إلى «فان غوغ»
مم أنا متعبة؟
لست أدري
أنا كما أنا
أسوس هزائمي
أضحك في وجه كوابيسي
أصوب الخنجر نحو أحقادي
أركض نحو أحلام عذرية
بحثا عن نجمة ثابتة في السماء
أخشى العاصفة، وأهزأ من شراسة الأيام
أخاف لطف الحشد الماكر
رفضي القاطع للقوالب
أشهر بوهيميتي
أنزعج بجنون من لوثة التفكير
في سفائف الأمور
أحتمل جحيم الانتظار
لأنني أردت كل شيء بإصرار
وليس لي أن أتغير
قديما
كنت أعتقد أن اللوحة تؤثث الجدار
ولكنني الآن
أعترف أن "فان غوغ"
أماط اللثام
عن هشاشة الإنسان
آناء نقمة الشقاء
الآن في هذه اللحظة
وفي مكان ما من هذا العالم
هناك من يتسكع بلا انتهاء
بين أروقة الحياة واللاحياة
وما يساعده على البقاء
هو التعايش مع الانكسار
في جلسة بوح عاصف مع الذات
حلم إعادة صياغة حياتي في أخرى أرغبها
بدا وكأنه حقيقة عصية على النسيان
قلقي المسطح كله لي
هو جرح سيئ الالتئام
مخاوفي الهوجاء تمضي بي
إلى حيث يريد الضباب
لست نشازا إذ يؤرقني
ماكنته وما سأكون
لم أشتهر بسوداويتي عبثا
أتعب من الرقاد في حضن هرطقات
تتغذى من أسمال الفراغ والغياب
أتعب من الإمساك بتلابيب عزلة
تنتصب أمامي كجدار
أتعب من ابتكار بدايات
من أقبية النسيان
أتعب...
وأنا أقف على عتبة خرساء
أدركت أن الزمن لص
يخترق الذوات كما المرايا
إيمان سارق النار بأن الحياة
مثخنة بالقوة والكمال
أكذوبة مطرزة بالسراب
كم أرتاب من سعادة
تزهر في الثلج مثل الورود
عثراتي تربك رغبتي في أن أكون
وإلا متى سأمسك الكينونة بكفي؟
لو كنت شخصا آخر لكنت ديوجين
الذي وضع قناعا لازورديا
على وجه العبث
ثم اختفى
النضج علمني
أن أخترق غياهب المجهول
وكأنني أيمم نحو تخوم ضوء نهار باهر
الكلمات المارقة تخترق
جسدي أسرع من الرصاص
قدري من الكلمة كان
لا شيء يبدو كما يجب أن يكون
الشيء الأكيد
أنني أودعت الأساطير وأسفار الحكمة
الأدراج
لست نادمة، لا أستجدي، لا أنتحب
يا إلهي! من أكون؟ كم من الذوات أنا؟
ربما أنا لا أحد
كنت أتوحد مع ظلي
صرت أدوس على ظلي
ليكن ما يكون
بإمكاني الآن أن أصير
سوطا شرسا
ملعونة إن التفت إلى الوراء
لن يعيدني أحد إلى ما كنته
وإلا الأولى ألا أكون