حيرةُ عينين ٢ أيار (مايو) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش رأت الكوخَ بهيمةً، وهو يغطسُ في ليلِ السواد، طيلة ليلةٍ دوّخها فيها الشخير، وفراشاتٌ سوداءُ ظلَّت ترّفُ لعينيها، وتشهقُ لها يائسة. ولمّا الفجرُ تنفس؛ ارتفعتْ، ثمّ استقامت على ساقين مثل بوصتين، (…)
تدريبٌ عسكريٌّ عربيّ ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش جاءت حطينُ هادرةً، تُشهرُ الدروعَ، وتقفُ أمامَ اليرموكِ صلبةً مثل جدار! فتصايحت اليرموكُ عاريةً: فلسطين عربية! فتقافزت هراواتُ حطينَ تشرخُ الرؤوسِ، وتحطُمُ العظام؛ فاستماتت جندُ اليرموكِ؛ وهي (…)
وصية ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش وصيّة قصة عمر حمّش أخذته؛ لتضربَ في سجادِ ربيع؛ فظللتهما أسرابُ نوارسَ؛ رآها الصغيرُ تحت قرصِ الشمسِ غيمةً تعدو، وجواره أمّه رفعت جذعها؛ كان في عينيها خبرٌ يرتجُّ؛ يدُها النحيلةُ أخذت أمامها (…)
إنسان ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش ضرب الأخماسَ في الأسداسٍ كعادتِه في كلَّ مساءَ، فصالَ مرعدا، وجال، فذبحَ ألفا أو يزيد ذبحَ الخراف الراجفات، تخيّر فيهم متلذذا مواضعَ سيفِه، فحزَّ الرقاب، وبقرَ البطونَ؛ ثمَّ مال على السَّبايا، (…)
انهيار ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش حلّل الأخبارَ للناسِ دهرا بمقلتيهِ، ورقِّصَ الحلمَ لهم على إصبعيهِ، لكنهم من النوافذِ تصايحوا، لمَّا فجأةً مرَّ يجري، يعضُّ خرقةً سوداء، ولعابُه يسيلُ عليهِ!
خبر ٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش الفدائيُّ الذي كان حافيا؛ يشقُّ النهرَ بسيفٍ من شمسِ السماء؛ وصلَ المخيمَ بياقةٍ؛ والناسُ أدمنتْ البكاء!
علاقة ٢٥ آذار (مارس) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش جوَّعهم؛ فسكبوا الدموع، سجنهم؛ فارتجفوا خلفَ الثقوب، هلكَ؛ فقامُوا يشُقونََ الأكفانَِ؛ ويلطُمونَ الخدود!
قصرٌ ١٧ آذار (مارس) ٢٠١٠، بقلم عمر حمَّش قبل أيامٍ كنتُ فدائياـ بل قُل قبيلَ سويعات، دارتْ بي إسرائيلُ على كل سجون الأرضِ، وخرجتُ؛ فألبسوني قصرا دائريا متسع الشرفات، أتنقلُ فيها؛ فأرتشفُ قهوتي، المخيمُ تحتَ قدمي، والشمسُ أمامي في دائرةٌ (…)
أبوابُ الجحيم ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩، بقلم عمر حمَّش خرج اليهود، فزحفنا إلى السرايَّ تحت الطبولِ الراجفة، ولقد رغبتُ دخولها خاليةً؛ فسبقتُ الناسَ إلى سورِِها المتعالي، رميتُها بدهشتي، فتمطّتْ مثل بغيٍّ فات زمانُها، وأوسعتْ، فدخلتُها فاتحا من غير (…)
دربُ الجنون ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩، بقلم عمر حمَّش من فوهةٍ معلقةٍ في السماءِ هوى، تقلب مذهولا إلى أن اصطدم بالقاع البعيد، لم يصرخ؛ بل تحسس جانبيه، ثمَّ نهض، فصدَّه بابٌ انقفل، هاجمه، ولمّا انفتح، غرق في ضبابٍ غليظ! خطا؛ فردَّه بابٌ جديد، وفي (…)