السبت ١٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣
بقلم آدم عربي

الشيطان الأكبر!

يافا لم يتغير اسمها
نحنُ لَمْ نرحلْ يا أبي
البحرُ لَمْ يزلْ هنا
واسمُ يافا لَمْ يتغير
نحنُ لم نتركِ الرملَ يا أبي
الموجُ لَمْ يزلْ هنا
وعنقُ يافا لَمْ يتهدل
نحنُ لَمْ نقطفِ البرتقالَ يا أبي
الشتاءُ لَمْ يزلْ هنا
وفستانُ يافا لَمْ يتمزق
نحنُ لَمْ نسافرْ في المساءِ يا أبي
النعاسُ لَمْ يزلْ بينَ أجفانِنَا
وسريرُ يافا لَمْ يتهدم
نحنُ لَمْ ننسَ الحمامَ جائعًا يا أبي
المنقارُ لَمْ يزلْ في أجنحتِنَا
وهديلُ يافا لَمْ يتوقف
نحنُ لَمْ نودعِ الغائبينَ يا أبي
الكلُّ حاضرٌ هنا
والحنينُ إلى يافا لَمْ يتبدل
نحنُ نقاتل الغرباءَ يا أبي
الغرباءُ كانوا أخوتنَا
وقلبُ يافا لنْ يعبأ
نحنُ نقطعُ مَعَ عاداتِ الأسماكِ يا أبي
البحرُ لنا وليس لغيرِنَا
وأزرقُ يافا لنْ يكمد
نحنُ لَمْ ننسَ قُبُلاتَنَا يا أبي
شفاهُنَا بها تذكِّرُنَا
وفمُ يافا لنْ يقرأ
نحنُ لنْ نبحثَ عنَّا فيها يا أبي
هُمْ لَيِسُوا نحنُ فيها
وتاريخُ يافا يشهد
القَذِرُ يُعلنُ قذَارته
ويقصفُ اللهَ
بقذيفةِ مَدْفَع
قلبُه يتشَطَّرُ حزناً
وفي قتلنا
إرادته
لا تصدأ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى