الجمعة ٢٠ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم نجاة الزباير

إنني أبكي شيئا ما

في طبعة جميلة تأسر العين صدر عن منشورات أفروديت الديوان الأول للشاعر المغربي محمد يونسي ـ سيزيف ـ تحت عنوان "إنني أبكي شيئا ما "، في طبعته الأولى بالمطبعة الوطنية بمراكش.

..هذا الشاعر الذي استظل بالصراخ، خطواته حيرة، وأيامه أغنية مصلوبة على باب من ريح وتراب، أهو الوطن المدثر بالرماد ذاك الذي يتدحرج في عتمات صراخه وجعلته يبكي شيئا ما ؟ متعثرا فوق شفتي الرعب، محترقا بين أهداب غربته، ليس بين يديه غير طين من حنين، وحسرات تتناثر في طريق قِناعه بالجنون!

في ديوانه طوفان وغبار وأسرار يغلفها هدير الموج، ورفض وكبرياء، من زمن لم نقرأ لشاعر يروي لنا في قصيده كيف تتبعثر أشلاء الحروف في كف الليل، وكيف ينتظر الآتي وهو يقطر لوعة ونفيا وأنينا يكسر أغلال الصمت، ويضرب لنا موعدا مع الحلم المطارد بين أوردة الذات، وتمزقات الجسد العربي.

فيا لهذه الثورة التي ترسل أنينها فوق فراش الحرية، يُمَسِّدُ الشاعر ذاكرتها، وينام في حضنها عاشقا لإيقاعاتها !

إن الشاعر سيزيف كما حلا له أن يسمي نفسه، حمل صخرة الأحلام فوق كتفيه، متدثرا بأكفان الأرض، ماشيا بين خلجان الجراحات متورم القدمين ينوح هنا وهناك.

يرصد لنا لعنات الوطن الكثيرة، وينتفض في جفنيه ـ أي الوطن ـ خيطا ماطرا على كل الأماني المصلوبة فوق جذع السراب.

نقرأ من ديوانه:

أشياء وطني تحتجُّ ..
أن أديمها قد داسه الخائنون
وسقوا
ربوعها دما من دمي
و شَجْوًا أفاض به المحزونون،
أن أصواتها تتمزق حنقا
ويوجعها...
صمت هذه العيون.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى