الإمارات والحكم بالثقافة والإبداع
الاستبصار والفراسة من السرائر التي يمنحها الله تعالى لمن يشاء، وهي حالة من الوعي العميق بالأزمنة وتحولاتها، تتكامل مع الفعل الحضاري المثقف الشمولي، الذي يؤسس للحظة الواحدة وقد تجمّعتْ فيها الأبدية، وهذا ما تفعله الإمارات العربية المتحدة التي أسسها روح الاتحاد الشيخ زايد رحمه الله، أب العرب جميعاً، وما واصلَ تأسيسه حكام الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسهم سمو الشيخ خليفة بن زايد، مدركين أن المستقبل يبدأ اليوم لا غداً، كما أعلنها حكمةً أزلية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذا المستقبل مضاء بالثقافة والإبداع، كما أكد سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي: نحن نحكم بالثقافة لا بالسياسة، حيث تتلخص الطريقة المتفردة للحكم في هذه الدولة المشرقة بالروح والمعاني الجميلة والطاقة الإيجابية، وهي تمثّلنا كعرب أمام العالم والإنسانية والتاريخ، بحرقها للأزمنة وسباقها مع الزمن وذاتها، لتبلغ من الحلم أقصاه حيث لا نهاية للطموح والحلم، وكم أعتز بالرقيّ الحضاري الذي أعايشه، هنا، خاصة، وأن الإبداع محمول على ثقافة الفعل الطيب والكلمة الطيبة، لأن الإبداع أخلاق أولاً، وهذا هو مفتاح (الصول) السحري لموسيقا الحياة وحداثتها المتناغمة بين بناء الإنسان من الداخل، وبناء المكان بالإنسان، ثم بما ينتجه الإنسان من أفكار ومبان وتكنولوجيا وغيرها، ولأن للحلم إيقاعه المتسارع في موطني الإمارات، فإن هذا الموطن له جاذبيته الخاصة، المتفردة في الانتماء والهوية والجذور والحاضر والمستقبل، وهو انتمائي ذاته إلى سوريا الحبيبة أعاد الله أمانها وحافظ على أمان الجميع بالمحبة والوطنية والعروبة والإنسانية، وانتمائي لكل ذرة تراب عربية وقضيتها الفلسطينية التي تجري فينا مجرى الدم، وبناء على ذلك، أراني أكرر ما قاله الباحث الفرنسي، مدير معهد اللوفر سابقاً، أندريه بارو: على كل إنسان أن يقول لي وطنان: وطني الذي أعيش فيه وسوريا، وها هي الإمارات وطننا العربي، بسحره الشامخ، وحضوره الفاعل، الذي يعتز به جميع العرب، والعالم، حيث العالم يأتي إلى الإمارات، كما تفعل الأزمنة.