

وَجْدُأُم
إنَّهُ يوم الأمْ ..... وبدَاية فَصل الربيع ..... عبّر طفلي لي يومها عن مشاعر راقية جداً علّمتني الكثير ..... إنه مساء يوم الأحد في 21 مارس آذار 2004 الأول من صفر 1425 ... جلست فِي الليل وحتى السحرِ أخطُ مشَاعر أمّ ...... فاض قَلبها بالأمومة ..... والحنان .....والذكريات ..... و عادت بي الذكرى إلى يوم ولادة طفلي في 5/8/1996 ...... وَاستحضرت عهدي لربي ونذري له ...... وغصتُ بمعنى الشهادة بأبعدِ أعماقها.....وانتقلت الى عالمها ...... وحضرة الشهادة مقام عَجيب فيه من الأحوال ما لا يُكتب أبدا......مضى الليل... في هذه الأحوال ينعدم البُعد الزماني والمكاني....... وَقبل أن أُرَدُّ من حضرة الشهادة ...... كُنت في عرس .... إنه عرس شهيد.... وقبل أن انهي خواطري وعند انبلاج الفجر....... فجر الاثنين في 22 آذار ...... تناهى الى مسمع الروح خبر استشهاد شهيد......شعوري أنه طفلي .... وان ربي تقبّل نذري .... وكأنه كبر واستشهد عند الأقصى ..... حمدت الله ......... وصليت الفجر......
وقمت بفتح التلفاز ......وأنا لا أدري لماذا ...... لأجد خبراً عاجلاً على قناة الجزيرة من دون صور .....يشير الى قصف سيارة في غزة من المحتمل أنها تقلّ الشيخ .... شيخ المجاهدين في فلسطين الشيخ أحمد ياسين تَغمَّدهُ الله بواسع رحمته.......كنت من داخلي متأكدة من استشهاده.....بعد ما يقارب الساعة أكدوا خبر الوفاة ..... وقاموا بنقل المشاهد ...... حيث فاضت روحه الطاهرة في عرس الشهادة عند عودته من صلاة الفجر.........
فإلى روحه الطاهرة ......أهديه بعضاً من مواجدي ........
********
حَبيبي بِقَلبِي وَ فِي رَحْمي قَدْ سَكَنَكَمْ أَرَّقَتْنِي فِي جَوْفِ الليْلِ عَيْنَاهُعُيُونٌ كَأَنَّهَا كَوَاكِبٌ سَطَعتْ فِيعَتْمَةِ الدُنْيَا وَسُيوفُ الحَقِّ حَاجِبَاهُالبَدْرُ انحَنى لحُسْنْهِ وَ جَمَالِهِ وَ نُورُوَجْهِهِ فَرْقَد ٌفَكَم مَزَّقَ الظلامُ سَنَاهُأَرَى فِي بَريقِ سوادِ عُيونِهِ غَدٌمُشْرِقٌ وَعِزَّةُ المؤمِنِ فِي خُطَاهُ*********أَمِيرٌ شِهَابِيٌّ عَرِيقٌ , عَزِيزُ القَدْرِكَرِيمُ الأَصْل , رَبّ السَمَاءِ يَرْعَاهُهُوَ الحُبُّ وَالوِدَادُ ورَمزُ العطَاءِوَ بَرَاءَةُ أطْفَالِ الكَوْنِ فِي مُحَيَّاهُعَلَّمَنِي العطَاءَ والجُودَ والفِدَاءَ بغَيْرِتَعَلُّمٍ , وَأَفهَمَتْنِي مَعْنَى الوُجَودِ مُقْلَتَاهُكَمْ زَهَوتَُ عِِنْدَ الصَّبَاحِ بِقُبلاتِهوتَرَاقَصَ قَلْبِي فَرَحَا بِرُؤيَا مُحَيَّاهُإذَا مَا اسْتَيْقَظَ احتَضَنَنِي وقَبّلَنِيعَلى خَدِّي لَثمَاً مِن رَحِيقِ شَفَتَاهُطَارَ إلَيَّ اليوْمَ بهَديَّةٍ فَرِحَاً جَمَعَ فِيطيَّاتِها كُلَّ فَن ٍّ, أبدعتْهَا أَنَامِلِ يَداهُتَعْلُو وَجهَهُ عَلاماتُ السُّرورِوالأرضُ تَرقُص طَرَبَاً لوَقْعِ خُطَاهُوَقالَ لِي : أُمّي كُلُّ يَومٍ عِيدٌ لَكِوَ أَمَلِي الوَحِيدُ أَن أَرَاكِ سَعِيدةً بِرِضَاهُوَإذَا مَا شَعَرَ فِي عَيْنِي دَمعَة كُنتُأُخْفِيهَا أو لَمَحَتها بالصُدفةِ عيْناهُتَقَطَّع قَلبهُ مِنْ فَرطِ الأسى أَلَمَاًوَسَالتْ دُموعُ الحُزنِ تَحفِرُ وَجْنَتَاهُوَبَكى لِبكائِي دَموع الحبِّ غَزِيرةًوَخَارتْ مِن شِدَّةِ الحُزن رُكبتاهُكَمْ تَبَسَّمتُ رَغْمَ المَرَارِ فِي وَجهِهلأُرِيحَ قَلْبَهُ فَتَنطِقُ بِالحَالِ حَوَاسَهُوَحَمَلْتُ هُمُومَ الدَّهْر ِدُونَ تَأَوُّهٍوَتَجَرَّعتُ كَأسَ الحَياةِ سَعِيدةً لأَصُونهُكَم لَيْلَةٍ مَرَّتْ عَلَيَّ وَطَالَ سُهَادِيأغْفُو وَ أَصْحُو أُنَاجِي اللَّهَ يَرعَاهُأُصَارِعُ الحُزْنَ كَي أجْتَاحَ مِحْنَتِيوَ أَنْتَقِي المُثُلَ العُلْيَا لأرعَاهُ********نَذَرْتُهُ شَهِيدَاً حِينَ أبصَرتهُ عَينِي أَوَلَمَرَّةٍ وَأنْ يَكُونَ تُرَابُ القدس مَثْوَاهُوَ ذَرَفْتُ دُموع الشوقِ غَزِيرةًحِين رُزِقْتُ بِهِ مِن فَرحي برؤيَاهُفِي الخَامِسِ مِن شَهْرِ آبٍ عِندَالغُروبِ وَضعْتهُ فَأَرضَعتَه حَنانَ لُقْيَاهُنَاديتُهُ ب " وَفيقٍ " حِينَ رأيتهفاسْتَخَرتُ ربِّي وإله الكَوْنِ سَمَّاهُأَدْعو لَهُ بالتَوفيِقِ فِي كُلِّ آنٍ دَعوةوأَرجُو رَبُّ العَالَمِينَ فِي عُلاهُأَن يُلْهِمَهُ خَيْر الفِعَالِ وَ يَرزقُهُالشَّهَادَةَ وَ يُسعِدُ دُنْياهُ وَ أُخْرَاهُ********حَبِيبي هذا بَعْضِي إليْكَ هَديَّةَ حُبينَذْرَاً عَلَيَّ وَإن كَنت لا أمْلِكَ حَتّى نَوَايَاهُإِلَهِي فَتَقَبَّلْ مِنّي نَذْرِي محَرَّرَاًوَ اجْعِلْ فِرْدَوْسَ الجِنَانِ مَأْوَاهُحَبِيبي إِلَهَ العَرْشِ أَسْتَمِيحُكَ عُذْرِاًفَاغْفِرْ لِي ذَنْبَ حُبِّي لَهُ وَ هَوَاهُ********كُنْتُ أخطَُ نِهايةَ قصِيدَتِي هَذِهِ عِندَماتَناهَى إلى مَسْمَعِ الروحِ خَبَرَ اسْتِشْهَادهعِنْد الفَجْرِ انهَارتْ ريشَتِي والْتَاعَقَلَمي فسبْحان من بالشَّهادَةِ زَكَّاهُوالقَوَافِي أَصْبَحَتْ ثَكْلَى وَانْهَارَتْأقْلامُ الشُعَرَاء تَبْكي ترحالهوَأَبَت المَآقِي أَنْ تَجِفَّ دُموُعهامِنْ فَرْطِ حُزْنها وَ تَنعي فراقهتَبكي رَمْزَ صُمود أُمّةٍ فِي زَمَنٍعَزَّ فِيه الرجَال وَ جَار على العباد حكَامهجَبَلُ الجبالِ الشُمّ في مَوَاقِفِهوتَأبَى أَرْضُ القُدسِ أَن تَضُمَّ سِوَاهُمَضَى قُطْبُ الإباءِ أَحمدُ يَاسين تُشَيّعُهُمَلائكَةُ الأرضِ وملائكَةُ السَمَاءِ بُشْرَاهُوَ حُورُ الجِنانِ تَزّفهُ فَرحَى به تَزهوورَوْض الفِرْدَوسِ ُ انْتَشَى بِعِطْرِ شَذَاهُأَقْسَمَتِ الأُمَّهاتُ بأرضِ الإسْرَاءِإلا أن تُنْجِبَ أُسداً مُجَاهِدِينَ أَمثَالَهإلهي فَاحْفَظْ شَعْبَ أُمَّةٍ وَ انْصُرهُعَسى أنْ يَنَال بالجهادِ و بِجُودكَ مُنَاهُإلَهِي هَذِه أمَّتُكَ تَجُودُ بِخِيرَةِ أبنائِهااللهم ارحَمْهُ واجعَلْ دار الخُلْدِ مَأواهُأيَا شَيْخَ المجَاهِدينَ أَجْمَعهُمْرَحمكَ اللّهُ بِوَاسِعِ حُبِّهِ وَرِضاهُ******