يا توأم الروح انت الفكر والقلم |
يا توأم الجسم انت السعد والالم |
انت الفراق اذا الآجالُ تأخذني |
انت الدواءُ اذا ناخت بي السِقم |
الدارُ طيبٌ وفيها للهوى سكنٌ |
قد قالها الله انت الود والرحِم |
من دونك الدهر خصمٌ ضاق مقبضه |
لن يفتح القيدَ لا صبرٌ ولا حَكم |
يا كوكب الشرق يا عشقا اسامره |
يا منتهى الحسن حين الحسن يحتكم |
في القلب ينخرُ والبلوى له بصرٌ |
البعدُ حتى تهاوت للذرى قمم |
نفسي خرابٌ وصدري ضره درنٌ |
والهمُ صاغ شبابا ملؤه الهرم |
قلـّبت ليلي وسوط الغم ارهقني |
والليلُ وحشٌ لصبح خيره عدم |
يا نهر دجلة هل انستك غُربتُنا |
يومَ التلاقي على الشُطآن يرتسم |
بين البساتين نخطو والقلوبُ لها |
بين الافانين انغامٌ فتلتحم |
نسعى عُطاشا فلم تظمأ مشاربنا |
فالحبُ يُقعدنا عشبا ونلتئم |
كفٌ تعانق اغصانا بشائرها |
فوْحُ الزهور ، وكفٌ للهوى خدم |
الجرفَ ندنو وترسو عنده سفن |
فنصعد الركب اطفالا ونختصم |
العينُ تبدو كأوراق الربيع ضحا |
والخدُ يزهو كأن الوجنتين دم |
الجسم يعلو كغصن البان مُفترعا |
والفمُّ نبع الندى والضرس مبتسم |
فيها الجمال ربيع ماءه عذبٌ |
والروحُ اهدى جمالا ، زانها الحشم |
ملءُ الطفولة حين الفجر يوقضها |
ما عابها الهم او افضى بها قِدم |
ما اسعف الحبرُ وصفي حين انشدها |
جمّ المعاجز في الاوصاف تزدحم |
صوت البلابل انغام بهالتها |
فكل جزء بها للشاديات فم |
فيها الوجوه بعسر الدهر زاهرة |
ما ساقها عبسٌ او نالها وجم |
تزهو بحال ، جمال الخلق يغبطها |
والروح سعد ، بنور الكون تنسجم |
فأي سفر اجاد الوصف منصرم |
واي بيت علا في الشعر منهدم |
كلّ اللغات توارت في محاسنها |
حتى كأن بها لون الضحى ظـلم |
احنو الكلام لها وصفا ومرتجلا |
حتى استنارت على ابياتنا الحِكم |
يا منزل العشق في بغداد انفسنا |
قد ضاقها البعد وانحلت بها الرزم |
بالغرب أنت واهلي ما لهم وطن |
ما عاد يجمعنا دارٌ ولا علم |
اطوي الزمان وبعد الأرض مستبقا |
كي لا اراها بنوم ساده الوهم |
قدنا الزمان برغم القيد مقتدرا |
حتى استجارت بنا في عزها العِظم |
فينا التواضع لا ضعف ولا قِصر |
فجالستنا على ارزاقنا الخدم |
نحن الكرام فلم تخفت مشاعلنا |
او يعل يوما على اكرامنا الكرم |
ما ذقت دهرا جميلا في مغانمنا |
والموت بدّ، وفي اوصالنا نهم |
نحو السراب نعيش العمر عاصفة |
لن يرتوي البالٌ او تبقى لنا نعم |
احزمْ متاعك فالآجال محكمة |
لا ينفع المرءَ ان جاء الردى ندم |