السبت ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم ميلاد عمر المزوغي

ارحلوا، في غزة قيامة

مرة اخرى يسطر شرفاء الامة الامجاد بمداد من دم اصيل غير مهجن، بعد هزيمة كيان العدو العام 2006 على يد المقاومين في لبنان وإحداث نوع من توازن الرعب ما جعل العدو يحجم عن القيام بأية اعمال حربية ضد لبنان، ها هم اليوم ابطال غزة المحاصرة يضربون المثل في الشجاعة والقدرة على المقاومة بل والاستفادة من التقنيات الحديثة التي تحصلوا عليها من الاصدقاء، صناعة الصواريخ التي اقضت مضاجع الاعداء، لم يعد هناك مكان امن لهم، تسيير طائرات بدون طيار للمساهمة في العمل الحربي، انها ارادة شعب محاصر بإرادة دولية وعربية، لأنهم يمثلون ضمير الامة الحي.
يتباهى الزعماء العرب بأنهم انشئوا المدن البحثية والتصنيعية، بما فيها الصناعات الحربية، لكننا لم نرى شيئا على ارض الواقع فالزعماء العرب منهزمون من الداخل. لم يربحوا اية معركة مع كيان العدو، بما فيها حرب 73 . لقد قام سكان غزة بأعمال فاقت ما قامت به الدول العربية مجتمعة على مدى الصراع العربي الصهيوني، انهم يعيشون شظف العيش، تكيفوا مع الواقع، لم يتزاحموا على سفارات الدول الغربية لأجل السفر للسياحة او البزنس، او الإطلاع على ثقافة الاخرين، الذين كنا ولا زلنا نعتقد انهم يقدسون الانسان ويحترمون كرامته لكن الايام اثبتت عكس ذلك، بل يعتبروننا في اقصى تقدير واحترام لنا اننا حيوانات ناطقة وأحيانا متوحشة.

سكان غزة يعيشون فوق الارض وتحت الارض، يعملون ليل نهار من اجل استرداد كامل تراب فلسطين، حرروا غزة بأجسادهم العارية، بينما اخوتهم في الضفة لا حول لهم ولا قوة، حكومة رام الله تمنعهم حتى من التظاهر للتعبير عن تضامنهم مع اخوانهم المحاصرين في غزة.

تردد العدو كثيرا في الاجتياح البري لغزة، لكنه اقدم على ذلك مكرها لكسر شوكة المقاومين الذين وجهوا صواريخهم في كل اتجاه، ذعر المستوطنون من هول ما رأوا وسمعوا ولم يتعود بعضهم على البقاء في الملاجئ لفترات طويلة، استوقفتني عبارة ان المقاومين احدثوا انزالا خلف خطوط العدو، كلمة انزال ولا شك مجازية، فالمقاومون خرجوا من الارض خلف خطوط العدو ليحدثوا اصابات بليغة بقواته، انهم لم ينزلوا بالباراشوت كما هم معتاد في الحروب بل ارتقوا الى السماوات العلى، ازدادوا احتراما وتقديرا في اعين المحبين، وشكلوا كابوسا للأعداء، إنه اشبه بيوم النشور، حيث يخرج البشر من الاجداث، لكن المقاومون يخرجون من الارض بكامل عدتهم القتالية لدك تحصينات العدو، وتكبيده افدح الخسائر.
العدو، يصب جام حممه مستخدما كافة انواع الاسلحة على المدنيين، لأنه يراهم مقاومين او مشروع مقاومة، وذاك ما يخشاه وبالتأكيد يلعن ذاك اليوم الذي ترك فيه القطاع كرها لا طوعا، وان دماء الشهداء الذين اغتالهم العدو على مر الزمن انبتت صواريخ وطائرات وكتل ملتهبة.

الحكام العرب الخانعين، تحركوا بتوجيهات من اسيادهم لوقف الحرب وان بصفة مؤقتة، ليس حبا في الفلسطينيين، بل خشية ان يتزايد اعداد القتلى في جانب العدو، فالأسلحة التي يقومون بشرائها من الغرب، لم تستخدم البتة ضد العدو ولم يقدموا اي منها للمقاومة، بل انها مجرد صفقات لإنعاش الاقتصاد الغربي المتدهور، يبقى القول انه على العدو ان يوقف عدوانه على غزة، ويصدر الاوامر الى قواته التي تحاصر القطاع بان ترحل، في غزة قيامة، وهي ولا شك ستكون البداية لتحرير كامل تراب فلسطين، تبا للخونة والخانعين المرتضين حياة الذل والهوان. وهنيئا للمقومين بصمودهم وانجازاتهم في هذا الشهر الكريم، فما ضاع حق وراءه مطالب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى