السبت ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم محمد زكريا توفيق

هل لقاح كوفيد-19 آمن؟

أعرب العديد من الناس عن مخاوفهم بخصوص سرعة توافر لقاحات كوفيد-19، وقصر مدة الاختبارات السريرية اللازمة لها، إلى جانب إنتاج اللقاح في ظل ضغوط سياسية واقتصادية، أو ظروف انتخابية في الدول المنتجة للقاحات.

فهل تم التسرع؟ وهل أهملت بعض الخطوات في التجارب السريرية، أو أغفلت بعض مراجعات السلامة الحكومية؟ لقد سارت عملية إنتاج اللقاح وتجربته بأسرع من المعتاد لأسباب يمكن تفسيرها، ولكنها لا تزال تتبع الخطوات المعتادة للاختبار والمراجعة.

أهم أسباب السرعة هي أن الأدوات العلمية الحديثة أسرع من الأدوات القديمة، وكان هناك جهد عالمي لإزالة الحواجز في بحوث اللقاحات وإنتاجها وتوزيعها. بالإضافة لتطوع عدد كبير من الناس العاديين لإجراء التجارب السريرية على اللقاحات.

هناك أيضا ادعاءات ومخاوف من استخدام تقنية الـ mRNA في اللقاحات الجديدة. إذ ربما قد ينتج عن حقنها في الجسم، تفاعل المواد الوراثية في اللقاح مع الحمض النووي الخاص بالجسم (DNA). وقد يتسبب ذلك في تحول الفرد إلى وحش كاسر أو إنسان فرانكشتاين، أو تحول الرجل إلى امرأة أو العكس.

لقاح شركتي فايزر ومودرنا، يحتوي كل منهما على مادة جينية تسمى الحمض النووي الريبي mRNA. لا يحتاج الحمض النووي الريبي في اللقاحات إلى الدخول في نواة الخلية الحية، لكي يقوم بمهمته في توجيه الجهاز المناعي إلى كيفية التعرف على الفيروس التاجي والتخلص منه.

لكي يخترق الحمض النووي الريبي الخلية ويصبح جزءا منها، عليه أن يمر بظروف غير عادية وغير محتملة حتى يستطيع الالتحام بالحمض النووي (DNA) الخاص بالخلية. وبفرض حدوث ذلك، فالضرر ضئيل للغاية لا يدعو للقلق. الحمض الريبي يتم تدميره بعد أداء وظيفته.

هناك مزاعم تقول إن أعدادا كبيرة من الناس أصبحوا يعانون من أعراض جانبية خطيرة بعد تناولهم اللقاح، وأن مخاطر اللقاح لا يتم الإبلاغ عنها، أو أن المسؤولين يعرفون أن هناك مشاكل خطيرة، ولكنهم يحافظون على سريتها.

في التجارب السريرية، بالنسبة للقاحين اللذين تمت الموافقة عليهما، ظهرت آثار جانبية مؤقتة بعد دخولها الجسم مباشرة والبدء في توجيه الجهاز المناعي إلى كيفية محاربة الفيروس التاجي. هذه الآثار هي عبارة عن صداع وآلام في الذراع وآلام في الجسم، وقشعريرة، قد تستمر بضع ساعات أو بضعة أيام. يمكن التغلب عليها بمجرد تناول الأسبرين أو المسكنات.

عدد قليل من حالات الحساسية الشديدة وهي نادرة للغاية وتلقى الآن كثيرا من الاهتمام.

هناك مخاوف بعد ظهور طفرات جديدة للفيروس التاجي، من أن تكون اللقاحات الجديدة والتي تم تطويرها حتى الآن، غير فعالة في محاربة النسخة الجديدة. لكن حتى الآن، كما يقول صانعو اللقاحات، لا خوف من ذلك، ولايزال اللقاح فعالا بالنسبة للطفرة الجديدة بنفس الكفاءة.

يبدو أن هذا الفيروس سوف يستمر معنا مدة طويلة. لذلك أرجو أن يسارع كل منا بأخذ اللقاح متى توافر. مع الاستمرار في أخذ الاحتياطات الواجبة المعروفة مثل لبس الكمامات وغسل اليدين والابتعاد عن الأماكن المكتظة بالسكان، حتى بعد أخذ اللقاح.

لأنه غير معروف، بعد أخذ اللقاح، هل يمكن نقل العدوى إلى شخص آخر أم لا. وهو أمر لا يزال تحت الدراسة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى