الخميس ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم صافيناز مصطفى

ولا عزاء لفقراء مصر !!

في إطار مسلسل الإهمال المتعارف علية بمصر جاءت كارثة تصادم قطاري بنها والمنصورة الأخير ليضيف هذا الحادث الأليم رقما جديدا من أرقام ضحايا الإهمال في مصر نتيجة الحوادث المتكررة و المتعلقة بالعبارات والقطارات وما خفايا كان أعظم!

وليعلن الحادث المروع عن مولد فجيعة وأحزان جديدة من أحزان الشعب المصري وهنا أضع علامة تحت كلمة الشعب المصري فالمقصود بها هنا الشعب المطحون الفقير فقط الذي لا يملك مقومات الطفو علي السطح لينجو بنفسه من أمواج الهلاك التي تحيط دائما بمن في القاع وتطل دائما عليهم رائحة الموت من كل جانب
فهؤلاء الفئة هم دائماً موضوع حديثنا لأنهم هم الذين يكونون عرضة للإهمال والخطأ الذي كثير ما نسمع عنة خلال تلك الحقبة الأخيرة في زمننا هذا وبعد برهة من الوقت نسمع أن الأمر بأكمله علق علي مسئولية القضاء والقدر ليصمت الجميع .. فماذا نقول أمام القضاء والقدر !!

ولكن تلك الكارثة المروعة التي راح ضحيتاها ما يقرب من 65 قتيل غير المصابين وما قبلها من حادثة العبارة المصرية التي غرقت نتيجة أيضا للإهمال خلال الأشهر القليلة الماضية بالقرب من ميناء ضبا في طريقها للسويس والتي راح ضحيتيها 1000 قتيل وما قبلها من كارثة حريق قطار الصعيد عام 2001 والذي وراح ضحيته ما يقرب من 350 قتيل وضحت شبهة الإهمال فيها وضوح الشمس الجالية التي لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يلقي بمسئوليتها علي القضاء والقدر

ولكن نتساءل هنا فإلي متى ؟!!

إلي متى تظل تطل رائحة الموت علي من لا يملكون مقومات الحياة من رغد العيش في مصر من ركوب طائرات تابعة لشركات أحنيه أو أن يستقلوا قطارات السوبر والأضمن بالطبع أن يستقلوا ا سيارتهم الفاخرة ......
ألا يوجد من يثأر لهؤلاء الغلابة كما يطلق عليهم في مصر ومن يتصدي للمسئولين عن تلك الكوارث ويحاسبهما فوضح من التكرار والملابسات أن تلك الحوادث جميعها نتيجة مباشرة للإهمال وعدم الاكتراث بأرواح الغلابة من أبناء الشعب وهذا ليس اجتهادا بالإهمال أو توقعا ولكنها حقيقة معلنة
أكدتها تصريحات بعض المسئولين بقطاع السكك الحديدية حيث أكدوا أن وقوع الحادث كان نتيجة لأسباب تراكمية ناتجة عن الإهمال في مرفق سكك حديد مصر كما أكد الخبراء أن تلك القطاع يحتاج إلي تطوير وتكلفة إعادة تأهيله تقدر بحوالي 8 مليار جنية وأن حالته الحالية سيئة للغاية ولا تصلح بوضعها الحالي لتحمل العبء الملقي عليها خاصا لأتساع عدد القطارات البالغ 1300 قطار وأتساع المسافة التي تسير عليها وتبلغ بحوالي 5060 كيلومتر سكة حديد يوميا وزيادة العبء الملقي عليها من زيادة عدد الرحلات اليومية.

وجاءت تصريحات المهندس محمود منصور وزير النقل لتؤكد أن المرفق يفتقر إلي الكوادر البشرية ويحتاج إلي أعادة تأهيل الحاليين بالإضافة أنة يحتاج إلي أعادة تأهيل كاملة في أدواته من جرارات وشراء أخري جديدة والإسراع في تنفيذ خطة التأهيل وترميم القطارات المتهالكة
وقد أعلن مسئولين أخريين أن الحادث وقع نتيجة الإهمال من حيث وجود خطأ فني في جهاز التحكم الآلي في قطار المنصورة ا حيث كان معطل و هذا الجهاز هو المسئول عن إيقاف القطار فجأة في حالة تواجد قطار أخر علي ذات الخط الحديدي
وأكد العاملين في القطاع أنة لا يتم الصيانة الضرورية والحيوية للقطارات بعد كل رحلة كما هو متعارف علية علي مستوي العالم وذلك لتعدد الرحلات اليومية والإسراع بها
فهل بعد كل ذلك لازلنا نلقي المسئولية علي القضاء والقدر!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى