هلاّ، الهمزة، هو، واو، وا، يا
- هَلاّ [1]
حرف تحضيض له صدر الكلام. لا عملَ لها، وتدخل على الفعل، نحو: [هلاّ سافرتَ وهلاّ تسافر]، أو على اسمٍ مقدَّم على فعله، نحو: (هلاّ زيداً ضربتَ وهلاّ زيداً ضربتَه) قال الرضي: [جاءت الاسمية بعدها، يريد الجملة الاسمية المؤلفة من مبتدأ وخبر، في ضرورة الشعر نحو قوله:
يقولون ليلى أرسلت بشفاعةٍ إليَّ، فهلاّ نفسُ ليلى شفيعُها
ولقد اطّرحنا ذلك اطّراحا، لأنّ الضرورة لا تبنى عليها قاعدة، فضلاً على أنّها في آخر المطاف شهادة على أنّ الشاعر عَجَز أن يعبّر عما في نفسه بلغة أمّته، فعبّر عن ذلك بلغة اخترعها من عند نفسه، ما أنزل الله بها من سلطان.]
الهمزة
للهمزة ثلاثة وجوه:
– الأول: أداة نداء، نحو قول امرئ القيس:
أفاطمُ مهلاً بعضَ هذا التدلّلِ وإن كنتِ قد أزمعتِ صَرمي فأجملِي
– الثاني: أن تكون للتسوية: وتقع بعد: (سواء، وما أبالي، وما أدري، وليت شعري، ونحو ذلك). وتؤَوَّل هي وما بعدها بمصدر نحو: ]سواءٌ عليهم أأنذرتهمْ أم لم تنذرهم لا يؤمنون[، أي: سواء عليهم إنذارُكَ وعدمُ إنذارك.
– الثالث: أداة استفهام: نحو: [أأنت خالدٌ؟]، [أيسافر زهيرٌ؟]. وفي استعمالها وجوه:
قد تُحذَف، في الإثبات وفي النفي. فمن الإثبات قول عمَر بن أبي ربيعة [2]:
فواللهِ ما أدري وإني لحاسِبٌ بسبعٍ رميتُ الجمرَ أم بثمانِ؟
أي: أبسبعٍ؟
ومن النفي قولُه تعالى: [ألم نشرح لك صدرك].
لها الصدارة أبداً، ومن ذلك تقدمُها على حروف العطف: (الواو والفاء وثُمّ). نحو: ]أوَلَم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض[ ]أفلم يسيروا فينظروا[ ]أَثُمَّ إذا ما وقع آمنتم به[.
– من أحوال الهمزة:
1- يُقلب حرف العلة (الواو والياء) همزةً، إذا تطرّف وسبقته ألف زائدة. كنحو: سماء ودُعاء وبنّاء وسقّاء. فإن الأصل: سَماو ودُعاو وبَنّاي وسقّاي [3].
2- يُقلب حرف العلة همزةً في اسم الفاعل، الذي تُعَلّ عين فعله، كنحو: قائل وبائع وجائز [4] فإنّ أفعالها قبل الإعلال: قول وبيع وجوز. ثم بعد إعلالها: قال وباع وجاز.
3- الألف والواو والياء، إن وقعت ثالثة زائدة ساكنة في اسم مفرد، قُلبت همزةً في جمعه على فَعَاْئِلْ، نحو: [رسالة - رسائل، عجوز - عجائز، صحيفة - صحائف].
4- إن اجتمعت همزتان، أولاهما متحركةً، والثانية ساكنة، قلبت الثانية حرف مدّ يجانس حركة الأولى، كنحو: آمَنَ - أُومِنُ - إِيمان - آدم - آخر، والأصل: أَأْمن - أُأْمن - إِإْمان - أَأْدم - أَأْخر.
5- إن كانت الهمزة حشواً في الكلمة، ساكنةً بعد حرف صحيح، نحو: [رأْس] أو متحركةً بالفتح، نحو: [ذئاب]، أو تطرّفت نحو [القارِئ، الوضوْء]، جاز أن تُقلَب فتجانس ما قبلها من حركة أو حرف، على حسب الحال. ودونك نماذج من الصنفين:
أوّلاً: قلبُ الهمزة حرفاً يُجانس حركةَ ما قبلها:
قَرَأ (متطرّفة) = قَرَاْ (قلبت الهمزة ألفاً لتجانِس فتحةَ الراء)
يَقْرَأ (متطرّفة) = يَقْرَاْ (قلبت الهمزة ألفاً لتجانِس فتحةَ الراء)
القارِئ (متطرّفة) = القارِيْ (قلبت الهمزة ياءً لتجانس كسرة الراء)
رأْس (حشو) = رَاْس (قلبت الهمزة ألفاً لتجانس فتحة الراء)
الملأ (متطرّفة) = الملاْ (قلبت الهمزة ألفاً لتجانس فتحة اللام)
سُؤْل (حشو) = سُوْل (قلبت الهمزة واواً لتجانس ضمة السين)
بِئر (حشو) = بِيْر (قلبت الهمزة ياءً لتجانس كسرة الباء)
ذِئاب (حشو) = ذِياب (قلبت الهمزة ياءً لتجا نس كسرة الذال)
جُؤار(3) (حشو) = جُوار (قلبت الهمزة واواً لتجانس ضمة الجيم)
ثانياً: قلبُ الهمزة حرفاً يُجانس حرفاً قبلها:
وضوء(متطرفة) = وضوو (قلبت الهمزة واواً لتجانس الواو) = وضوّ (بعد الإدغام)
هنيء (متطرفة) = هني ي (قلبت الهمزة ياءً لتجانس الياء) = هنيّ (بعد الإدغام)
سوء (متطرفة) = سوو (قلبت الهمزة واواً لتجانس الواو) = سوّ (بعد الإدغام)
شَيْء (متطرفة) = شي ي (قلبت الهمزة ياءً لتجانس الياء) = شيّ (بعد الإدغام)
همزة الوصل:
همزة الوصل: همزة زائدة في أول الكلمة، يؤتى بها: مفتوحةً أو مضمومةً أو مكسورة - على حسب الحال - لِيُتَخَلَّص من البدء بحرف ساكن. وأما في الحَدْر والدَّرْج فتنتفي الحاجة إليها فيُسقطها العربيُّ من لفظه. بيان ذلك أنه لا يقول في الأمر مثلاً: [قْرأْ]، بل يقول: [اِقْرأْ]. فإذا حدر قال: [اِقرأ، واقْرأ واقْرأ، ثم اكْتُبْ] (إذا كانت الهمزة مما يُلفظ في البدء والحدر جميعاً، سمّوها: [همزة قطع]، نحو: [أنا أُحِب أنْ أقرأ الأدب الأمويّ]. فكل همزة في هذه الكلمات الستّ همزة قطع).
الأحكام: مواضعها وحركاتها:
– في الأفعال:
كل فعل غير رباعي (ثلاثي - خماسي - سداسي)، فالهمزة الزائدة في أوّله وأوّل مصدره، هي همزة وصلٍ مكسورة. نحو: [اِشربْ، اِفتحْ، اِنطَلَقَ - اِنطَلِقْ - اِنطِلاق، اِستَخْرَجَ - اِستَخْرِجْ - اِستِخْراج].
ولا تُضَمّ إلا في الأمر الذي عينُ مضارعه مضمومةٌ نحو: [يدخُل - اُدْخُلْ، يكتُب - اُكْتُبْ]، والماضي الخماسي أو السداسي المبني للمجهول نحو: [اُنْطُلِقَ - اُسْتُخْرِج].
– في الأسماء:
وهي سبعة: [اثنان واثنتان - وابن - وابنة - وامرؤ وامرأة - واسم]. وهمزاتها مكسورة أبداً.
– في الحروف:
وذلك في حرف واحد هو: [ألـ]. والهمزة فيه مفتوحة أبداً.
فائدة:
يُدخِل العربي همزة الاستفهام على [ألـ]، فينشأ من التقائهما مَدَّة: [آ]. ففي نحو: [ أ + الكتاب خيرُ صديق؟ ]، يقال: [آلكتاب خيرُ صديق؟]. ومنه قوله تعالى: ]آللهُ أَذِنَ لكم أم على اللهِ تفترون[
هُوَ
ضمير، وله فروع:
الأول: ضمير رفعٍ منفصل، للغائب نحو: [هو مسافرٌ].
الثاني: ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب، يفصل بين المبتدأ والخبر، أو ما أصله المبتدأ والخبر نحو: [خالدٌ هو المسافرُ، كان خالدٌ هو المسافرَ].
الثالث: ضمير الشأن، ولا يكون إلاّ مبتدأً خبرُه الجملة بعده، نحو: ]قلْ هو اللهُ أحد].
الواو
على وجوه أشهرها:
– العاطفة: ومعناها مطلق الجمع، فتعطف الشيء على مصاحِبِه، وسابقِه ولاحقِه، من غير دلالة على الترتيب أو عكسه أو المصاحبة. ففي نحو: [سافر زهيرٌ وسعيدٌ] يُحتمَل أن يكون كلٌّ منهما سافر قبل صاحبه، كما يُحتَمل أن يكونا سافرا معاً.
وتمتاز الواو من سائر أحرف العطف - عدا ما تقدّم - بأحكام، أشهرها:
– اقترانها بـ [إمّا] نحو: ]إمّا شاكراً وإمّا كفوراً[.
– اقترانها بـ [لا] إن سُبقت بنفي، نحو: [ما سافر زهيرٌ ولا سعيدٌ].
– اقترانها بـ [لكنْ] نحو: ]ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ مِن رجالكم ولكنْ رسولَ الله[.
– عطفُ الصفات المفرَّقة، مع اجتماع منعوتها، نحو: [سلّمت على رجُلَين نحيفٍ وسمين].
عطفُ ما لا يُستغنى عنه، نحو: [تَقاتَل زيدٌ وعمرو].
– الاستئنافية: نحو: ]لنبيِّنَ لكم ونُقِرُّ في الأرحام ما نشاء]
– الاعتراضية: وتقع بين مُتَطالِبَيْن: (كالمبتدأ والخبر - الفعل وفاعله - الفعل ومفعوله - الموصوف وصفته) نحو:
إنّ الثمانين - وبُلِّغْتَها - قد أَحْوَجَتْ سَمْعي إلى تَرجُمانْ
– الحاليّة: وتدخل على الجملة الاسمية والفعلية نحو: [سافرت والمطر منهمر، وعدت وقد انقطع].
– واو المعية: وينتصب بعدها الفعل المضارع، لعطفه على اسمٍ صريح أو مؤوَّل.
فالصريح نحو:
ولُبسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني أحبُّ إليَّ مِن لُبسِ الشُّفوفِ
والمؤوَّل، شرطُه أن تُسبَق الواوُ بنفيٍ أو طلب:
– فالنفي نحو: ]أم حسبتم أنْ تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ اللّهُ الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين[
– والطلب نحو:
لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ
– واو المفعول معه: نحو: [سرت والجبلَ].
– واو القسَم: وهي حرفُ جرٍّ، نحو: ]والتينِ والزيتون] .
– واو ربَّ: ولا تدخل إلاّ على اسمٍ نكرة مجرور بـ [ربَّ] محذوفة نحو:
وليلٍ كموجِ البحر أَرْخَى سدولَهُ عليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي
– ضمير رفع، في نحو: [كانوا سافروا، وقد يعودون].
– علامة رفع، في الأسماء الخمسة، وجمع المذكّر السالم، نحو: [سافر أخوك ومعلّموه].
– زائدة، نحو أن تُسْألَ: [أسافرت؟] فتجيب: [لا وعافاك الله].
وَاْ
هي حرف مختصّ بالندبة (أي: التفجّع على الميت)، فلا يُندَب إلاّ بها. نحو: [وا خالداهْ] (الهاء: هاء السكت).
يا
حرف ينادى به القريب والبعيد، ويجوز حذفه، نحو: [زهيرُ أقْبِلْ].
مزاياها:
– قد يُنادى بها ما لا يُنادى، فتُعَدّ حرفَ تنبيه، نحو: [يا ليتني سافرت].
– لا ينادَى لفظُ الجلالة إلاّ بها، فيقال: [يا أللّهُ]. (بإثبات الهمزة)
– لا يَدخل على [أيّها وأيّتها] إلاّ هي، نحو: [يا أيها الطالب ويا أيتها الطالبة].
– لا يستغاث إلاّ بها كنحو: [يا لَلأقوياءِ لِلْضعفاءِ].
– لا يدخل على أساليب التعجب الثلاثة إلاّ هي، كنحو: [يا بَحرُ !! - يا لَلْبحرِ !! - يا بَحْرَاْ !!].