يوميات الكابران لمساسكي
يطوف على الأزقة يمسح بالعيون حركة المرور، رمق زميل سابق في الجندية يمشي بفخر واعتزاز، يلعق النياشين بغضب مهيض ومر، تزوج حديثا واشترى منزلا سكنيا، علامات الرضا تسافر على المحيا لحارس الوطن، يسمع الخطوات على الطوار ويندفع في المخيلة شريط الأمس القريب، زفير، تأوهات وغصة في الحلق،يلاحق الوجوه الهاربة من سياط الزمن العجيف، في النظرات تقرا صلوات المكر والخداع، يقيس المسافات بين الضحايا في محطات الرصد، يبث عشرات الأسئلة والرغبات المحمومة، النبضات تحاور إشارات المنع، وجرح الحسد يغوي الذاكرة، يقذف بأوجاع الانتظار إلى مغارات الخطيئة، ذئب يركض على سفوح السحنات، يتربص بقطيع الخرفان الحالمة بالمروج الخضراء، يتحلب الفم الفاحم حين رمق سيدة طاعنة في السن، فتحت حوارا مع صاحب دكان، تشتكي من هدم منزلها وكرائها لمراب لا تجد مالا لتسديد السومة الشهرية، يحنط اللحظة المنفلتة من وجع الزمن، ولد في جراب الفقر والفاقة، رسم في الأشلاء أخاديد معبأة بالجمر، لا ظل له ولا خيال، لا شرف ولا قيمة،ولم يدون على الكف شهادة الميلاد، ورحلة الشهيق مخبأة بين صفائح العمر، سنوات لم يبرح المحطة الأولى من البحت في ثنايا الذات المشروخة، يحس انه قادر على هزم الزمن والانتقال إلى الضفة الأخرى، شاهد أتراب الأمس يحفرون في الصخر هربا من الموت جوعا، تلميذة كانت معه في الصف الأول تحولت إلى عاهرة في المواخير، أخريات يبعن الخبز على ناصية الشارع، انه ليس من هذه العينة المستسلمة للقدر المحتوم، عازم على تسجيل الحضور في سجلات الشخصيات المهمة، يرى نفسه في محطات التلفزة والراديو في شبكات التواصل نجما ساطعا، المخيلة تلعق في اشتهاء السيارات الفارهة، يرتطم بالواقع المر وتسري في الأشلاء القشعريرات، كل مساء ينعي للنهارات قائمة الفشل، الحرب لا يمتلك أسلحتها، لكنه لم يرفع الراية البيضاء على قارع الطريق،يرفع الأعين إلى السماء يبحث عن شفاه مبتسمة،في الجوار كاعب أية في الحسن والجمال، قبلها بعنف في زقاق مظلم،صرخت استرضاها بورقة نقدية، رمى على الوجه البريء الرغبة في الزواج استسلمت، رأت فيه فارس الأحلام الخارج لتوه من روايات الحب والغرام، لعب في الحوض وافتض البكارة، العيون في الحي تشارك في مسرحية اللطم، ترسل اللعنات وسهام الخزي والعار.
– ولد الحرام اغتصب قاصر-السجن ينتظره
لطمته الصرخات اعنف من قبضة الشرطي ولاحقه الصفير والسباب واللعنات حين حملوه مصفدا إلى السيارة الموشومة، يرسم بالكراهية تجاعيد الوجه، في الرأس تندفع الكوابيس وحفنة المخاوف، ينتصب الباب الثقيل فوق الجبين، المزلاج يحدث رجات قوية في الأدنين، السجان ينزع الكرامة من عثرات التمرد، ولا رحمة في حدقات العيون الجاحظة، في الليل يسمع صرخات السجين، يكتب الوصية بمداد الموتى، ينفخ في عقارب الساعة، لتنقضي العقوبة، عشرة دقائق من لعبة المد والجزر والإيلاج الأليم ترفع العقوبة إلى خمسة سنوات نافذة، كان عليه أن يطرق أبواب المومسات يدفع عدا ونقدا ليشبع الرغبة المحمومة، المواخير منتشرة في المدينة كنبات الفطر، يعرف اغلب صاحبات بيوت الدعارة، يتسلقه الندم لكنه يلعن التهور والشراسة التي تسكن الحوباء، تحوم حول الجمجمة تفاصيل اليوم المشؤوم، وعدها بالزواج والعيش الكريم، قدم لها الهدايا الثمينة، بدأت تلين وتلين والطفلة التي تعبث بالصدر أحبت اللعبة، يسرق القبلات في الأزقة المظلمة،يضغط على البلابل النابضة في الصدر، تزلق المحفظة وتناثرت الكراسات والكتب المدرسية، ضحكا معا بين نهدي الكلمات الهامسة، ينتظر لحظة القبض على مستودع الأسرار، الحرارة ترتفع، الموج يشبهه في تلاحق الرجفات، تسللت اليد إلى ما تحت الحزام، القنفذ المشوك ينام في الخميلة، أجفلت ورجعت خطوتين إلى الوراء، الخوف ينبث في عيون الليل، الكلام الجميل يلتهم مشيمة الطفولة، خاض معركة غضب في الهواء، رحل وتركها متسمرة تراقبه يختفي في الظلمة، متوترة على ضفاف القشعريرة، تحصد مرارة الرفض، اختفى عن الأنظار، لا يظهر إلا في ساعات متأخرة من الليل، الخطة نجحت في أول أسبوع من الهجر، فتشت عن حروف الاسم في الحي لكن ولا خبر، يلملم الكلمات المقدودة من الهزيمة، تدربت على سلالم الإذعان باسم الحب، الجسد النضو عاري، أسقطت أعواد الريش قطعة قطعة، تلاشى الخوف تماما، مما تخاف انه فارس الأحلام، زوج المستقبل، اغلب الزميلات في القسم شجعناها على خوض المغامرة، ما قيمة الحب بدون مغامرة وتجاوز الخطوط الحمراء، تلاحم الجسدان في كرنفال الإيلاج العنيف، مد وجزر، الشهقات ترحل إلى فيافي اللذة المغتصبة، راقبها تمسح السقف بعيون مزدحمة بالندم، دمعات تسيل على الوجه المنقبض، تنتحر الكلمات في الحنجرة، في الصمت تلوح زوبعة هوجاء،بعد المساء سمع ولولات تكسر الفضاء، والدة القاصر تصرخ بقوة، تقطع حبال الصوت،تجمهرت نساء الحي، عشرات الجيران يتحلقون حولها، الجريمة على كل لسان، لعين سقط من رحم الجريمة، ابن الكلب لعب في حوض التلميذة.
في الحي اصبح ممنوعا من الصرف بعد العودة إلى الحرية، عاشر اللصوص والقوادين والسماسرة، مد اليد المرتعشة إلى نجمة في الجهاز الأمني، أدار مؤشر الوقت نحو التملق والتمسكن، افرد الأشلاء على حائط المبكى، يستلقي فوق الركب ويمضغ حبات التوبة، صار سائقه الخاص، قطف النجمة الأولى وفي الطريق الصحيح وضع خطوة الخلاص على ارض صلبة، يحرس النوم في خاصرة المدينة، ينقل الأخبار ويكتب التقارير السرية عما يجري ويدور في الشوارع والأزقة، اللسان يرمي طلقات طائشة، يتهدد ويتوعد، يبسط السيطرة على المقربين، صوت مسموع في الأحياء المجاورة، ظهرت أولى الصور مع علية القوم، موظفون في أجهزة الدولة، الشارع الذي التهم الكرامة يقف باحترام، يقف لمنتصر في ساحة المعركة، تراجعت أخطاء الأمس المدفونة تحت الإبط، تلاشى الخوف والارتباك وعفونة الضياع، اجتاز الاختبارات الأولى بنجاح، الطريق نحو النصب والترقي مفروش بالأمان، يتردد باستمرار على الملحقات الأمنية، يتربص بالمتقاضين أمام المحكمة، يتنفس الفساد و الوساطة في القضايا والملفات، لكل شيئ سعره، في فترة جائحة كرونا سطع نجمه، تحول إلى رجل امن بدون وثيقة، أين الكمامة، أين تصريح الخروج، يلاحق المخالفين للحجر الصحي، يحمل الهراوة يلهب الظهور، لاحق شابا استغفله واطلق ساقيه للريح، لم يبق في المكان سوى صندل ممزق، احس بالرئة تكاد تنفجر، مند سنوات لم يركض، العرق يغسل الوجه الفاحم، يخاف أن ينال صفرا في مادة الانتماء، عض على الشفتين المكتوية بنزيف الهارب،فتش احد الموقوفين سحب من الجيب قطعة حشيش وسكين، ساوم حريته دفع في اليد ورقات زرقاء، احس بالقبضة ترتخي أدار الظهر وتركه يغادر، كان الموقف صاخبا بارتعاشات الفوز، فالحوار جرى سريعا بهمسات متلعثمة، يرمي بشابين في السيارة الموشومة، السيارة تزدحم بالمخالفين للحجر الصحي، لا يستطيعون دفع الإتاوة، أشرطة فيديو تحنط التدخلات الفجة وانتحال صفة،
– سمسار هارب من الجندية يتحول إلى رجل امن
– ينتمي إلى فيلق لمساسكية
– لمساسكي يحمل رتبة كابران و يلزمه بدلة العمل
– تمت ترقيته بسرعة كبيرة سيصبح حاكما للمدينة...؟
– المدينة عاهرة تحتاج قطعا إلى قواد
يندس في الولائم والمآتم، يعرض الخدمات على الغارقين في مشاكل الدنيا،يتربص بالخارجين على القانون، يحركه الطموح الجامح في تسلق الدرجات والهرب من الوضع المزري، تلميذ فاشل في الدراسة، لفظته المقاعد مبكرا، امتهن أنواعا من المهن الوضيعة، في ظرف وجيز برزت مواهبه في النصب والاحتيال،البولسة،التملق، الانبطاح...، الخبيث ينجذب للعمل الخبيث، الخبث يوقظ شريان الحياة من سباته، يعيد ترتيب شتات الوجع الداخلي، الشارع يقيس قسمات الوجه المنقبض، لا احد يقدم التحية ولا شاب يرفع الابتسامة في الوجه المكفهر المغضوب عليه في الأحياء والأزقة والشوارع،لا جوقة تنثر البسملة والتكبيرات في الحضور، منقبضة هي الملامح،الامتعاض والتبرم يطفو على السحنات، الرؤوس تبتلع الصمت، يحتسي رشفات متتالية من الوجع النامي في الضلوع، على مقربة من مخفر الشرطة، يسرح به السؤال، ابتلع الريق الناشف حين دخل المكتب الثاني واغلق الباب، الأوراق تتكدس فوق الرفوف،تنفخ في رئة الأسرار، تنسكب عشرات الأسماء المطلوبة للعدالة، أوكار الدعارة، تجار الخمر والحشيش، تجار حبوب الهلوسة، يتلاطم المد والجز وتقيأ ما في الجعبة، يتزحلق على صوت الخيانة ويبتلع في اشتهاء غصة الخيال، يغني بحبال مقطوعة أنشودة التملق، الأبواب أغلقت مند غادر الكتيبة، لم يعد يسمع لعلعة الرصاص ولا صوت المسؤول الأعلى رتبة، يصرخ في عشرات الجنود في غبش الظلام، تحية العلم لم يتعلم فن الرماية ولا سياسة الانضباط، صرف من الخدمة في السنوات الأولى.
انت عار على الجندية
رجع إلى المدينة المنكوبة محبطا محملا باليأس والقنوط، سنوات يمشي في العراء، يتمسح بالقوادين والابقين والسماسرة، استوعب الدروس جيدا في أول عمل مشبوه، واطلق صافرات الإندار تضرطات، يقف في باب الماخور يقدم التحايا للباحثين عن اللذة، ارتقى في بضعة شهور إلى معلم الوجاق، العلبة الليلية السرية تستقطب الباحثين عن الأحضان الدافئة وخمور معتقة، (الا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر... ولا تسقني خمرا إذا امكن الجهر) ابونواس يفهم في محاسن جلسات الخمرية التي تجيش كؤوسها باعين الحيتان، فتيات في عمر الزهور لم تكتمل نغمات أوصالهن، محملات بالمحفظات المدرسية ينجذبن إلى اقدم مهنة في التاريخ، تزف منهن بشرى ولادة الاشتهاء، الربح السريع شيطان يقبض على المخيلات، الأجساد تتمايل على ذبذبات عواء الموسيقى الصاخبة، تحتك الأحواض، تسري الدماء في العروق، تمر السحب في عيون السكارى تحت ضغط الهيجان لكنها لا تمطر، الأجساد البضة جمرات ملتهبة، تفترس تحت هيجان الأضواء الملونة من الحالمين، صاحب المرقص السري علمهن الاحتراس، من لعبة المد والجزر، لكل شيئ ثمنه في زمن السفالة والغدر، الشرف في الوطن المنهوب لم يعد يساوي قيمة بصلة، الحرية المطلقة توجد بين الأفخاذ البضة، الوطن الحقيقي لا يوجد سوى بين الأفخاذ والنهود، من لا أفخاذ له لا وطن له مجرد عابر سبيل، القوادة وبيع الممنوعات أسهل الطرق للإثراء، القوادة تسافر به نحو الخلاص المؤقت انه حقيبة المسافر نحو الجاه والنفوذ، ضبط اكثر من مرة يفتش جيوب السكارى، يسرق حافظات النقود، سلاسل ذهبية وخواتم، مرة وجد شابة نائمة في المرحاض مغطاة بالقيء، فتش الجيوب قبلها بعنف، يشتهي الجسد لكنه يخاف من التهمة الجاهزة، لم يجد بحوزتها سوى بضعة دراهم، حملها ورماها فوق الكنبة، خاطب الجسد المنهك بلهجة حادة.
ملي مقداش على شراب اش داك ليه...؟
بدا اسم لمساسكي يردد في المقاهي والشوارع، مقرونا بالعظمة والقيمة التافهة، شخصية مهمة في المدينة المليئة بالتافهين،يلبي الرغبات والطلبات، خادم الناس سيدهم، لكنه سيد الجميع، افرد للمدينة حبا ملتهبا ملوث بالضغينة مضمخ بعطر الياسمين ومناجل للقطاف، في العيون يقرا بعضا من التبرم لكنه يجازف ثمة معاول لم تنته بعد من حفر الخنادق، في كل حي ثمة وجع يتهدد الأحلام، لكنه لم يعد يمشي وحيدا في شوارع وارفة الخيال والتمني، صارت له رفيقة من نفس الفصيلة، دزينة اتباع وحاشية من المنبوذين والقوادين، ينثر بيهم رذاذ الخير العميم والطريق إلى الخلاص على بعد خطوتين، خطوتين فقط ليقبض السماء في راحة الكف، ارتمى في أحضان العمل الجمعوي قرب بضعة منبوذين يسهل استعمالهم في المهمات القذرة، أسهل شيئ في الوطن تأسيس جمعية تهتم بكل شيئ ولا تفعل أي شيئ، خازوق لاصطياد المغفلين والركوع لزناة الليل،ترفع شعارات التصفيق والاسترزاق لإعلان الميلاد، و الوقوف ذليلا منحيا مقوس الظهر وراء أبواب لصوص المال العام طلبا للفتات، يستعجل قطاف النجوم، حين ييأس من نيل المراد يميط الغطاء عن الوجه الآخر المكدس بالحقد والكراهية،تشابك مع موظف من درجة دنيا حول حقه من الدعم العمومي، الوجه الغاضب يرصد الدم الهارب من الوجه، ثمة عيون تعبر إلى نعشه تعريه قطعة قطعة، من مواليد الخطيئة وينتمي إلى وطن يرفع شارات النصر للمجرمين وقطاع الطرق.
– شريت حانوت لبيع الملابس النسائية
– الله اقوي الخير
– دابا كنفكر نفتح شي ماخور ولا شي علبة ليلية
– احسن حاجة... كلشي كيقلب على النشاط
لا احد يسال عن مصدر الثروة، السيارة الفارهة والملابس الأنيقة تلفت الأنظار وترفع من معدلات الحسد، الجميع يعرف كيف كان وكيف اصبح المظاهر لا تصنع الرجال ولا تمنح الاحترام، كل منزل يحمل علامة صاحبه هكذا يقول المثل الشعبي، الأجساد البضة المعدة ليالي المجون تركض في الدم، ورائحة العطور والماكياج تزكم الانف، في الليلة الواحد يربح آلاف الدراهم، عرق الأفخاذ يرفع مقامات خفافيش الظلام، الأوراق الزرقاء تتناثر كسرب عصافير الدوري في حقول القمح المزهرة، رياح الثراء تعزف لحن الاطمئنان، ينتشي ويلاحق الفرحة في أصداء الضجيج، ضجيج لذيذ تغني له القلوب ولا تنبض، الرؤوس الحالمة تبحث عن فضاء رحب لا ينتهي هروبا من شاطئ الحياة المقرف، الخلاص في قعقعة الكؤوس ورائحة العرق يستعاد الوجه المفقود، بين النهود تقام صلوات الأيام الحلوة، وتبحر الروح نحو النجوم.
يقف بباب المحكمة يراقب الداخلين والخارجين، في كل عين حكاية تنتظر الإفصاح في وجه الزمن،تسافر قهرا بين مكاتب ذبقة لا تنتهي تمطر الرؤوس بوابل من الحيرة، لا طريق للانعتاق سوى الغوص عميقا في اللامعقول وتعقب الغموض، الخير العميم داخل القاعات وخلف الأبواب الموصدة، الخطر كامن في الوجوه والنظرات العابسة التي تخترق الدواخل تتدلى منها الأسئلة ويحتدم الخوف، وقف مرات عدة بجرائم مختلفة أمام هيئات الحكم، المطرقة تضرب القطعة الخشبية، يخيم صمت جنائزي، القاعة تضيق بالمتفرجين، أجساد تتحدث لغة لا يعفرها، القانون لا يحمي المغفلين، هكذا سمع صاحب البدلة السوداء يخاطب زميلا له، الكلمات الكبيرة والمطلسمة ترعب الأشلاء، تتركه على شاطئ العطش، انبجست الجريمة أمامه بجميع التفاصيل المقززة،السكين تشدخ الوجه والرأس، الدم يسيل بغزارة على الوجه الطفولي، انطلق مسرعا تاركا الضحية يصرخ و يستغيث بالأم، احب المغامرة وتجريب المستحيل، المال لا يأتي بالسهولة، طرق الباب على الجارة وعرض الخدمات، قادر على تبرئة الابن المتهم بالضرب والجرح وتخريب ممتلكات الغير.
– شوفي ولدك نخرجو من الحبس
– عندي المحامي
– ماعندو مايدير المحامي غيدي لك لفلوس بلا فايدة
– واشنو المعمول اسي لمساسكي
– صاحبي قاضي خصو لحلاوة
تكرر الفعل غير القانوني عشرات المرات، يقبض المبالغ الدسمة والسهلة، يعقد اتفاقات مع السراب و الوهم، حين لا تنجح عمليات النصب يرفع في السماء خطورة الجرم، الذئب يحرس قطيع التمرد في حقول الابتزاز، الشهود هؤلاء الأوغاد المعلقون على ضفاف الجرح يتفننون في نسج مشاهد البراءة، يمرون أمام القاضي واحدا واحدا،، يقسمون بأغلظ الإيمان انهم حضروا الاعتداء الشنيع على الشاب، القضية تلفظ أنفاسها الأخيرة، البراءة لعدم كفاية الأدلة، انزاحت من القلب غابة الشك، يسير بخطى ثابتة منتشيا بالنصر، كان خائفا مرعوبا طوال المحاكمة، وقف ساعات طوال على حافة الهزيمة، الفضيحة لاحت في الأفق استوطنت في المخيلة، انتصر الكابران لمساسكي واظهر انه قادر على هزم الحقيقة بشيء من الحيل و التفكير،، عاود الكرة عشرات المرات، ليس كل مرة تسلم الجرة، وعد جزار ضبط يبيع الجيفة بالبراءة وعدم إغلاق المحل التجاري، اخلف الوعد واقسم انه فعل المستحيل، مارس نفس الفعل مع تاجر مخدرات، ثم مع صاحبة ماخور، تعددت الضحايا والتدخلات الوهمية لدى الشرطة والدرك والقضاء، اصبح اسم لمساسكي مقرونا بالنصب والاحتيال.
القضية صعيبة خصها فلوس كبار
فتيات تكور الزمن على صدورهن في الربيع الفائت حالمات بالجاه والمال والسيارات الفارهة والألبسة الفاخرة، الثراء يغوي المخيلة، يتوكأن بدون سيقان على الحائط الهش، فاتحن القنصل العام للقضايا الخاسرة عن الرغبة في الهجرة،، استقطبهن للمواخير ووعدهن بالسفر إلى دولة خليجية للعمل في الفنادق والمنازل وصالونات التجميل، قبض الملايين وانتظرن شهورا عقودا للهرب إلى الجنة الموعودة، الحالمات أضعن خطاهن في المتاهة الممتدة على طول الحلم العابر للوجع، عدن محملات بالسخط والتذمر، والروح مربوطة الأوتاد في الرمل، التهديدات بطرق باب القضاء اربك الحسابات، و الوجوه الناقمة تحمل أسماء النهاية، حين تآكلت التطمينات وتفاقمت موجات الصبر في الصدور، ضاع الأمل المهترئ وانطفأت شعلة السراب، السجن يتهدد لمساسكي، لا خلاص سوى بإرجاع الأموال والجباه لم تعد مكسوة باوشام الاستسلام والذل، في الليل سمع صرخات تمزق السكون، ارتجف وتعالت نبضات القلب، اطل من بين شقوق النافذة رأى جموعا من النسوة وسيارة إسعاف، يحس بالمرارة في الفم الملطخ بالخذلان، مرة ابصر السيارة الموشومة مركونة بالحي، انتابه الخوف الشديد رأى نفسه مكبلا مرمي في صندوق السيارة، مرت عشرات السحنات أمام العيون، يحمل على الظهر دزينة جرائم والسجن على بعد سقطتين، ولايزال يلعب على حافة الانحراف، يختنق بالحقيقة المرة، لا يريد أن ينفض عنه شراسة الأمس،طفل يلهث خلف السراب الوهمي يحاول الفكاك من رماح انغرست في الضلوع واستقرت، رافق عشرات الباحثين عن الدرهم السهل، توددوا للصوص الشعب رموهم ببقايا الطعام وانبطحوا يلعقون الأحذية، اكل رزقهم وتفرقوا من حوله، طالته انتقادات لاذعة في شبكات التواصل، اشتبك مع احد المقربين، تبادلا الضرب والجرح، واستدعيا للتحقيق في مخفر الشرطة، في ملعب كرة القدم اشتبك مع رجل امن امطره بوابل من السباب والشتائم، افلت من المحاسبة بفعل التدخلات، تتكدس في الجمجمة عشرات الشهقات، تنزلق كأسرار قديمة، تتكاثر الأسئلة كالجراد الهائم، تنفتح أزهار الحقيقة يركبه العناد والتحدي،لا يرى أبعد من النصب والاحتيال.
– لمساسكي قريب ايجيب الربحة لكبيرة
– ضسروه شي فاسدين في لمدينة