الأحد ١٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٣
بقلم عبير عبد اللطيف البحش

أنا وطنٌ

لقلبكَ أن يعودَ إلى وهادي
إذا ما تهتَ في هذي البلادِ
وحين تبعثرُ المعنى شعاعاً
يضيء شذاه ناراً في رمادي
أناكَ أنا و لكن في مكانٍ
قصيٍّ ... غيرَ أَنَّكَ في فؤادي
كأنِّيَ قد مررتُ عليكَ شمساً
فلم تشعرْ بقربيَ أو بعادي
و كم حاولتُ أن أنسى حنيناً
تشبَّثَ بالسَّرابِ فماتَ صادي
وأبقى ذلك المنفيُّ قسراً
و منفايَ التَّمَهُّلُ في الحيادِ
و يحرُنُ بين أضلاعي جنونٌ
إلى فوضاكَ يسبقُ كالجوادِ
أقولُ : ألم تطع أمري مساءً؟!
أنادي ... لا حياةَ لمن أنادي
أقول : تعالَ خذ قنديلَ عمري
وخذ لغتي..كنوزاً مِن حصادي
قترفضني وتطفيءُ في عيوني
من الأقمارِ ما يُدمي فؤادي
تظلُّ كما تركتكَ لا تُبالي
كطفلٍ زادَ صدُّكَ في عنادي
تزيدُ تمنُّعاً .. و أزيدُ حُبَّاً
كلانا في الهوى مثلُ التَّضادِ
تُبرِّرُ لي انسحابكَ مثلَ موجٍ
فتكسِرُ كلَّ أشرعةِ اعتقادي
فهل أنساكَ ؟! كيف تُرى وروحي
لروحِكَ كلُّ يومٍ في انقيادِ
تفاصيلُ الأنوثةِ في صباحي
وشهدُ قصائدي يحكي عنادي
وفنجانٌ من العسلِ المُصفَّى
على ثغري كعصفورٍ يُنادي
وخصلاتُ الصَّباحِ على جبيني
وفي عينيَّ ليلٌ من سُهادِ
وتسبقني يديْ لتذوبَ جمراً
فهل ليديكَ ترويضُ الجيادِ؟!
عصافيرُ البراءةِ في عيونٍ
لكم نصبتْ كميناً لاصطيادي
فكيفَ تكونُ عصفوراً وفخَّاً
لتقتُلَ مَنْ تُحبُّكَ بالودادِ؟!!
لقد ماتَ الرَّجاء هنا وقلبي
سيدخلُ في مراسيمِ الحدادِ .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى