المبتدأ والخبر في القواعد العربية - قسم 4 من خمسة
جواز التقديم والتأخير :
1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية .
15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :
عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني
فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية ، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة ، وإن المكسورة الهمزة لفظا ، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى .
وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة ، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل ، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم .
2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن ، أو بئس .
نحو : نعم الرجل محمد . وبئس العمل الخيانة .
فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا ، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا ، ومحمد خبره .
فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ ، والجملة خبرا مؤخرا ، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما .
حذف الخبر :
أولا ـ جواز الحذف :
يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين :
1 ـ بعد إذا الفجائية : نحو : وصلت فإذا المطر . وخرجت فإذا الأسد .
والتقدير : فإذا المطر منهمر . وإذا الأسد حاضر .
2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ ، وذلك بعد السؤال . تقول : من غائب ؟ فيقال في الجواب : عليّ . والتقدير : عليّ غائب .
وقد يكون الدليل غير ملحوظ ، وإنما يدرك من السياق
16 ـ نحو قول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
فنحن : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : راضون . أي : نحن بما عندنا راضون .
3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف .
نحو : محمد مجتهد وأحمد .
والتقدير : وأحمد مجتهد . فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه .
34 ـ ومنه قوله تعالى : ( أكلها دائم وظلها )1 .
والتقدير : وظلها كذلك .
ثانيا ـ وجوب الحذف :
يجب حذف الخبر في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم .
نحو : أيمن الله لأفعلن الخير . والتقدير : أيمن الله قسمي .
ونحو : لعمرك لأشهدن الحق . والتقدير : لعمرك قسمي .
35 ـ ومنه قوله تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) 2 .
17 ـ ومنه قول معن بن أوس :
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ
ومنه قول زهير :
لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ وفي طول المعاشرة التّقالي
ومنه قول امريء القيس :
لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ نهاري ولا ليلي عليّ بسرمد
فكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها . والتقدير :
لعمرك قسمي .
فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم ، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره ،
جاز حذف الخبر وإثباته . نحو : عهد الله لتصدقن بما عندي .
ونحو : عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي .
ففي المثال الأول حذف الخبر ، وفي الثاني أثبته وهو : عليّ الجار والمجرور .
ـــــــــــــ
1 ـ 3 الرعد . 2 ـ 72 الحجر .
2 ـ أن يدل الخبر على صفة مطلقة . بمعنى أن تكون الصفة دالة على وجود أو
" كون " عام فتقدر بمعنى كائن أو موجود ، أو مستقر أو حاصل .
وذلك في موضعين :
أ ـ أن يتعلق بها جار ومجرور ، أو ظرف .
نحو : الماء في الإبريق . والكتاب فوق المكتب .
ومنه قوله تعالى : ( الحمد لله ) 1 .
ومنه قول جرير :
لنا قيس عليك وأيَ يوم إذا ما احمرَ أجنحة العُقاب
وقوله أيضا :
منا عتيبةُ فانظر من تُعِدّ له والحارثان ومنّا الردفُ عتّابُ
وقوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) 2 .
ومنه قول المتنبي :
وبين الفرع والقدمين نورٌ يقود بلا أزِمَّتها النياقا
ب ـ أن يقع المبتدأ بعد لولا ، أو لوما .
نحو : لولا الله لصدمت السيارة الطفل .
ونحو : لوما خالد لما حضرت .
36 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولولا نعمة ربك لكنت من المحضرين ) 3 .
18 ـ ومنه قول جرير :
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ـــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 59 الأنعام .
3 ـ 57 الصافات .
ومنه قول زهير :
ولولا عَسْبُهُ لرددتموه وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعار
فإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص ، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب
ونحوها ، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل .
نحو : لولا العدو سالمنا ما سلم . ونحو : والطالب يعمل واجباته في منزله .
ونحو : الطيور مغردة فوق الأغصان .
فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره .
نحو : لولا مساعدوه لفشل . أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل .
ونحو : الأطفال في المدرسة . أو الأطفال موجودون في المدرسة .
3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا ، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر ، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا ، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه .
مثال النوع الأول : تشجيعي الطالب متفوقا .
والتقدير : تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه .
ومنه قوله تعالى : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) 1 .
كلمته : مبتدأ ، وألقاها حال سدت مسد الخبر ، والعامل فيها معنى : كلمته .
والتقدير : كأنه قال : منشؤه ومبتدعه . ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "
المحذوفتين ، فإذا ظرف للكلمة ، وكان تامة ، و" ألقاها " حال من فاعل كان . وهو مثل قولهم : ضربي زيدا قائما . ومثال الثاني : أفضل صلاة العبد خاشعا .
والتقدير : أفضل صلاة العبد عند خشوعه .
ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح ، كما في الأمثلة السابقة ، أو مؤول .
نحو : أفضل ما تساعد المحتاج مستترا .
ـــــــــــ
1 ـ 171 النساء .
والتقدير : أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة .
كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا ، والحال الجملة .
نحو : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها :
خير اقترابي من المولى حليف رضاً وشر بعدي عنه وهو غضبان
فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل ، وقد سدت مسده ، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا . نحو قولنا : تشجيعي الطالب متفوقٌ .
أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها .
نحو : تشجيعك المتفوق واجب . وعقابك المهمل شديد .
4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع " .
نحو : كل رجل وعمله . وكل طالب وزميله .
والتقدير ، متلازمان ، أو مقرونان .
37 ـ ومنه قوله تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) 1 .
قال الزمخشري : يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم :
كل رجل وضيعته . فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله : " إنكم وما تعبدون " ، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر ، لأن معناه : إنكم مع ما تعبدون .
ويقول العكبري : " وما تعبدون " الواو عاطفة ، ويضعف أن تكون بمعنى " مع "
إذ لا فعل هنا .
وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم : كل رجل وضيعته .
فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر .
ــــــــــــ
1 ـ 161 ، 162 الصافات .
كقول الشاعر :
تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى وكل امرئ والموت يلتقيان
فوائد وتنبيهات :
1 ـ يأتي المبتدأ معرفة وهو الأصل والخبر نكرة .
نحو : محمد فاضل .
وقد يأتي المبتدأ معرفة ، والخبر معرفة أيضا .
نحو : الله ربنا ، ومحمد نبينا .
الله : مبتدأ ، وربنا خبر ، وهو معرف بالإضافة .
ومنه قوله تعالى : ( والسابقون السابقون )1 .
السابقون : مبتدأ ، والسابقون الثانية خبره نحو قولهم : أنت أنت . ويجوز أن تكون الثانية توكيدا للأولى ، ولكن يدعم الوجه الأول قول أبي النجم العجلي :
" أنا أبو النجم وشعري شعري "
وهو رأي سيبويه أيضا على تعظيم الأمر وتفخيمه . (2)
2 ـ ويجوز تقديم المبتدأ إذا كان مصدرا مرفوعا .
نحو : سلام عليكم .
ومنه قوله تعالى : ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) 3 .
وقوله تعالى : ( فقال سلام عليكم ) 4 .
ــــــــــ
1 ـ 56 الواقعة .
2 ـ انظر البحر المحيط لأبي حيان ج8 ، ص 205 ،
وانظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ، ص 133 .
3 ـ 2 إبراهيم . 4 ـ 51 النحل .
وقوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) 1 .
3 ـ تعدد الخبر :
الأصل في خبر المبتدأ أن يكون واحدا ، ولكنه قد يتعدد في بعض الأحيان فيكون للمبتدأ الواحدة أكثر من خبر .
نحو : محمد شاعر كاتب قاص .
محمد : مبتدأ . وشاعر وكاتب وقاص ، كل منها جاء خبرا للمبتدأ .
ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) 2 .
هو : مبتدأ ، والغفور ، والودود ، وذو العرش كلها أخبار للمبتدأ " هو "
ومنه قوله تعالى : ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا غله إلا هو ) 3 .
ومنه قوله تعالى : ( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) 4 .
ومنه قول الأعشى :
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِل
غراء ، وفرعاء ، ومصقول كلها أخبار لمبتدأ محذوف تقديره : هي .
ومنه قول الآخر بلا نسبة :
من يك ذا بت فهذا بتي مُقيِّظ مصيِّف مشتِّي
19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي :
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم .
وكما يتعدد الخبر المفرد يتعدد الخبر الجملة وشبه الجملة ، وقد يكون مختلطا . فتعدد المفرد انظره فيما سبق .
وتعدد الجملة نحو : الصيف نهاره طويل ليله قصير .
وتعدد شبه الجملة نحو : الكتاب أمامك قربك .
ـــــــــــ
1 ـ 79 البقرة . 2 ـ 14 البروج .
3 ـ 62 غافر . 4 ـ 6 السجدة .
ومثال المختلط : هذا طائر يغرد . فطائر خبر أول مفرد ، ويغرد خبر ثان جملة فعليه .
4 ـ يصح الإخبار عن النكرة بالمعرفة .
نحو قوله تعالى : ( وإن تعجب فعجب قولهم )1 .
فعجب خبر مقدم ، ولا بد فيه من تقدير صفة ، لأنه لا يتمكن المعنى فلا بد من تقييده ، والتقدير : فعجب غريب ، وإذا قدرنا أن " عجب " موصوف جاز أن يعرب مبتدأ ، لأنه نكرة وسوغ الابتداء بها الوصف المقدر ، وقولهم خبر معرف بالإضافة .
ومنه قوله تعالى : ( أم من هذا الذي هو جند لكم )2 .
5 ـ يكثر حذف الخبر إذا كان معادلا .
38 ـ نحو قوله تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) 3 .
وقوله تعالى : ( أم من هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما ) 4 .
فمن في الآية الأول مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : أشد .
وفي الثانية : مقابله محذوف لفهم المعنى والتقدير : أهذا القانت خير أم الكافر .
6 ـ اقتران الخبر بالفاء
إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره ، وذلك بالشروط التالية :
1 ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم كالأسماء الموصولة ، أو النكرة .
أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل
الشرط .
ــــــــــــ
1 ـ 5 الرعد . 2 ـ 20 الملك .
3 ـ 11 الصافات . 4 ـ 9 الزمر .
ويكون الاقتران واجبا إذا وقع المبتدأ بعد أما الشرطية :
نحو : أمّا خالد فمؤدب . وأمّا علي فمجتهد .
ويكون الاقتران جائزا إذا دل المبتدأ على إبهام ، أو عموم كاسم الموصول ، والنكرة الموصوفة .
أ ـ الاسم الموصول إذا كانت الصلة فعلا ، أو ظرفا .
نحو : الذي يعمل بإخلاص فله مكافأة .
ونحو : من في الملعب فعليه جزاء .
ومنه قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم )1 .
ب ـ النكرة الموصوفة إذا كانت الصفة فعلا ، أو ظرفا أيضا .
نحو : طالب يجتهد فناجح .
ونحو : ما تقرؤون من علم فللفائدة .
ونحو : ما بنا من قصور فمن أنفسنا .
ومنه قوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )2 .
7 ـ مراعاة مطابقة الخبر للمبتدأ .
ذكرنا أن من أحكام الخبر أن يكون مطابقا للمبتدأ ، ولكن وردت بعض الآيات القرآنية قد توهم بعض الدارسين أنها مخالفة لهذا الحكم ، أعني عدم المطابقة ، غير أنه إذا ما أمعنا فيها النظر نجد المطابقة قائمة بين المبتدأ وخبره .
1 ـ من حيث الإفراد والتثنية والجمع :
أ ـ إفراد المبتدأ لفظا وجمع الخبر :
نحو قوله تعالى : ( تلك أمانيهم )3 .
ــــــــــــ
1 ـ 274 البقرة . 2 ـ 53 النحل .
3 ـ 111 البقرة .
فتلك مبتدأ مفرد ، وأمانيهم خبر جمع تكسير مفرده أمنية .
والتخريج على النحو التالي : أفرد المبتدأ لفظا ، لأنه كناية عن المقالة ، والمقالة مصدر يصلح للقليل والكثير ، فأريد بها الكثير باعتبار القائلين ، ولذلك جمع الخبر ، فتمت المطابقة من حيث المعنى في الجمع .
ب ـ جمع المبتدأ وإفراد الخبر على المعنى :
نحو قوله تعالى : ( هن أم الكتاب )1 .
هن : ضمير جماعة النسوة مبتدأ ، وأم خبر مفرد .
التخريج : أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة ، فأفرد الخبر على المعنى .
ويجوز أن يكون المعنى : كل منهن أم الكتاب ، نحو قوله تعالى :
( فاجلدوهم ثمانين جلدة )2 .
أي : فاجلدوا كل واحد منهم .
2 ـ من حيث التذكير والتأنيث :
يجب مطابقة الخبر للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث ، ولكن قد نرى في بعض الآيات مخالفة ، وهذه المخالفة لها تخريج لتتم المطابقة .
نحو قوله تعالى : ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي )3 .
هذا : اسم إشارة للمفرد المذكر في محل رفع مبتدأ .
ربي : خبر مفرد مذكر .
غير أن " هذا " عائد على الشمس ، والشمس مؤنث مجازي ، وهنا عدم المطابقة بين المبتدأ العائد على مؤنث ن وبين الخبر المذكر .
التخريج : جاء المبتدأ مذكرا مع أنه عائد على مؤنث على اعتبار وجود حذف ،
والتقدير : هذا المرئي .
ـــــــــــ
1 ـ 7 آل عمران . 2 ـ 4 النور .
3 ـ 78 الأنعام .
وقيل أن الشمس هنا بمعنى الضياء ، والضياء مذكر فتمت المطابقة .
وقيل جعل المبتدأ مثل الخبر ـ أي متطابقان في التذكير ـ لكونهما عبارة عن شيء واحد نحو قولنا : ما جاءت حاجتك .
وكان اختيار هذه الطريقة لصيانة الرب عن شبهة التأنيث ، فقالوا في صفة الله : علام الغيوب ، ولم يقولوا علامة ، وإن كان علامة أبلغ ، وذلك احترازا من علامة التأنيث .
ومنه قوله تعالى : ( فذانك برهانان من ربك )1 .
فذانك : مبتدأ ، وهو اسم إشارة للمثنى المذكر ، ولكنه جاء هنا إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثان .
والتخريج : أن تذكيره جاء ليطابق تذكير الخبر .
8 ـ إذا كان ظرف الزمان نكرة ، وأخبر به عن المصدر فإنه يجوز فيه الرفع ، والنصب ، سواء كان الحدث مستغرقا للزمان ، أو غير مستغرق . (2)
نحو قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات )3 .
فالحج مبتدأ ، وأشهر خبر ، وفي أحدهما محذوف مقدر ، فإن قدرت في المبتدأ
قلت اشهر الحج ، وإن قدرت في الخبر قلت : حج أشهر .
9 ـ الخبر الجار والمجرور ، والخبر الظرف بنوعيه ، في الحقيقة ليس هو الخبر ، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وتقدير المحذوف :
كائن ، أو مستقر ، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور ، أو الظرف .
كقول جميل بثينة :
فإن يك جثماني بأرض سواكم فإن فؤادي عندك الدهرَ أجمعُ
الشاهد فيه قوله : " أجمع " بالرفع ، وهو من ألفاظ التوكيد المعنوي ، ولكنه لا يصلح أن
ـــــــــــــ
1 ـ 32 القصص . 2 ـ دراسات لأسلوب القرآن الكريم للسيخ عبد الخالق عظيمة القسم الثالث ج1 ص245 .
3 ـ 197 البقرة .
يكون توكيدا لأي من فؤادي ، أو عندك ، أو الدهر لأن كل واحد منها منصوب ، والمرفوع لا يصلح أن يكون توكيدا للمنصوب ، ولا يصلح أن يكون توكيدا لمحذوف ، لأن التوكيد ينافي الحذف ، فلم يبق إلا أن يكون توكيدا لضمير مستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا ، لأن هذا الضمير مرفوع على الفاعلية ، فدل ذلك على أن الضمير الذي كان مستكنا في المتعلق الواقع خبرا قد انتقل من هذا المتعلق إلى الظرف فاستكن فيه .
10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط ، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا ، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة ، بمعنى أن يكون الزمن خاصا .
نحو : الحفل ليلة الخميس . والسفر يوم الجمعة . والعطلة بعد ظهر الأربعاء .
وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة . نحو : السفر حينا . والرحلة دهرا .
كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا ، وذلك حين تتم الفائدة ، ولتمام الفائدة شروط هي :
أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت .
نحو : نحن في يوم شديد الحرارة .
أو يتخصص بعلمية . نحو : نحن في رمضان .
أو بإضافة . نحو : نحن في يوم الجمعة .
وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في " .
ولا يعرب في حالة رفعه ، أو جره ظرفا ، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا ، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط .
ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها ، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى ، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف ، أو جره بفي ، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا .
نحو : العنب شهور الصيف ، أو في شهور الصيف .
ونحو : والبلح شهور الشتاء ، أو في شهور الشتاء .
ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا .
نحو : المدرسة صباحا . والبيت عصرا .
والتقدير : عمل المدرسة صباحا ، وملازمة البيت عصرا .
11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا :
أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر .
نحو : العطلة أسبوعٌ ، أو أسبوعاً ، أو في أسبوع . والتقدير : زمن العطلة . . .
والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى . نحو : السفر يومٌ .
ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان ، تعين رفع الخبر .
نحو : شهر الصوم رمضان . وأول العام الهجري المحرم .
ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور ، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب .
نحو : العيد اليوم . والجمعة اليوم . والسبت اليوم .
وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع .
ومنه قولنا : اليوم يومك . لتضمنه معنى : شأنك الذي تذكر به .
د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات ، أو معنى ، وكان متصرفا ، ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فاعل ، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه .
نحو : الرجال جانب ، أو جانبا . والنساء جانب ، أو جانبا .
برفع جانبا ونصبها .
ونحو : المسجد أمامك . والحديقة خلفك . برفع أمامك ، أو خلفك ، أو نصبهما .
ومثال وقوعه عن معنى : العلم ناحيتك ، والعمل ناحيتك .
برفع ، أو نصب ناحية .
12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو : قولي : السلام عليكم .
ونحو : حديثي : احذروا العملاء .
يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان :
الأول : أن نعرب الجملة مفصلة ، فنقول : السلام مبتدأ ثان ، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول .
والثاني : أن نعرب الجملة أعرابا مجملا ، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها ، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية ، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد . (1)
وهذا ما يعرف بالجملة المحكية .
وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها .
كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب :
( قل هو الله أحد ) آية قرآنية .
فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكلمة " آية " خبر المبتدأ .
وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا : كتأبط
شرا ، وشاب قرناها ، وسر من رأى فتدبره
.
ــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص472 .
نحو : تأبط شرا شاعر جاهلي .
ونحو : سر من رأى مدينة عراقية .
12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور .
نحو قوله تعالى : ( فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) 1 .
13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا .
نحو قوله تعالى : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) 2 .
لأكفرن جواب القسم المحذوف ، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين " .
ومنه قوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله )3 .
ومنه قول الشاعر :
جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين وإذا أتاك فلات حين مناص
وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا .
14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا .
نحو قوله تعالى : ( الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ) 4 .
الذين مبتدأ ، وجملة التشبيه " كأن لم .. " في محل رفع خبر .
وأجاز العكبري أن تكون جملة التشبيه في محل نصب حال ن والخبر جملة
كذبوا ، وإذا كان الأمر كذلك فأين صلة الموصول ؟
وإن كانت جملة كذبوا هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ن فكيف تكون في نفس الوقت في محل رفع خبر ؟
والذي أراه أن جملة التشبيه تأتي صلة في الوقت الذي لا يكون فيه اسم الموصول مبتدأ .
ــــــــــــــ
1 ـ 74 البقرة . 2 ـ 195 آل عمران .
3 ـ 60 الحج . 4 ـ 92 الأعراف .
كما في قول الشاعر :
ألا أيهذا المنزل الدارس الذي كأنك لم يعهد بك الحي عاهد
فجملة التشبيه " كان وما بعدها " جاءت صلة لاسم الموصول لا محل لها من الإعراب ، واسم الموصول في محل رفع صفة لمنزل .
أما في الآية السابقة فلا يكون الذي إلا مبتدأ والجملة الفعلية بعدة صلة لا محل لها ، وجملة التشبيه هي الخبر والله أعلم .
15 ـ ويصح وقوع الجملة الإنشائية خبرا للمبتدأ . نحو قوله تعالى :
( والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم ، هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ) 1 .
الذين : مبتدأ ، وكذبوا صلته ، وحبطت أعمالهم في محل رفع خبر .
ويجوز أن يكون الخبر هل يجزون ، وحبط أعمالهم كما يذكر العكبري (2) .
ومنه قوله تعالى : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم )3.
الذين : مبتدأ وهو اسم موصول تضمن معنى الشرط لذلك دخلت الفاء على خبر : " فبشرهم " .
16 ـ عرفنا فيما سبق أنواع الرابط في الخبر الجملة ، وأن هذا الرابط من شروطه أن يكون موجودا في الجملة . غير أنه قد يحذف في بعض الأحيان .
نحو قوله تعالى :
( أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله ) 4 .
فقد أجاز أبو حيان والعكبري : أن يكون " المؤمنون " مبتدأ أول ، كل مبتدأ ثان ، وأمن بالله خبر
ـــــــــــــ
1 ـ 147 الأعراف .
2 ـ إعراب ما من به الرحمن ج1 ص 158 .
3 ـ 34 التوبة . 4 ـ 285 البقرة .
المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف .
التقدير : كل منهم . كقولهم : السمن منوان بدرهم . (1)
ومنه قوله تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ) 2 .
فالذين مبتدأ أول ، وجزاء مبتدأ ثان ، وبمثلها خبر المبتدأ الثاني ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف تقديره : منهم . ومنه قوله تعالى :
( والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) 3 .
الخبر : عن ربك لغفور رحيم ، والرابط محذوف تقديره : لهم .
17 ـ يمكن الفصل بين المبتدأ والخبر .
كما في قوله تعالى : ( وهم بالآخرة هم يوقنون ) 4 .
هم : مبتدأ ، وخبره : يوقنون ، وبالآخرة متعلق به ، ولما فصل بين المبتدأ والخبر بمتعلق الخبر أعيد المبتدأ ثانيا ليتصل بخبره في الصورة .
ومنه قوله تعالى : ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) 5 . ومنه قوله تعالى :
( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم ) 6 .
الذين مبتدأ ، وقيل خبره " ما لهم من الله من عاصم " وقد فصل بينهما بجملتين ،
والصحيح جوازه ، ومنعوا الاعتراض بثلاث جمل أو بأربع .
ــــــــــــــ
1 ـ البحر المحيط ج2 ص364 ، والعكبري ج1 ص68 .
2 ـ 17 ـ الإسراء . 3 ـ 153 الأعراف .
4 ـ 4 ـ لقمان . 5 ـ 5 النمل .
6 ـ 27 ـ يونس .
18 ـ قد يجر المبتدأ بحر جر زائد " الباء ومن " ، أو شبه الزائد " رب " ، فيكون المبتدأ مجرورا لفظا مرفوعا محلا .
نحو : بحسبك لقمة تقيم أودك .
39 ـ ونحو قوله تعالى : ( وهل من خالق غير الله ) 1 .
ومنه قول الشاعر :
بحسبك في القوم أن يعلموا بأنك فيهم غني مُضِر
وتزاد من مع المبتدأ بشرطين :
أ ـ أن يتقدمها نفي ، أو استفهام بهل .
2 ـ أن يكون مدخولها نكرة .
20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني :
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
الشاهد قوله : من أحد . من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مرفوع محلا مجرور لفظا .
ومنه قوله تعالى : ( هل لنا من شفعاء ) 2 .
أما الكوفيون والأخفش فيقولون بزيادة " من " دون شروط .
وتدخل " ربَّ " على المبتدأ إذا كان نكرة موصوفة ، وهذا الوصف قد يكون مفردا ، وقد يكون جملة اسمية ، أو فعلية ، وقد يكون مذكورا ، وقد يكون مقدرا معنويا .
مثال دخولها على المبتدأ الموصوف بمفرد قول امريء القيس :
ألا رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة جلجل
ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة فعليه قول سويد اليشكري :
رب من أنضجت غيظا قلبه قد تمني لي موتا لم يُطَع
ــــــــــ
1 ـ 3 فاطر . 2 ـ 53 الأعراف .
ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة اسمية قول لبيد :
" يا رب هيجا هي خير من دمعة "
ومثال دخولها على المبتدأ النكرة التي حذفت صفتها قول هند بنت عتبة :
يا ربّ قائلة غدا يا لهف أم معاويهْ
يا ربّ باكية غدا في الباكيات وباكه
19 ـ إذا جاء الاسم المفضل الواقع بعد لا سيما مرفوعا فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : هو . نحو : أحب قراءة الكتب ولا سيما كتبُ الأدب .
والتقدير : ولا مثل التي هي كتب الأدب .
20 ـ بعض المبتدآت تتضمن معنى الشرط فيقترن خبرها بالفاء ، وتعرف هذه الفاء بالفاء الفصيحة وهي زائدة ، وذلك إذا كان المبتدأ نكرة عامة . (1)
نحو : كل خير يصيبنا فمن الله ، وكل شر يصيبنا فمن أنفسنا .
وكذلك كان المبتدأ نكرة موصوفة ، أو اسما موصولا صلته جملة فعلية ، أو ظرف ، أو اسما موصوفا بالاسم الموصول ، أو بالجملة الفعلية ، أو الظرف ، أو الجار والمجرور فإنه يجوز زيادة الفاء في خبره .
فالموصول الذي صلة جملة فعليه نحو قوله تعالى :
( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) 2 .
وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) 3 .
ومثال الموصوف بالجار والمجرور فقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )4.
ومثال الموصوف بالاسم الموصول قوله تعالى :
( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح )5 .
ــــــــــــــ
1 ـ راجعها في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين ، وقلنا : تسمى بالفصيحة ، لأنها تفسح عن شرط مقدر .
2 ـ 166 آل عمران . 3 ـ 134 البقرة .
4 ـ 53 النحل . 5 ـ 60 النور .
ومما تجدر الإشارة إليه أن كل مبتدأ تضمن معنى الشرط ، أو لمح في معناه ولو إشارة بعيدة إلى معنى الشرط جاز في خبره الاقتران بالفاء .
نحو قول زينب بنت الطرية :
يسرّك مظلوما ويرضيك ظالما وكل الذي حمَّلتَه فهو ظالم .
وقد زيدت الفاء في كل أخبار المبتدآت التي فيها معنى الشرط .
نقوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ) 1 .
وقوله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 2 .
ولا تحذف الفاء الزائدة من أخبار تلك المبتدآت إلا إذا دخل عليها أحد النواسخ ، ما عدا " إنَّ وأن ، ولكن " فتبقى الفاء في أخبارها .
نحو قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ) 3 .
ومنه قول الشاعر :
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم ولكنَّ ما يُقضي فسوف يكون
21 ـ يكون المبتدأ في أول الجمل التالية :
الجملة الابتدائية . نحو : العلم نور .
الجملة الحالية . نحو : وصلت وصديقي ينتظر .
الجملة النعتية . نحو : رأيت لاعبا قدمه لا تخطئ الهدف .
قدمه : مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لرجلا .
الجملة الخبرية . نحو : الظلم مرتعه وخيم .
جملة صلة الموصول . نحو : التقيت بالذي أبوه فاضل .
ــــــــــــ
1 ـ 274 . 2 ـ 38 المائدة .
3 ـ 38 البقرة .
مشاركة منتدى
23 كانون الأول (ديسمبر) 2015, 21:01, بقلم طالبة
إعراب هذا البيت خير إقترابي من المولى حليف رضا وشر بعدي عنه وهو غضبان
27 كانون الأول (ديسمبر) 2019, 05:15, بقلم saad jasim
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
تحية اجلال وتقدير لمعالي المرحوم الدكتور مسعد .رحمه الله تعالى وجعله منرفاق الانبياء والشهداء والصديقين .
اخواني المشرفون كل الكتب والروابط لاتعمل ,هل هناك تجديد او غير ذلك اخبرونا رضي الله عنكم .علما فنحن من متابعي المرحوم ولكم الشكر والتقدير