العرب البدون.. قضية تنصل عنها العرب
قضية (عرب البدون) هذه القضية التي عجز عن حلها العرب وتخاذل عنها الساسة في دولة خليجية تعد مثال لضرب الحرية والديمقراطية وقمع لحقوق الإنسان، قصة انتماء للأرض التي عاش وتربي عليها الأجداد والأحفاد ومازالوا يعانون من نكران المجتمع ورفضه لهذه الفئة العربية الأصيلة التي تنتمي لأرض ولا ينتمون إليها، إنها معانات شعب في دولة عربية خليجية أصيلة (دولة الكويت الشقيقة)، الكل يعلم مدي المعاناة التي يعانيها إخواننا البدون والقلق الذي تسببه هذه القضية للمجتمع بأسره، حيث لا يستشعر بمعاناتهم وآلامهم وهمومهم من يعش مستور الحال لا يعاني منها سوء هؤلاء الذين أُنكروا من انتمائهم لهذه الأرض التي عاشوا عليها أجداد وآباء وأحفاد و وأكلوا من خيرها ودافعوا عنها بأرواحهم وأموالهم وما زالوا يدافعون عنها بكل ما أوتوا من عزم وقوة.
إن قضية البدون ليست بالموضوع الحديث فهي قضية طال عليها الأمد وهي تتعلق بمصير آلاف المواطنين العرب المسلمين الذين وصل الأمر إلي ابسط حقوق الإنسان في هذه الحياة فقد تم تجويعهم وحرمانهم من الوظائف ومن العمل، حرموا من دخول المدارس والمراكز الصحية لتلقي العلاج، حرموا من الانتفاع بالخدمات التي تقدمها الدول لأي إنسان كان يقيم علي أراضيها، أن قضية تجاهل هذه الفئة من المواطنين (عرب البدون) لا يجوز شرعا ولا يقره الدين الإسلامي. فضلا عن المواثيق الدولية وإعلان حقوق الإنسان التي ترفض المعاملة التي يعاملها بها البدون.كما أن هذا الملف يسيء لسمعة الكويت ويضر بسجلها في احترام حقوق الإنسان، إن كانت دولة الكويت الشقيقة عاجزة عن حل هذه القضية العربية الإسلامية الإنسانية فأين العرب ؟ أين القادة العربي الذي يلهثون وراء (ماما أمريكا) مظهرين لها حبهم وشغفهم في منح الحقوق لأصحابها وتطبيق قوانين حقوق الإنسان والتشدق بها ؟ متي سيصحا الضمير العربي الذي بات يتخلي عن الإنسان العربي فالفلسطيني اليوم فريسة سهلة بيد الاحتلال الإسرائيلي، و دماء أبناء الصومال والسودان تهدر سدا والجميع يناظر ويتنصل من المسئولية ويبري ساحته - أين العرب من حقوق العرب وحفظها والمطالبة بها ؟ لابد أن توحد كلمة القادة العرب اقلها في حل ابسط القضايا العربية (البدون العرب) وإيجاد حلاً جذرياً لهذه القضية العربية الإنسانية المصيرية.
ولكي نعيد الحق إلي نصابة والحق يقال: فالكويت تنعم بعائلة حاكمة عربية أصيلة لها بصماتها الواضحة في تسهيل حياة أبناء الكويت وتفوير كافة السبل لينعم المواطن الكويتي بحياة هانئة، كما إن خيرهم تعدي حدود دولة الكويت ليصل إلي كافة بقاع العالم اجمع من خلال الأعمال الخيرية التي قامت بها دولة الكروت حكومة وشعب، ولكن وكما يقال بالمثل المصري" الحلو ما يكملش" وقفت علي هذه القضية وغلت أيدي أهل الكويت أميراً وحكومتاً وشعباً، ونحن نقول إن هؤلاء هم أبناء الكويت وحب الكويت يسري في دمائهم فلما هذا الإذلال والإهانة ولم هذه المعاملة التي تختلف عن شيم المواطن العربي الخليجي الأصيل ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة : فعندما هاجر رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه إلي المدينة المنورة أخا بينهم وبين الأنصار في المدينة فتقاسموا الأموال والأملاك وحتي الزوجات ولم يعترض الأنصار علي ذلك بل رحبوا بهم وفتحوا لهم أبوابهم، فأين نحن من رسولنا الكريم ولم هذه الغلظة والتشدد في هذه القضية ونحن نعلم بأن الكويت وأهل الكويت في خير وفير ولن ينقص هذا مما لديهم ولعل في إصلاح أوضاع هؤلاء البدون خير للكويت وأهلها.