الاثنين ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم محمد عبد الحليم غنيم

إنها مجرد أحلام فيليكس كالفينو

تشعل المرأة نارًا صغيرة على الموقد الحجري لمطبخ المزرعة. ثم تضع حاملًا ثلاثي القوائم فوق النار وقدرًا من الحليب على الحامل ثلاثي القوائم. تأتي فتاة وتقف بجانب النار لتدفئة يديها الصغيرتين. كلاهما يشاهد الحليب يستجيب للحرارة.

قالت الفتاة:
 ماما، حلمت الليلة الماضية.

تقول المرأة بحذر:
 حول الدمية الجديدة التي تجلبها لك عمتي كارمن، أراهن؟"
 لا.
 الفستان الجديد الذي سترتديه في العيد؟
 لا
 استسلمت.
 كان الأمر يتعلق برجل في الفراش، لحيته بيضاءو كان فمه مفتوحا وكان هناك صوت خشخشة يخرج من حلقه. وبعد أن توقف عن الخشخشة سمعت نساء يبكين بصوت عال.

تنظر المرأة إلى الفتاة. قالت لنفسها يا لها من مخلوق مسكين. يغلي الحليب وتتزل القدر من فوق الحامل باستخدام مئزرها.

تقول:
 الأب في الإسطبل يرعى الأبقار. أحضريه للإفطار يا عزيزتي.

ثم تقوم بلف وشاح حول رأس الفتاة وذقنها وتضيف:
 الجو بارد.

تقف المرأة بجانب النافذة تراقب الفتاة وهى تمشي عبر الفناء إلى الحظيرة، تقفز الكلاب فرحة عند رؤيتها وتلعق وجهها ويديها، تتنهد المرأة، وتبتعد عن النافذة وترسم علامة الصليب عى صدرها. تحضر وعاءًا صغيرًا و وعاءين كبيرين وتملأها حتى نصف بقطع صغيرة من خبز الجاودار.

دخلت الفتاة والرجل ويدها بيده وقفا بجانب النار لمدة دقيقة وجلسا. تصب المرأة الحليب في الأوعية. تضيف القهوة لها وللرجل، و تضيف العسل للفتاة.

يأتي أحد الجيران في أثناء تناول وجبة الإفطار.لقد أخطأ في وضع لفافة من الأسلاك و يحتاج إلى استعارة بعض الاسلاك لإصلاح مظلاته. تقدم له المرأة فنجانًا من القهوة.

يجلس الرجل ويلف سيجارة، يقول:
 الأجراس تقرع في القرية عبر النهر.

ثم يضيف:
 سيكون لأندريس صانع الأحذية.

قالت المرأة وهي تنظر من النافذة إلى السحب الرمادية الكبيرة:
 الثلج في الطريق.

يقول الرجل:
 التلال الشمالية بيضاء بالفعل منذ الليلة الماضية.
يقول الجار:
 سيئ للجنازة إذا دخلت.

تسأل المرأة الفتاة:
 هل تريدين المزيد من الحليب والعسل؟
 لا، ماما.
 إذن، اذهبى والعبى مع دميتك.
 نعم ماما

يقول الجار:
 إنها ملاك.

ويضيف بعد أن غادرت الفتاة الغرفة:
 تبدو كأنها واحدة منهم.

تنهض المرأة و تبدأ في وضع الأواني من الليلة السابقة. يتحدث الرجل والجار أكثر عن الطقس وهما في طريقهما إلى سقيفة الأدوات

بعد أن يغادر الجار، يفكر الرجل فى أن الثلج سيكون مفيدًا للقبض على الثعلب الذي يداهم بانتظام أقفاص القرية. يجد المصيدة، وهو على طاولة العمل ينظف آلة إطلاق الزنبرك ويعيد تشحيمها عندما تنضم إليه المرأة.

تقول:

 لقد أخبرتني.
 قالت لك ماذا؟
 أن أندريس صانع الأحذية قد مات.
 لقد كان مريضًا لفترة طويلة. كانت ستدرك ذلك
 وماذا عن توقع إصابة أميليا بالعمى؟
 إنها تلاحظ...
 وحظيرة الكاهن اشتعلت فيها النيران الصيف الماضي؟
 لقد بدأ بسبب البرق.
 لقد علمت بذلك قبل أسبوع.
 إنها فتاة جميلة.
 سيتحدث الناس. في المدرسة سوف ينادونها بأسمائها
يضع الرجل أدواته ثم يضع ذراعه حول كتفي المرأة
يقول:

 إنها مجرد أحلام.

المؤلف: فيليكس كاليفينو، كاتب قصة قصيرة يعيش فى استراليا مهاجرا، ولد فى الأصل فى جاليسيا بإسبانيا، له أربع مجموعات من القصص القصير. يكتب عن المهاجرين الإسبان الى استراليا، حاصل على الماجستير فى فلسفة الابداع والكتابة من جامعة كوينزلاند باستراليا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى