
أول حركة اشتراكية في الإسلام
تنتسب هذه الحركة الى حمدان قرمط ثاني الدعاة في العراق بعد الحسين الأهوازي. وهي على العموم ثورة فلاحين وحرفيين قامت ضد هيمنة كبار التجار والولاة الذين كانوا يمثلون الفساد الإداري والظلم الاجتماعي. وكل ذلك في أواسط القرن الثالث للهجرة.
وللحركة وجهان واحد اجتماعي والآخر ديني. ويحمل الجانب الاجتماعي ملامح اشتراكية الى حد بعيد إذ كانوا يدعون الى تطبيق جمهورية أفلاطون، ولا شك في أن القرامطة أسسوا أول مجتمع اشتراكي في الإسلام. وتقول النظرية القرمطية ما يلي: لا حاجة للناس في المال لأن الأرض بأسرها هي لهم تعميماً لا تخصيصاً. ويجب جعل الثروة شائعة بين جميع الأفراد بما يؤمن لكل فرد حاجته وكفايته. وكان المجتمع القرمطي يقوم على أسس ديموقراطية وتركزت قيادته في يد مجلس الشورى الذي سمي مجلس العقدانية. وكان يتألف من ستة أشخاص عرفوا بالتواضع وحب الناس وحسن المعاملة. كما تميز المجتمع القرمطي بإعطاء المرأة دوراً مهماً في الحياة السياسية والاجتماعية وهذا ما جر عليهم تهمة الإباحية لأنهم سمحوا لنساء المجتمع القرمطي بالاختلاط بالرجال. وفرض القرامطة نظام الألفة الاجتماعي الذي يعتبر أول نظام اشتراكي في التاريخ فامتلكوا وسائل الإنتاج وحققوا قدراً كبيراً من العدالة الاجتماعية. ونظام الألفة هو أن تنازل المستجيبون عن كل ممتلكاتهم ليكون ملكاً عاماً لأعضاء الحركة تحت إشراف الإمام. في الجانب الديني كانت الإمامة هي العمود الفقري للمذهب القرمطي وكانوا ينادون بإمامة أهل البيت ويقولون بالتأويل أي أن آيات القرآن الكريم لها معان ظاهرية ومعان باطنية وأن الإمام فقط هو الذي له صلاحية التأويل أي تفسير المعاني الباطنية. وقالوا إن التأويل هذا يسمح بمرور النص المقدس وانسجامه مع كل عصر وزمان وائتلافه مع حاجات المجتمع المستجدة.
توزع نشاط القرامطة على أربع مناطق رئيسية فبدأ بالعراق ثم انتقل الى البحرين لا سيما في منطقة الأحساء ثم الى الشام وكانت اليمن هي المنطقة الرابعة. وكانت كل هذه الحركات منحدرة من تنظيم سري واحد ولم يستطع الخليفة العباسي المعتضد بكل ما عرف عنه من بطش أن يقضي على ثورة القرامطة فمات تاركاً مشاكلها للمكتفي الذي أورثها بدوره للمقتدر وهو الخليفة الضعيف الذي أهدر القرامطة هيبته وحاصروه في بغداد وكادوا يفتحونها لولا أنه قطع القناطر الموصلة إليها.
قويت شوكة القرامطة لأنها تستند في البداية الى دعم الخلافة الفاطمية لها من مصر والى تأييد الطبقات الفقيرة من العرب والموالي في المجتمع الإسلامي. ولما كانت دعوة القرامطة تتعارض مع الأنظمة السائدة في ذلك الوقت فقد تضافرت جميع القوى ضدها ونادت باتهام دعاتها بفساد العقيدة وأصبحوا هدفاً لحملات التشنيع وتشويه السمعة حتى أصبحوا مثلاً يضرب برقة الدين والخروج عنه. ومن الأمثال التي أوردها الميداني في مجمع أمثاله (أرق من ريق النحل ومن دين القرامطة) وأخذوا يشيعون عليهم أنهم يؤمنون بالحلول أي أن أئمتهم كانت تحل بها أرواح الأنبياء السابقين وأنهم يؤمنون بتناسخ الأرواح. ولكن الدراسات الحديثة لم تثبت ذلك. ويؤخذ على القرامطة أنهم عندما احتلوا مكة المكرمة نقلوا الحجر الأسود الى البحرين ولم يعيدوه إلا بعد مدة طويلة من الزمن وبتدخل الخليفة الفاطمي ودفعه إتاوة على ذلك.
(من كتاب القرامطة)
المؤلف طه الولي-
الناشر دار العلم للملايين
مشاركة منتدى
6 تموز (يوليو) 2004, 05:28
يا اخوان اتقو الله ولا تروجو للكفرة الذين استباحو دماء المسلمين و اعراضهم و تجعلونهم في ازهان العامة انهم على حق فكل كلمة تكتبونها مسئولون عنها عند رب العالمين
28 آذار (مارس) 2008, 08:34
أية إشتراكية...وأية ثورة...؟؟ بل فتنة عظمى للقضاء على الحكم القادة العرب للدولة الإسلامية..كي يرجع زمام الأمور للفرس المجوس كما هم اليوم...اهل فتنة وغدر وتقية ....ويظهر ان الأستاذ المؤلف من الرتل الخامس...عاشت الأمة العربية من الخليج العربي الى المحيط ...وليخسأ العملاء