التعريب
ثلاث ساعات متواصلة من العمل الجاد.. وعينى تنتقل من القاموس الكبير إلى القاموس المتخصص إلى الورقة العلمية المصورة من كتاب أجنبى.. وبالقلم الرصاص أخط فوق الكلمات معانيها بالعربية..
وأحاول تركيب الجمل بحيث أفهم ما يعنيه الكاتب وهل هذه الجملة علمية أم مجرد جملة أدبية يستهل بها الكلام..
وهكذا دون أن أنهى الصفحة..
بل على العكس تبقت كلمة لم أعرف معناها ولم أعثر عليها لا فى القواميس المتخصصة ولا فى غيرها..
ليس هذا تحصيل علمى.. أنا أترجم.. نعم أنا الآن مترجم ولست دارسا باحثا..
فأنا أحاول فهم معنى الكلام وأعتبر ذلك إنجازا..
إذن متى سأفهم العلاقات وأحللها.. ومتى سأبدع أنا نتائج وعلاقات جديدة؟!!
لقد صدق الدكتور/ سمير حنا حين قال: إن الإنسان لا يبدع إلا بلغته الأصلية و لن يكون لنا السبق فى البحث العلمى إلا بتعريب العلوم.
والرجل مسيحى أى أنه لن يتحيز للعربية لأنها لغة القرآن مثلا..
أو استجابة لأدلة فقهاء اللغة المحدثين على وجوب التعريب..
فلو أضفنا ذلك إلى ذاك.. لأصبح التعريب فرضا لا فكاك منه..
فى اليوم التالى عرضت الكلمة على أستاذ دكتور.. فنظر إلى شذرا وسألنى
من أين جئت بها؟
وحين أخبرته عن المرجع الأجنبى.. ضحك ملئ فيه و أجابنى: وهل تريدنى أن أفهم جميع الكلمات بذلك المرجع؟
(انتهى)