الأربعاء ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
العـَنقاءُ والطين
مُنذ ُعصور ٍ وأنا اُوغِلُ فيكِ لأبحثَ عنكِواُلامِسُ فيكِ شغافَ القلبِ ولكنْ لا شيءٌ ألمسُهُ منكِوأغوصُ أغوصُ إلى أعماقكِ لكنـّي ...تقذفـُني أمواجُكِ نحوَ شواطئكِ المرسومةِ مِنْ ظنـّيواُحاورُ فيكِ عصورَ الصمتِ ولكنَّ حواري لا يُغنيمكتبة ٌ أنتِ بوسع ِ الكون ِوأنا اُمّيٌّ مَعتوهٌ يُغرقـُني جهلي في حزنياُمّيٌّ لا يُتقنُ حَرفا ًلكنْ يَعلمُ أنَّ النقطة َ قدْ تبدأ ُمنها آلافُ الأشكالْأنَّ الحرفَ الواحدَقدْ بدأ اللهُ به خلقَ الكون ِوتـَناسلَ فيهِ القولُ إلى أقوالْأنَّ الكِلـْمة َفي ثانيةٍقدْ تـُنبئ ُعنْ فنٍّ وخيالْكالنظرةِ في عين ٍولـْهى قدْ تـَخلقُ سِحْرا ً وجمالْهل أنتِ النقطة ُ أمْ أنتِ الحرفُ أمْ أنتِ الكِلـْمهْ ؟!أمْ أنتِ النورُ اللابسُ ثوبَ العُتمهْ ؟!أمْ أنتِ البرْقُ المَخبوءُ وراءَ الغيمهْ ؟!أمْ أنتِ الخمرة ُلا يُدركـُها السُّكـَّرُفي العنقودْ ؟!أمْ أنتِ الدربُ المُغلـَقُ والبابُ المَوصودْ ؟!أمْ أنتِ الشاهدُ والمَشهودْ ؟!أمْ أنتِ اللغة ُالمجهولة ُ ؟!وأنا اُبْحِِرُ في كلِّ خرافاتيوأظنُّ بأنـّي رحْتُ إليكِولكنـّي ما غادرْتُ شواطئ َذاتيفاُحِسُّ بأنـّي مَخذولٌ ضَيعتُ بجهلي أوقاتي***أأنا فيكِ ؟!أمْ انـَّكِ فيَّ واُخفيكِ ؟!مِنْ أينَ أتيتِ إليَّ ؟!وهل قبْلي عاشرْتِ مِنَ الخـَلـْق ِ مَلايينْ ؟هلْ كانوا رُسُلا ً أمْ كانوا حَشـْدَ شياطينْ ؟؟هلْ كانوا مِثليَ مَحكومينَ ومَحرومينَ ومَظلومينْ..؟أمْ كانوا في الناس طغاة ً وقساة ً وسلاطينْ .؟؟إنّي أشْعرُ أحيانا ً انـّكِ مَدٌ مِنْ بَحْر ِالشهواتْلكنّي في أحيان ٍاُخرى أشعرُ انـّكِ كاهنة ٌبيضاءُ الثوبِولا تعرفُ غيرَ الصلواتْأعترفُ الآنَ إليكِ بأنّي أمْزجُ كلَّ الشهواتِ بكلِّ الصلواتِوأمْزجُ زُهْدي بمجونيوبأنّي لا أرسمُ خطـّا ً يَفصلُما بينَ شكوكي ويقينيوبأنّي لا أعرفُ حينَ اُناجيكِأناجاكِ العاقلُ مِنّي أمْ ناجتـْكِ خرافاتُ جنوني ؟؟لكنْ ــ باللهِ ــ أجيبيني:هلْ حَقـّا ًسوفَ تروحينْ ؟ولى أيِّ مَصير ٍ تمضينْ ؟إنّي عاشقـُكِ الوَلـْهانُ لماذا عنّي تطيرينْ ؟ولماذا أنتِ إلى العلياءْ ؟!وأنا سأروحُ إلى طينْوأنا سأروحُ إلى طينْطينْ .طينْ .