الريحُ و الأضواءُ و الكلماتُ
تعبر فوق راحتنا
و تنتظرُ الشررْ
تأتي البلادُ – بلادُنا – مغموسةً
في حبرِ حرقتها
فنغمرها كلاماً أو صور
و نسوقُ نحو جبينها المرضوضِ بالآلامِ
عشباً أو ضماداً من حجرْ
و نعيدُ من موتٍ بلاداً
طاردتْ موتا لأعماقِ الحفرْ
و الآن ماذا ؟
قد تركتُ مدائني ( و الوردُ مبتسم ٌ بها )
و جثوتُ في ظلِ الحجر
و رأيتُ أن الخوف يعبرُ
في شرايين القصيدةِ
كي يعلقَ في مرافئها الخطرْ
هذي بلادٌ تستعيدُ وجودها
من أحرفِ الحزنِ المضيئةِ في المطرْ
و تعدُ موسيقى الغيابِ
لمن تخلفَ أو حضرْ
و تهيلُ في الطرقاتِ
أقمارا بلا حصرٍ
و تطردُ من تشردها الغجرْ
أني أنقبُ وسط أكوامِ الكلامِ
عن الحقيقةِ
لا أرى إلا الضجرْ
و جيوش حدادين قد صنعوا
من الكلماتِ سلَّمَهُم
إلى قاعِ الحفرْ
هل ها هنا
لا تصلحُ الكلماتُ إلا للمراثي
أو شواهدَ فوق مقبرةٍ
تقدّسُ من عبر
و تعلمُ الأطفالَ أن يحثوا خريفاً
فوق أوراقِ الشجر
و كأن شعبي لا تعانقهُ الحياةُ
و يستجيبُ له القدرْ