الخميس ٩ أيار (مايو) ٢٠٠٢
الدكتور طلعت شاهين :

إحياء تراث الأندلس .. قضية إسبانية أيضاً!

لفترة طويلة ساد اعتقاد بأن فكرة "إحياء تراث الأندلس" هي قضية حضارية وثقافية عربية.. ولكن ما يحدثنا عنه الكاتب والشاعر والمترجم المصري الدكتور طلعت شاهين الذي يعيش ويتفاعل مع الثقافة الإسبانية والأندلسية.. في إسبانيا، منذ حوالي ربع قرن، في هذا اللقاء الذي جرى معه خلال زيارة سريعة قام بها الى لندن، يكشف لنا أن "إحياء تراث الأندلس" ليس قضية عربية فقط.. بل قضية إسبانية أيضاً!

ومحدثنا شاعر وكاتب ومترجم يقيم في إسبانيا منذ عام 1980 وصدرت له حديثاً مجموعة شعرية جديدة في كتاب يضم النص العربي جنباً الى جنب مع الترجمة الإسبانية لأشعاره قامت بها المستعربة الإسبانية "مانبولا كورتس غارسيا" والكتاب الذي صدر في مدريد هو باكورة مشروع ثقافي عربي إسباني يتبناه المعهد المصري للدراسات الإسلامية هناك.

ونشاطات الدكتور طلعت شاهين تمتد من الإبداع الشعري الى الدراسات والأبحاث الى التحليل السياسي الذي ينشر بانتظام في صحف عربية ويتناول حياة وثقافة وسياسة وفكر هذا الجزء من العالم الناطق بالإسبانية واللغات السائدة في أمريكا اللاتينية..الى ترجمة الأعمال الأدبية من روايات وشعر ومسرح..

وكان لا بد أن نبدأ من مدخل ما ..

* نبدأ من آخر ما أنجزته من أعمال في مجال اهتمامك بترجمة وتقديم الشعر اللاتيني الى القارئ العربي؟

كان المفروض أن هناك كتاباً أعده ليصدر عن المشروع القومي للترجمة في مصر وطلبوا مني كتابة مقدمة .. وهو مختارات لـ 20 شاعراً وشاعرة من مختلف دول أمريكا اللاتينية.. من بداية القرن العشرين حتى الآن..

فوجدت نفسي أضع دراسة شاملة، قررت عدم نشرها ككتاب مترجم وأن أحولها الى بحث ضخم يشكل جزءاً أولاً من كتاب كبير من جزئين عن الحداثة في أمريكا اللاتينية.. نشأتها وتطورها وأبرز رموزها.. والجزء الثاني يكون هو المختارات كنماذج لأعمال الشعراء والحركات الشعرية التي نتناولها.
ومن الشعراء اوكتافيو باث.. وماريو بنيرتي و خوليو كورتافر وهناك شاعرات مثل غابرييلا مسترلا التي حصلت على جائزة نوبل في الأربعينيات والشاعرة روساريو موريو وكانت حتى وقت قريب زوجة دانييل أورتيغا الزعيم الثوري في نيكاراغوا..

ديوان حجر النار!

* والناشر؟

هو المجمع الثقافي في أبو ظبي الذي نشر لي كتاباً مترجماً لشاعرة إسبانية ونجح في أن يجد صدى عربيا وهو ديوان " حجر النار " الذي ترجمته للشاعرة كلارا خانيس وقد صاغت أسطورة "مجنون ليلى" العربية في حوالي 84 قصيدة بشكل درامي يتصاعد مع قصة الحب هذه. ولكن الغريب هو أنها امرأة ولكنها تتخذ موقف "قيس" وليس "ليلى"!
وهي ضد "ليلى" لأن ليلى كانت سلبية جداً.. وأنها سبب فشل قصة الحب والمأساة التي انتهى إليها "قيس"!

وخانيس هي إحدى شاعرات جيل السبعينات في إسبانيا ولها أربع روايات ولها ترجمات من اللغة الفرنسية والتشيكية وتقوم على مشروع يبدو غريباً الى حد ما. إذ تشارك مستشرقة إسبانية في ترجمة مختارات للعلاج لنشرها باللغة الإسبانية.. المستشرقة تترجم النص من العربية الى الإسبانية.. والشاعرة تقدم هذه الترجمة في صياغة شعرية إسبانية!

وقدمت "كلارا خانيس" من قبل تجربة للترجمة من اللغة الفارسية مع مترجم من أصل إيراني ترجم مختارات من جلال الدين الرومي وشعر التصوف.. وصاغته شعراً بالإسبانية..

وشعرها الخاص شعر صوفي.. وترى في قصة مجنون ليلى قصة صوفية ولو كان قيس قد تزوج ليلى لفشلت القصة تماماً.. لأن عمق هذا الحب يكمن في أنه كان حباً صوفياً..

و"كلارا خانيس" .. تستمر متعلقة بالشعر الصوفي العربي وهي امتداد لمجموعة كبيرة من الشعراء الأسبان على امتداد الأجيال منذ سقوط الأندلس حتى الآن.. منهم سانخوان دلاكروسي وقصيدته "نشيد الأناشيد" التي يستوحي فيها أشياء كثيرة مأخوذة من "ابن عربي".. وهناك أيضاً القديسة "سانثا تريسا ديافيلا" وكانت شاعرة وراهبة وتعتبر من كبار شعراء الصوفية في المسيحية.. وجاء بعد ذلك عديد من الكتاب.

استعادة الأواصر

* هل شعرت بنوع من استعادة الأواصر مع الثقافة والحضارة العربية الإسبانية؟

هناك مجموعة من المثقفين الأسبان يعملون بشكل عام في هذا النطاق، لكن هناك مجموعة من المبدعين يجسدون هذا في إبداعهم مثل "خوان جولنو سولو" ولديه رواية اسمها يمكن ترجمته بـ"الطائر الوحداني" ويبدأها ببيت من شعر عمر بن الفارض. وله قصص قصيرة كثيرة يبدأها بمقولات أو أبيات لمحي الدين بن عربي. وهناك شاعر آخر هو "خوس أنخيل فالنتي" وهناك دراسة عنه بعنوان "النور في شعر فالنتي".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى