الطائر الحزين
لطالما ظننت أن الطيور هي أسعد المخلوقات على وجه الحياة, وأكثرها غبطة و سرورا. فهي عاليا تطير , وبعيدا تحلق, وفي الافق الرحب تمرح. فما من رقيب عليها , ومامن مقيد لحريتها, وما من معيق لحركتها.
هكذا تراءت لي الطيور دائما , تجسيدا حيا لمعنى السعادة الغامرة, والحرية المطلقة والانطلاق الامحدود في عالم القيود. الى أن حطّ ذاك الطائر الحزين على شرفة حياتي!
قال لي "أنه طائر ولكنه حزين" , يحلق عاليا بين السحاب, فيدنو حينا من القمر و النجوم , ويقترب حينا من الشمس والغيوم. يجوب السماء شرقا وغربا, وشمالا وجنوبا إلا أنه حزين. يسافر الديار ويهجع على أرضها , وبين أناسها ولايزال حزينا!
ولما سألته : أيحزن طلقاء السماء وتأسى نفوسهم كقابعي الأرض؟ فأجاب :"نعم .فهم مخلوقات كسائر الخلق, تحزن وتفرح , تبكي وتضحك , تأسف وتسعد"
فرجعت لنفسي ألومها على اعتقادها الكمال في تلك المخلوقات الطليقة.