الاثنين ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
بقلم سامي الأخرس

آه يا طفولتي

للطفلة الفلسطينية التي فقدت أسرتها على شاطئ غزة

أُمي انتزعوك من أحضاني، حرموني من ابتسامتك مع كُل إشراقة شمس، قتلوا النور الساطع بجنبات البيت.... أُمي ِلِما تركوني وحيدةٌ وأَي ذنبٌ ارتكبت....

كُنت أُحدث أمواج البحر، أخاطب طيور النورس المهاجرة.. وعَينْاك تراقبني، ونبضاتك تحتضني.... آه يا طفولتي

مزقوا صمت الْكونِ.... مزقوا طفولتي.. بعثروها فوق جثث أُخوتي....

والدي... أستحلفك بحبي... بعشقي... لا ترحل وتتركني... لا ترحل عني... من سيقبلني.. أبي... لماذا قتلوك وجعلوني بلا أَب؟!!!

آه يا طفولتي... آه يا أخوتي... من يلهو معي.. من يطاردني وأنا هاربة بلعبتي... من يسمع ضحكاتي البريئة.. من أناديه لنجدتي... آه يا طفولتي.. مزقوك.. نَثروا حقدهم فوق جثث أهلي وأحبتي.

كنت ألهو برمال شاطئك غزةٌ... وأداعب بلمسات إصبعي شفاه أخي... فجأة اقتلعوا بسمتي.... فلم أجدكم معي..... سكنت الأرواح... وتوقفت نبضات الحياة.....

وقفت أتفقدكم... علني اسمع صوت أحدكم يهتف أنا هنا يا أخوتي...

فسمعت صدي صرخاتي... أبي... أبي.. والعالم يشهد فجيعتي.

رددت السماء معي، أبي.. أبي... من يشفي جرح طفولتي... من يكفف دموع مصيبتي

ماذا صنعتم بطفولتي؟!.. ماذا فعلت بكم أسرتي؟

آه يا طفولتي..... رسموك بدم أخوتي

آه يا طفولتي.... سلبوا منك براءتي

آه يا طفولتي.... من يعيد لي أبي

أسألكم يا من تحتضنون أطفالكم... من سيحضن طفولتي.....؟!!

للطفلة الفلسطينية التي فقدت أسرتها على شاطئ غزة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى