الاثنين ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
أهْـــــــلُ الفَضْـــــــــــلِ
أ فَاطـــمُ إنِّي قَدْ أُسِـــرْت بِفَضْلِكمْ | |
رويْدَكـــمْ وعلى احْتِمَــالِي أَشْفِقــُوا | |
ومَا فَضْلُكــمْ فَيْــضُ مَــالٍ وإنَّمَــا | |
صَنِيـــعُ فِعَــالٍ قَدْ بَدَتْ بَلْ تَنْطِـــقُ | |
وكَلِمَـــة ُحَــــقٍ مَا بَخِلــــْتِ بَهَـــا | |
عَلَى كلِّ جُهْــدٍِ عَـن قَرِيحَــةٍ يَتَفَتَّقُ | |
ومـــِيزَانُ عَـــدْلٍ أَقْرَرْتِه ورَعَيْتِهِ | |
مَا انْحَـــرَفَ يَوْمًا ولا لِهَوىً يُفَرِّقُ | |
مَا غَـــرَّكِ مَــــالٌ ومَنْصِبُ زَائِلٌ | |
فَكــنْتِ مِثَالا للتَــوَاضُـــــعِ يُطبََّــِقُ | |
هَنِيئــًا لِقَـــوْمٍ كُنْتِ يَومًا إِمَامَهـــم | |
وللمَجْـــدِ والعَلْياء ِدَوْمًـــا تَسْبــِقُـوا | |
ومَا فَاطِِـمُ إلاَّ رَمْـزُ جُودٍ وَمَوْئِـلٌ | |
لشَتَّى المَكَــــارِمِ ولِعَطَـــاءٍ يُغْـــدِقُ | |
زعابِيَّةٌ مِــن بَيْتِ مَجْــدٍ وَسُـــؤدد | |
عَــرَبِيَّةٌ مِــــن نَسْلِ عَدْنَانَ تُشْــرِقُ | |
مُرَبِّيَةٌ ونِعْــمَ المُـــــرَبِّي وَلَمْ تَزَلْ | |
عَلَى كلِّ غَــضٍّ وبِحــــنُوٍ تَرْفِــــقُ | |
تَقَــــوِّمُ مُعْـــوَجَّاً وتَدْعَــــمُ قَائِمــاً | |
عَلى الدِّينِ والدُّنْيَا تُعِـــينُ وتَصْـدُقُ | |
ومَا قًُلْتُ قَولِي عَـــــنْ رِيَاءٍ وإنَّمَا | |
لِسُـــانُ حَـــالٍ وصِـــدقٌ مُحَـــقَّـقُ | |
وهَـذَا لَفْظِي بَـــيْنَ طَيَّاتِ دَفــْتَري | |
طَــــــوَيْتُه فَلا يَبِــــــينُ ويَخْلُـــــقُ | |
إِلَى أنْ تَنْقَضِي كُلُّ الحَــوائِجِ بَيْنَنَا | |
فَلا يَظُــــــنَّنَ ظَــــانٌ أنِّــي أُنَافِــقُ | |
فَإِنْ مِتُّ فَحَسْبِي قَدْ شَـرُفْتُ بِقَوْلِه | |
وإنْ عِشْتُ فَيَوْمٌ قَدْ يَحِــينُ وَيُشْرِقُ | |
أسَـــــدِّدُ دَيْنِي مِنْكُــــــمُ بِقَصِـــيدَةٍ | |
تَكُـــونُ ذِكْرَى وعَلَى الدَّوَامِ تُورِقُ | |
فَيَـا قَـــــوْمُ إنِّي بِكُلِّ لَفْــظٍ مَدِينَــةٌ | |
لِلَّه ثُم لِفَاطــــمٍ ولِكُلِّ قَلْـــبٍ يَخْفـقُ | |
بِشعُــورِ صِــدْقٍ أَو نَوايَا طَيِّــــبَة | |
ولِكُلِّ عَقْـــلٍ أو ضَمِـــيرٍ يُــــؤَرِّقُ | |
ويَبِيـــتُ مُنْتَبِهًا يُقَــــوِّمُ صَــاحِــبًا | |
كَي لا يَزِلَّ ولا بِظُلْــــمٍ يَنْطِـــــقُ | |
فَالقِسْـــطُ شَـــرْعٌ مـــِنْ إلَهٍ وَاحِـدٍ | |
وبِه يُحَكِّــــمُ فِي الرِّقَـــابِ ويَعْـــتِقُ | |
و بِه بِلالٌ صَـــارَ سَـــيِّدَ سَــــادَةٍ | |
ولخَــــــيْرِ الخَلْقِ صَاحِـبًا ويُرَافِقُ | |
وبِه سَلْمَـــــانُ الفَــارِسِيِّ يُشِــــيرُ | |
وخَاتَمُ المُرْسَلِـــينَ فَــــورًا يُطَـــبِّقُ | |
وبِه الأعَـــاجِمُ سَـــادُوا بِيَدِ أنَّهـــم | |
يــُقَدِّرُونَ ذَا عِلْــــمٍ ولا يُفَــــرِّقُــوا | |
ويَصْطَفُــونَ عَـــالِمًا أو مُبْـــدِعًـا | |
و يُغَـــرِّبُونَ لأَجْلِــهِ و يُشَـــرِّقُـــوا | |
ويَا أيُّهَا الرَّاعِـــي لِخَــــيرِ أمَــانَةٍ | |
وبِه تُنَـــــــاطُ مَصَــــــــائِرٌ وتُعَلَّـــــــــقُ | |
لِتَكـــُنْ بِلَحْظِكَ عَالِمًــا ومُتَـــابِعًــا | |
ولِكلِّ جُـهْـــــــدٍ فَاحِصًــــــــا وتُدَقِّــــــقُ | |
فَالدُّر فِي الأعْمَــــاقِ لَوْلا غَائصٌ | |
مَا كَانَ فِي الجِـــــــــيدِ يومـــــاً يَتـــــألَّقُ | |
والصَّدَفُ ثَاوٍ عَلَى الشُطْآَنِ أخْرَجَه | |
لَفْظُ المِيَـــــــاهِ وللـــــرَّمْالِ يُعَــــــانِِـــقُ | |
ولَوْلا غَـوْصُ البَلِيغِ عَلى المَعَانِي | |
مَا كانَتْ لَه الأسْمَــــــاع يوماً تَتَســـابَِــقُ | |
واحْذَرْ مِنَ النَّاسِ مَنْ كَانَتْ بِضَاعَتُه | |
قَالُــــــوا وقُلْــــنَا وبِغَـــــــيْرِه يَتَسَلَّـــــقُ | |
فَلَو كَانَ فِيه مَا يُؤَمّـــــَلُ خَــــيْرُه | |
مَا انْصـــــــَرَفَ عَنْه لِغَــــــيْرِه يَتَعَلَـــقُ | |
واحـــْذَرْ سِهَامَ الليلِ مِنْ قَلْبٍ كَلِيمٍ | |
فَلَهَا تُدَانُ مَمَـــالِكٌ وتُطْـــــوَى طَــــوَابِقُ | |
وغَـــــدًا يُظَلِّـلُنَا الإلَـــهُ بِعَــــــدْلِهِ | |
فَيَسْــــتَرِيحَ مَسَهَّدٌ ويَطْمـــــَئِنَّ مُـــــؤَرَّقُ |