آه يا مخيمي أحبك
آه يا مخيمي كم اشتقت لحواريك لأزقة شوارعك .. آه أيها العزيز زرعت بنا الحب والأمل والبساطة والطهارة جذرت بأعماقنا الوطن بآلامه وعذاباته.
آه يا مخيمي اقتلعوني من تواضعك وأنت الشاهد على غربتي المنتصبة فوق قمة المجد .
مخيمي .. حارتي تركت الفضاء منذ زمن ولا زلت ابحث عن نسائم تشفي الصدور وتداوي لهيب الشوق والحنين ، لأن اقبل ثراك وأتوضأ من طهارة بقاءك وصمودك
وامشي حافي القدمين أتحسس التراب الطاهر .
من رحم أمي صرخت ابتهاجا يوم الميلاد .. محتفلاً وسط كومات الألم بجسد هزيل ضعيف ... أحتسي كوب اللبن واستلقي بحضن أمي لأنمو وتنمو فلسطين الدار معي.
آه أيها الغريب عني .. الحزين وسط الجدران ترسم حكاية التائهين بين أشجار الموت بحثاً عن وطن .. أخضر تكتسي مناراته رداء الشوق لعناق الأحباب.
مخيمي ... أصارحك الحب والعشق وأصلي مع الشروق والغروب على صدرك ، أغازل كل المحرمات في أحضانك أيها المعشوق ، أقبل كل نبضات جسدك وأنا العاشق الغريب عن بيتي المصنوع بحجر الطين والفخار .. وأسطح الصفيح .
أقتلعونى من بين عينيك ، وألقوا بي للامجهول للجفاء والموت على فراش الغربة ، فلم أعد أتحسس لهب جسدك الدافء ، والارتواء من أزقة المعاناة ..
مخيمي اليوم وأنا هناك انتصبت أمامي مع بزوغ الشمس لتخط بأنوارك الذهبية قصة عاشق غريب عن الديار ، غريب وهو وسط الأهل والأحباء ..
آه يا مخيمي كم أحبك ... وأعشق أزقتك وحواريك .. وآلامك ومعاناتك
آه من غربة الروح عندما تناجيك......
سامي الأخرس
17/3/2007