

أين بابل؟
أين بابل؟
عاد جلجامش من رحلته
بعد أن حاز على سر الخلود
قال يا مردوخ أبغي بابلي
أين من أهوى و تحميها الزنود
أين من أهديت قلبي أهلها
أين يا سيد أصحاب الحدود
أين بابل تلك من كانت على
كل من كان علا كانت تجود
أين أنكيدو و خلاني و من
بزوا من عاداهم ولهم شهود
أين يا مردوخ أخلاق الصحاب
من بها حزنا الكرامة و الصعود
*************
قال صوت من زنازين الكبير
تلك يا مسكين ليس لها وجود
صار للسراق أرض المشرقين
راح من كانوا لهم حداً كئود
************
صاح : أنكيدو على تاريخه
إنما بين الأفاعي و القرود
مطرقاً دوماً يخط على التراب
بعض ذكرى قد ترد إلى الوجود
عاد ذاك الصوت من زنزانته
غاضباً صلباً كأصوات الجنود
إيه جلجامش دعني سيدي
لا أرى يوماً بعينيك الجمود
و ارتحل عنها فما عادت لكم
إن ذاك الحب أمسى في برود
اهتكوا أستارها تلك الربوع
وهي للسراق صدر و نهود
بعدما بابل ضاعت في الكراسي
فمن الصعب عليها أن تعود