الخميس ٢٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧

هات سر أنوثتك

عفاف خلف
هاتِ سر أنوثتك
أعمّدك بمائي برعماً يتفتح تحت إزاري
شُّدي إليك صهيل الخيل
فإني آنس فيك جذوة
النخيل
وأرتحلُ، علّي آتيك
برماد رغباتٍ توهج
أعّدي لي ما استطعتِ
من شاهقٍ
آتيك من كل فجٍ عميق
ببعض ما تكّون من رحيق اللوز
لحظة الميلاد
شهقة اليراع
لحُسن البياض
جريمة البوح
اشتعال الرقاد
أنا الفردُ
الذي لا يُعاد
شوقي .. وحشي الخيول
وانبعاثي
قيام الرماد...
وكانت الليلة الأولى، المرة الأولى التي يتصفح فيها المجنون بارق الثغر،
يسبر غور المياه، كلما ابترد منه عضو
 
تداعى له سائر الجسد، وكانت الشفتان نار..
***
وأتته النسوة " العارفات "
 
يرشقن وجهه بما تعّطر من ماء الورد
 
يقرأن ما تيّسر
 
من سور الوجد
 
وكان أن أبصرَ ضؤوها
 
يمّم وجهه .. شطرها
 
تغشّاه الضوء
 
خر راكعاً ... ساجداً... عابداً..
 
ولما يستفيق بعد..
***
في سابغ الحلم يصعد
 
يتلو قصيدته ويصعد..
 
يبحث عنها في قفار الأرض
 
تحت غبار اللؤلؤ المنثور
 
مسك الياسمين
 
دثار الورد
 
مسّته الذكريات..
 
اعتصار الأمنيات
 
في القلب غرغرة
 
تَشَّهد:
 
رحيقٌ مختومٌ
 
هو الحب
 
حين يولد..
**
 
ينسكب فيها
 
تنسكب فيه
 
والمراق نهر ذكريات
 
يجري لمستقر له / لها
 
والورد طقسٌ ومعبد
 
تضوع الرند
 
والعود أحمد
**
في الغيبِ
 
عرّش أيكه
 
أسرى بها ليلاً
 
عرجتْ من طيب جراحه
**
ويهتف المجنون:
 
لا تأخذوا ليلاي مني
 
أنا قصب الناي " المذبوح"
 
إذا ما قصفتني الريح
 
بُعثتُ من ألمي
 
أغني
 
**
 
وكانت ليلاه تحت وطأة الحمى وتهذي:
عن رعشةٍ ما سأكتب، عن سفر الخليقةِ وبدء التكوين،
عن عينين تتسعان دهشةً، عن قلبٍ آثم،
عن جرحٍ توضأ بالرماد، ولم ينهض لصلاةٍ أبداً،
عن حروقٍ في الروح التهبت، شعّت، وكان
الإشعاع هو.
إسرافٌ في العشق..
وإسرافٌ في استحضار الشهوات..
ما عادت ذاكرتي تتسع، أو تتفتق رغبةً بامتلاء، وامتلائي
ملآة أدفن فيها ثقل الرأس، غيبوبة الجسد، وبعضا من ملذات، شاركتني فيها
أو
شاركتكَ إياي
**
أعوذ ببارئي
من شر الجسد
من شر نفسٍ تسوس وتتعبد
من جمرٍ تعّرق وتفصّد
من قلبٍ تؤلبه الآيات
يؤمنُ، ويلحدُ، ويرتد
أعوذ بالرحمة، بالحب
باسمك، بكل الأسماء
التي سميتها نفسك
بالدخول في المكنون، والخروج على الملأ
بذاتك العلى
من بطنِ حوتٍ لا ينفذ منه التسبيح
بكل الأسماء أصيح
ربي
ذرني عشقاً
 
أتوقّد
**
وكانت ليلةٌ أخرى،
 
حين أصابته ذات الحُمى
 
تعّرق شوقاً وحنيناً
 
وأضاءَ الحب
 
أحدٌ شاهد يسوعاً
 
يذوي مع دمع الأيقونات!!
 
تقدمة الحب كان
 
ومن اللهب أعاد
 
حكاية التكوين
 
ناراً ونور
 
نوراً ونار
 
وكانت الوسائد التي دّس فيها أصابعه
 
تهذي:
 
ربي
 
متاعٌ إلى حين
 
وطواه الليل
 
أنين
**
ربي
 
أهلكتُ
 
قلباً
 
فيه
 
ربي
 
زدنيه
 
**
كيف أنسى
 
بين السطور
 
" نقطــته "
 
إنزع عن شفتيك
 
أوراق التوت
 
لأسقط
 
بعضي مما تيسّر
 
لك من شعرٍ
 
حياة

قالت ليلاه:

تعال

" أُريكَ بأي آيات الحب أكذّب: وجهكَ حين يمطرني، غيثكَ حين يخصّبني، فمك حين يسقيني، وأرتعش من بللٍ أصاب الروح لأؤمن من جديد، ثمةُ إيمانٌ يختصرنا، نتماهي فيه وجداً صوفياً وانجذاب، ثمة احتراقٍ نعيشه ولا نراه، خدرٍ يورق في الشرايين كطرق الحنين، حين تمتنع الأقفال، كن نبيي لأكون لك خير أمة "

وكان

لها

حياة

**
اعشوشب الشوق بين الضلوع

نما

خريفاً

وألف عام

بأي " الرطب "

أمسح " الصدر "

أقتلع

من حناياه

شوك

الشوق

**
وبعض مما قاله المجنون

كان حرائق

يتلو على رأسها

زبداً

فيزداد بالروح

اتساع

كلما هبّت رياحٌ

أتاها

من عمق الليل

صباح

وكانت له

وكان لها

ويقول العارفون:

جُن بها حباً

وتقول هي:.

صه

في البوح

اقتراف

عفاف خلف

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى