هند والجرو التائه
يُقْبِلُ الَّليلُ وَمَعَهُ مَوْجَةُ صَقِيعٍ شَدِيدَةٌ، تَجْلِسُ هِنْدُ مَعَ أُسْرَتِهَا حَولَ المِدْفَأةِ أَمَامَ التِّلْفَاز.. تُشَاهِدُ هِنْدٌ بِعَينَيهَا البَرِيئَتَينِ طِفْلَةً تَرْتَعِدُ مِنْ البَرْدِ، تَصْرُخُ وَتَطْلُبُ الرَّحْمَةَ للَّاجِئِينَ فِي المُخَيَّمَاتِ ثُمَّ تَبْكِي، وَلَكِنَّ عَينَيّ هِنْدٍ قَدْ شَرَدَتَا بَعِيدًا تِجَاهَ جَرْوٍ صَغِيرٍ يَنَامُ فِي العَرَاءِ بِدُونِ غِطَاءٍ وَسْطَ الصَّقِيعِ.
قَالَتْ فِي نَفْسِها: الطِّفْلَةُ لَهَا لِسَانٌ تَسْتَطِيعُ بِهِ أَنْ تَصْرُخَ وَتَتَكَلَّمَ، أَمَّا الجَرْوُ فَلا يَجِدُ مَنْ يَفْهَمَهُ أَو يَشْكُو لَهُ سِوَى قِطَّةٍ تَمُوءُ، وَهو يَنْبُحُ بِصَوتٍ مُنْخَفِضٍ. تَذَكَّرَتْ هِنْدٌ القِصَصَ الَّتِي كَانَ والدُهَا يَحْكِيهَا لَهَا عِنْدَ نَومِهَا، وَكَيفَ كَانَ سَيِّدُنَا سُلَيمان يُخَاطِبُ الحَيَوانَاتِ وَيَفْهَمُ مَا تَقُولَهُ.
كَمْ أَتَمَنَّى أَنْ يَأتِي سَيِّدُنَا سُلَيمَانُ مِنْ جَدِيدٍ حَتَّى يَفْهَمَ شَكْوى هَذَا الجَرْوِ.
تُشْرِقُ شَمْسُ الصَّبَاحِ وَقَدْ وَقَفَتْ هِنْدٌ فِي شُرْفَةِ مَنْزِلِهَا المُطِلَّةِ عَلَى الحَدِيقَةِ، وَكَانَتْ عَينَاهَا تَتَطَلَّعَانِ هُنَا وَهُنَاكَ فِي حَيْرةٍ؛ وَكَأَنَّمَا تَبْحَثَانِ عَنْ شَيءٍ مَا! حَتَّى جَاءَهَا صَوْتٌ مِنْ الخَلْفِ قَائِلًا: مَاذَا تَفْعَلِينَ يَا هِنْدُ؟!
اِسْتَدَارَتْ هِنْدٌ لِتَجِدَ وَالِدَتَهَا؛ فَقَالَتْ بِقَلَقٍ: أَبْحَثُ عَنْ قِطَّتِي يَا أُمِّي.
أَشَارَتْ لَهَا الأَمُّ بِيَدِهَا، وَقَالَتْ: تَعَالَي أَولًا لِتَتَنَاوَلِي طَعَامَ الإِفْطَارِ، ومِنْ المُؤكَّدِ أَنَّ قِطَّتَكِ الصَّغِيرَةَ تَلْعَبُ حَولَ المَنْزِلِ، وَسَتَظْهَرُ حَتْمًا، فَلَا تَقْلَقِي يَا حَبِيَبتِي.
ذَهَبَتْ هِنْدٌ إِلَى طَاوِلَةِ الطَّعَامِ حَيْثُ كَانَ أَبُوهَا يَجْلِسُ فِي اِنْتِظَارِهَا، وَمَا إِنْ اِقْتَرَبَتْ مِنْهُ حَتَّى قَبَّلَ وَجْنَتَيهَا، وَأَجْلَسَهَا بِجَانِبِهِ فِي حُنُوٍّ شَدِيدٍ.
جَلَسَ ثَلَاثَتُهُم عَلَى (إلى) الطَّاوِلَةِ يَأْكُلُونَ، بَيْنَمَا ظَلَّ عَقْلُ هِنْدَ مُنْشَغِلاً بِقِطَّتِهَا، إِلَى أَنْ قَطَعَ وَالِدُهَا حَبْلَ تَفْكِيرِهَا قَائِلًا: لَقَدْ تَسَلَّمْتُ اليّومَ خِطَابًا مِنْ مَدْرَسَتِكِ يَا هِنْدُ بِالمُوَافَقَةِ عَلَى المَشْرُوعِ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ بِخُصُوصِ الرِّفْقِ بِالحَيَوانِ.
فَرِحَتْ هِنْدٌ كَثِيرًا عِنْدَ سَمَاعِهَا هَذَا الخَبَرَ، وَقَدْ اِحْتَضَنَتْهَا أُمُّهَا بِسَعَادَةٍ لِتُهَنِّئَهَا بِقُبُولِ اِقْتِرَاحِهَا.
ثُمَّ سَأَلَهَا الأَبُ قَائِلًا: لَكِنْ يَا بُنَيَّتِي العَزِيزَةَ لِمَاذَا اِخْتَرْتِ هَذَا المَشْرُوعَ خِصِّيصًا؟! قَالَتْ هِنْدٌ بِجِدِّيَّةٍ: لأنَّ الإِنْسَانَ يَا أَبِي يَمْلُكُ لِسَانًا يَسْتَطِيعُ بِهِ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ آلَامِهِ وَشَكْوَاه، أَمَّا الحَيَوانُ فَلَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، وَهَذَا مَا يُلْزِمُنَا بِرِعَايَتِهِ، وَيَجْعَلُهُ يَسْتَحِقُّ مِنَّا كَلَّ الرِّفْقِ والِاهْتِمَامِ.
أُعْجِبَ الأَبُ بِمَا قَالَتْهُ اِبْنَتُهُ، وَقَالَ: صَدَقْتِ يَا هِنْدُ، لَقَدْ حَثَّنَا دِينُنَا عَلَى الرِّفْقِ بِالحَيَوانِ..
اِسْتَمَعَتْ هِنْدٌ لِمَا قَالَهُ وَالِدُهَا بِتَرْكِيزٍ وَاِهْتِمَامٍ كَبِيرٍ، لَكِنْ فَجْأَةً تَغَيَّرَتْ مَلَامِحَ وَجْهِهَا، وَهُوَ مَا جَعَلَ الأُمَّ تَنْظُرُ إِلَى مَا كَانَتْ تَنْظُرُ إِلَيهِ اِبْنَتُهَا، لِتَجِدَ المُفَاجَأَةَ!
كَانَتْ القِطَّةُ الغَائِبَةُ تَقِفُ أَمَامَ بَابِ المَنْزِلِ، تَقْفِزُ مَذْعُورَةً، وَتَأتِي بِحَرَكَاتٍ عَجِيبَةٍ؛ فَقَامَتْ الأُمُّ وَهِنْدٌ إِلَيهَا، لَكِنْ سُرْعَانَ مَا غَادَرَتْ القِطَّةُ وَهِي تَنْظُرُ إِلَيهِمَا، كَأَنَّهَا تَحُثَّهُمَا عَلَى اِتِّبَاعِهِا إِلَى مَكَانٍ مَا!
أَخِيرًا تَوَقَّفَتْ القِطَّةُ خَارِجَ المَنْزِلِ فِي أَحَدِ الأَزِقَّةِ، حَيْثُ كَانَ هُنَاكَ جَرْوٌ صَغِيرٌ مُنْهَكٌ يَرْقُدُ بِجِوَارِ الحَائِطِ وَلَا يَقْوَى حَتَّى عَلَى النُّبَاحِ!
اِقْتَرَبَتْ هِنْدٌ مِنْ الجَرْوِ وَتَفَحَّصَتْهُ بِعِنَايَةٍ، لِتُفَاجَأَ بِأَنَّ هُنَاكَ جُرُوحًا مَتَعَدِّدَةً فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ جَسَدِهِ، وَأَنَّهُ فِي حَالَةٍ شَدِيدَةٍ مِنْ التَّعَبِ والإِعْيَاءِ.
تَدَخَّلَتْ الأُمُّ سَرِيَعًا؛ فَطَلَبَتْ مِنْ هِنْدٍ حَمْلَ الجَرْوِ بِحِرْصٍ حَتَّى تُحْضِرَ السَّيَّارَةَ لِتَذْهَبَا بِهِ إِلَى أَقْرَبِ عِيَادَةٍ بَيْطَرِيَّةٍ، وَمَا إِنْ رَكِبَتَا حَتَّى أَغْمَضَ الجَرْوُ عَيْنَيِهِ اِرْتِيَاحًا، وَهُوَ مَا جَعَلَ هِنْدَ تُشْفِقُ عَلَيهِ كَثِيرًا.
كَشَفَ الطَّبِيبُ عَلَى الجَرْوِ بِتَأَنٍّ، ثُمَّ وَقَفَ مَعَ هِنْدٍ وَوَالدَتِهَا يَشْرَحُ لَهُمَا حَالَتَهُ قَائِلًا: إِنَّ الجُرُوحَ الَّتِي تَمْلأُ جَسَدَ هَذَا الجَرْوِ المِسْكِينِ تُخْبِرُنَا بِأَنَّهُ تَعَرَّضَّ لِكَثِيرٍ مِنْ التَّعْذِيِبِ، أَو أَنَّهُ رُبَّمَا خَاضَ مَعَارِكَ شَرِسَةً مَعَ حَيَوانَاتٍ ضَارِيَةٍ.
قَالَتْ هِنْدٌ بِأَسَى بَالِغٍ: لَا بُدَّ مِنْ إِنْقَاذِ هَذَا الجِرْوِ فَورًا، وَبِأَيِّةِ طَرِيقَةٍ.
ثُمَّ رَاحَتْ فِي نَوْبَةِ بُكَاءٍ. هَدَّأَتْ الأُمُّ مِنْ رَوْعِ اِبْنَتِهَا القَلِقَةِ، وَطَمْأَنَتْهَا بِأَنَّ الطَّبِيبَ سَيَقُومُ بِعَمَلِ الَّلازِمِ، وَحِينَهَا نَظَرَ الطَّبِيبُ إِلَى هِنْدٍ بِإِعْجَابٍ، وَقَالَ: أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ الجَمِيعُ رَفِيقًا وَعَطُوفًا عَلَى كُلِّ الحَيَوانَاتِ مِثْلَكِ يَا بَنَيَّتِي الصَّغِيرَةَ.
فِي غُرْفَةِ الجَرْوِ وَقَفَتْ هِنْدٌ والأُمُّ سَويًّا أَمَامَ سَرِيرِهِ لِتَطْمَئِنَا عَلَى حَالَتِهِ، وَلَكِنْ كَانَ مِنْ الغَرِيبِ وَالطَّرِيفِ مَعًا أَنَّ تَقِفَ القِطَّةُ عَلَى سَاقَيْهَا الخَلْفِيَّتَيْنِ لِتَطْمَئِنَ هِي الأُخْرَى مَعْهُمَا عَلَى حَالَةِ الجَرْوِ، وَهُو مَا جَعَلَ هِنْدَ تَضْحَكُ رُبَّمَا لِأوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ الصَّبَاحِ. بَعْدَ قَلِيلٍ اِسْتَفَاقَ الجَرْوُ مِنْ نَومِهِ، وَمَا إِنْ فَتَحَ عَينَيِهِ حَتَّى أَخَذَ يَنْبُحُ لِلقِطَّةِ كَأَنَّهُ يُكَلِّمُهَا، حِينَها رَدَّتْ عَلَيهِ هِي بِمُواءٍ خَافِتٍ! كَانَتْ هِنْدٌ تُتَابِعُ المَوْقِفَ بِتَعَجُّبٍ، بَيْنَمَا اِنْشَغَلَتْ أُمُّهَا بِمُكَالَمَةٍ هَاتِفِيَّةٍ؛ فَأَخَذَتْ هِنْدٌ تَتَخَيَّلُ وَحْدَهَا مَجْرَى الحِوَارِ بَيْنَ قِطَّتِهَا وَالجَرْوِ التَّائِهِ، وَكَيْفَ يَحْكِي حِكَايَتَهُ:
"كَانَ يَعِيشُ فِي زَاوِيَةٍ بِأَحَدِ الأَحْيَاءِ الشَّعْبِيَّةِ، مَعَ وَالدَتِهِ وَخَمْسَةِ جِرَاءٍ آخَرِينَ هُم إِخْوَتُهُ. وَفِى يَوْمٍ مِن الأَيَامِ خَرَجَتْ الأُمُّ بَاحِثَةً عَنْ الطَّعَامِ، وَحَذَّرَتْهُم جَمِيعًا مِنْ أَن يَبْتَعِدُوا عَنْ الزَّاوِيَةِ الَّتِي يَقْطِنُونَ بِهَا.
مَرَّ اليَومُ سَرِيَعًا، وَحِينَمَا قَرَّر الجَرْوُ العّودَةَ وَجَدَ نَفْسَهُ تَائِهًا عَنْ طَرْيِقِ إِخْوَتِهِ، فَأَخَذَ يَبْحَثُ هُنَا وَهُنَاكَ وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى، وَمَرَّتْ لَيْلَتُهُ وَهُو وَحِيْدٌ وَبَعِيدٌ عَنْ إِخْوَتِهِ وَأُمِّهِ.
أَمَّا يَومُهُ الثَّانِي فَقَدْ كَانَ أَصْعَبَ مِنْ يَومِهِ الأَوَلِ، إَذْ تَضَوَّرَ جُوعًا وَهُو يَسِيرُ مُنْكَسِرًا وَمُتْعَبًا بِجَانِبِ المَطَاعِمِ وَمَحَالِ الجِزَارَةِ، لَعَلَّهُ يَجِدَ مَا يُشْبِعُهُ أَو يُنْقِذُ رَوحَهُ مِنْ أَصَابِعِ المَوتِ.
ضَرَبَهُ أَحَدُ بَائِعِي الُّلحُومِ بِقَدَمِهِ ضَرْبَةً قَويَّةً دُونَ أَدْنَى شَفَقَةٍ أَو رَحْمَةٍ، ثُمَّ رَاحَ الأَطْفَالُ والصِّبْيَةُ يَلْهُونَ بِهِ وَيُوسِعُونَهُ ضَرْبًا، هَرُبَ مُسْرِعًا مِنْ هَذَا الجَحِيِمِ، وَجَلَسَ بِجَانِبِ الحَائِطِ فِي حَالَةٍ بَائِسَةٍ مِنْ الإِعْيَاءِ وَالتَّعَبِ الشَّدِيدِ. وَكَانَ فِي أَخِرِ الشَّارِعِ فَأْرٌ صَغِيرٌ يَقِفُ مَذْعُورًا أَمَامَ قِطٍ يَتَرَبَصُ بِهِ مُتَحَفِّزًا لِلهُجُومِ عَلَيهِ، وَقَدْ اِسْتَسْلَمَ الفَأْرُ لِلمَوتِ، وَلَكِنْ جَاءَ نُبَاحُ الجَرْوِ لِيُخَيِفَ القِطَّ وَيَجَعَلَهُ يَفرُّ مُبْتَعِدًا عَنْ الفَأْرِ. شَكَرَ الفَأْرُ الجَرْوَ عَلَى مَا فَعَلَ، وَحِينَمَا رَأَى حَالَةَ الإِعْيَاءِ الَّتِي فِيهَا الجَرْوُ، قَرَّرَ أَنْ يَرُدَّ لَهُ الجَمِيلَ، فَتَسَلَّلَ إِلَى أَحَدِ المَحَالِ وَأَحْضَرَ لِلجَرْوِ طَعَامًا كَي يَأْكُلَ.
أَنْهَى الجَرْوُ تَنَاوُلَ الطَّعَامِ الَّذِي أَتَى بِهِ الفَأْرُ، وَلَكِنَّ القِطَّ جَاءَ مَرَّةً أَخْرَى وَبِرِفْقَتِهِ قِطَّانِ آخَرَانِ، حَيْثُ هَاجَمُوا الجَرْوَ وَالفَأْرَ مَعًا، وَلَكِنْ بِطَبِيعَةِ الحَالِ هَرُبَ الفَأْرُ، وَكَانَ الهُجُومُ الشَّرِسُ مِنْ نَصِيبِ ذَلِكَ الجَرْوِ الضَّعِيفِ. اِنْتَشَرَتْ الجُرُوحُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ جَسَدِهِ، وَأَصْبَحَ عَلَى وَشكِ المَوتِ المُؤَكَّدِ. وَيَشَاءُ القَدَرُ أَنْ تَظْهَرَ القِطَّةُ الشُّجَاعَةُ أَمَامَ القِطَطِ الثَّلاثِ، وَقَدْ اِسْتَطَاعَتْ أَنْ تُنْقِذَ الجَرْوَ مِنْهُم. نَظَرَتْ القِطَّةُ إِلَى الجَرْوِ فِي شَفَقَةٍ وَعَطْفٍ، وَحِينَمَا تَفَقَّدَتْ جِرَاحَهُ وَلَعِقَتْهَا بِلِسَانِهَا تَأَكَّدَ لَهَا أَنَّهَا جِرَاحٌ عَمِيقَةٌ، عِنْدَهَا أَخَذَتْ القِطَّةُ تَجْرِي مَذْعُورَةً إِلَى هِنْدٍ لِتَأتِى بِهَا إِلَى مَكَانِ الجَرْوِ.
كَانَتْ هِنْدٌ تَتَخَيَّلُ هَذَا الحِوَارَ الدَّائِرَ بَيْنَ القِطَّةِ وَالجَرْوِ بِدَهْشَةٍ، حَتَّى اِسْتَفَاقَتْ عَلَى صَوتِ وَالِدَتِها تَقُولُ: لَقَدْ تَمَّ تَجْهِيزُ المَبْنَى يَا هِنْدُ، وَمِنْ المُمْكِنِ نَقْلُ تِلْكَ الحَيَوانَاتِ إِلَيهِ فِي الغَدِ.
وَقَفَتْ هِنْدٌ أَمَامَ الحُضُورِ فِي حَفْلِ اِفْتِتَاحِ دَارِ رِعِايَةِ الحَيَوانَاتِ الَّتِي بِلَا مَأْوَى، وَهِي سَعِيدَةٌ وَتَعْلُو وَجْهَهَا اِبْتِسَامَةٌ جَمِيلَةٌ، ثُمَّ أَحْضَرَتْ حَصَّالَتَهَا الصَّغِيرَةَ، وَأَخْرَجَتْ مِنْهَا مَا جَمَعَتْهُ مِنْ مَصْرُوفِهَا اليَومِيَّ وَقَدَّمَتْهُ كَمُسَاعَدَةٍ لِرِعَايَةِ هَذَهِ الحَيَوانَاتِ، عِنْدَهَا أَصَرَّ المَسْئُولُونَ عَلَى أَنْ تَقُصَّ هِنْدٌ شَرِيطَ اِفْتِتَاحِ دَارِ الرِّعَايَةِ، نَظَرًا لِحُبِّهَا الشَّدِيدِ لِلحَيَوانَاتِ وَعَطْفِهَا عَلَيهِم.
أَلْقَتْ هِنْدٌ كَلِمَةَ شُكْرٍ لِكُلِّ المُتَطَوِّعِينَ فِي عَمَلِيَّةِ إِنْقَاذِ هَذِهِ الحَيَوانَاتِ وَرِعَايَتِهَا. وَفِي جَانِبٍ مِنْ المَسْرَحِ كَانَ هُنَاكَ اِحْتِفَالٌ صَغِيرٌ بَيْنَ الجَرْوِ وَعَائِلَتِهِ الَّتِي عَثُرَ عَلَيهَا فِي مَأوَاه الجَدِيدِ الَّذِي يُعْتَبَرُ الآنَ مَلَاذًا لِلجَمِيعِ.
= انتهت =