بارزة ومتخصصة ونافذة الحضور والتأثير على مستوى العالم ووضع رسوم رمزية لحضورها.
البنية الأساسية للمركز
1. مقر ثابت، وهذا المقر موجود في مدينة القاهرة.
2. مركز معلومات يتفرع عنه (عدة أقسام) أهمها:
3. قسم لقاعدة معلوماتية وبياني
4.قسم الشؤون لإعلامية الأجنبية لرصد ما يكتب عن العرب في مختلف وسائل إعلام ومراكز بحوث الآخر.
5. قسم الشؤون الإعلامية العربية لرصد حضور الآخر في ثقافتنا (رصد تفصيلي لما يكتب في الصحافة وما
6. تنتجه دور النشر والمكتبات العربية عن الآخر).
7. القسم الثقافي العربي لرصد حوارنا الثقافي مع الذات (صورة من مرآة إعلامنا أمام أنفسنا).
البنية التنظيمية والإدارية للمركز
1- هيئة استشارية للمركز، تمثل نخب الثقافة والإعلام على مستوى العالم العربي.
2- مجلس أمناء يمثلون أفضل الكوادر الثقافية والإعلامية النشطة والمسؤولة، التي يعتمد على تفاعلها وجهدها التنفيذي في تحقيق رسالة المركز.
3- جهاز إداري وسكرتاريا.
عضوية المركز
1. الانتماء لقيم العروبة المستنيرة ثقافياً واجتماعياً وتوفر الرؤيا الواعية بأهمية الانفتاح على الذات العربية الواحدة بكل ألوان الطيف مهما تعددت اختلافاتها الأيديولوجية والفكرية والاجتماعية.
2. تجاوز القطرنه وكل ما يكرس الانكفاء داخل هذه الحدود الوهمية أو المصطنعة.
3. الإيمان الكامل بأحقية الاختلاف والحوار والتمسك بكل ما يعزز الأمة (توعوياً) كقيمة حضارية تبعد البتة قاموس الإقصاء والمصادرات عن مسلكنا وفكرنا الفردي والجمعي معاً.
4. الارتهان للثقافة النابعة من نبض الشارع العربي بكل هواجسه ومعاناته بعيداً عن الثقافة (البرجوية) والتنظيرية المؤكدمه التي أسهمت في إقصاء دور المثقف وقولبته بل وحنطت (فعله) وإسهامه في بناء الوعي العربي داخل جامعات أكاديمية تمارس أقصى درجات التقعر الفكري النظري المتغرب عن واقعنا العربي وهمومه المحورية.
5. القناعة الراسخة بأهمية الإعلام الجاد في تشكيل بنية العقل الحر عن العقول الإمَّعاوية وتوفر الرغبة والإرادة للإسهام في صنع إعلام عربي قادر على تحقيق وإيصال رسائل وأهداف المركز الثقافية بصورة أكثر مهنية وأكثر نفاذاً للعقل الجمعي والفردي العربي بكل مستوياته وتخصصاته.
6. توفر الخبرة الفاعلة والمؤثرة للعضو في أكثر من ميدان ثقافي وإعلامي (العربية أو الأجنبية) مما يسهم في استثمار هذه القدرات والخبرات في تعزيز حضور دور المركز في أكثر من ميدان شريطة توفر الوقت الكافي لتحقيق هذه المهمة لكل عضو.
7. تحلي العضو بصفة المثقف الموضوعي غير التصادمي وغير الناقم على واقعه حد اليأس لإيماننا بأن رسل الثقافة هم الرهان الأخير والأهم في صياغة ضمير الأمة ومستقبلها ومهما واجهها من مظاهر التخلف والانقسام والانهزام، وكل ذلك لقناعة كل صاحب ضمير فعال أن هذه الأمة تمتلك كافة مقومات بنائها وتحتاج إلى إيقاظ جذواتها وهذا ما يمتلك أدوات إحيائه كل مثقف مخلص وفعال.
8. تحمل المسئولية الكاملة أمام الذات والضمير الإنساني العربي بالابتعاد عن ممارسة أي أدوار تخل أو
تنال من ثوابتنا الإيمانية أو القومية مع قابلية الحوار المنفتح مع سائر الثقافات الأخرى برحابة وثقة وتمازج
حداثتنا بأصالتنا معاً دون تبعية أو انغلاق.
9. التحرر من أي تأثير سلبي إقليمي أو أي نزعة عصبية أو أيديولوجية والاحتكام لروح العروبة الصافية التي رسخت وجودنا الإيماني والقومي والاجتماعي في حين لم نستثمر كل هذه المرتكزات كما ينبغي حتى الآن.
استمــارة عضــوية
الاســــم:
العمل الحالي:
البلـــــد:
المجال الأكثر اهتماماً:
* ثقافي
* إعلامي
* معـاً
الهاتف الثابت:
الهاتف المحمول:
ص.ب:
المدينة:
الرمز البريدي:
البريد الإلكتروني:
ملاحظة:
نأمل إرفاق السيرة الذاتية مع بيان بأي إصدارات ثقافية أو إبداعية أو إعلامية مع صورة شخصية.
مكتب القاهرة تليفاكس 5757578 (202) جدة: 6515545 /6514893/ فاكس6572922 ـ ص.ب 13553 جدة21414
كاليفورنيا 7440175(408 ) (001)