الاثنين ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

نقشٌ في وجهِ الزَّمان

يوسف عرفة أحمد صقر

سعيتُ..
في طرقِ التَّاريخِ
مجتهِدَا
علِّي أوافقُ
سيرَ الرُّسلِ
والشُّهَدا
يا مصرُ
يا أولَ الدَّنيا
وآخرَها
كلِّي
لبعضكِ يا أمَّ البلادِ
فِدَا
خلعتُ نعليَّ
حتَّى غُمَّستْ قدمي مع التُّرابِ
فحَلَّ الطِّينُ بي جسدَا
ولستُ أدري..
أَوَجهي صارَ يشبِهُهَا لما اتَّحدنا؟
أمِ اشَّابهتُ فاتَّحدا؟
منقوشةٌ أنت في وجهِ الزَّمانِ هُدى
يا مصرُ
لم يتجلَّ اللهُ فيكِ سُدى
الطُّورُ
كان عظيمًا
شامخًا
وتدَا
الطُّورُ
لمَّا تجلَّى ربُّه سجدَا
وراحَ موسى لهُ
قال: اعطِنِي قبسًا
فعادَ يحملُ في الوجدانِ ما اتَّقَدا
واليمُّ أمٌّ لتابوتِ الَّذي مُهِدَا
يحنو عليه
ويرعاهُ كما وُعِدَا
فِراسَة البحرِ وحيٌ من رسالتِها
كأَنَّما فتَّشَ النياتِ فانتقدَا
فصارَ معبرَ أهلِ اللهِ
أوصلَهُم وعادَ يطحنُ في فكَّيه من فَسَدَا
والنَّهرُ يجري من الفردوسِ
مندفعًا حتَّى ربُاها
فطُوبى للَّذِي وَردَا
والأولياءُ
عناقيدُ المحبَّةِ
من بذرٍ غرستِ
ولمَّا أينعَ احتُصِدَا
ميراثُكِ الغضُّ
لم ينعَم به أحدٌ
ما زاغَ طرفُ وليٍّ عنكِ
أو شردَا
لو أقسمُوا لأبرَّ اللهُ
لو لمَسُوا شمسًا بطرفِ يدٍ
لاسَّاقطتْ بَردَا
وقبُّةُ الأزهرِ العُليا...
أهِلَّتُها في الكونِ ما فَتِئَتْ ذخرًا لمن قَصَدَا
تبقى النُّبوَّةُ
ما تبقينَ شامخةً
توزعينَ على أبنائكِ الرَّشَدَا
أهِلَّةُ الكونِ ما تنفكُّ آفلةً
إلا هلالُكِ يا علياءُ
ما خَمدَا
وَكلُّ فوجٍ
وضوءُ الصُّبحِ منبعثٌ
من كلِّ فجٍّ
على أعتابِهِ احتشَدَا
لسانُ هارونَ
في أقصى بلاغتِهِ
يُنغِّصُ العجلَ
في عينِ الّذي عبَدَا
يمينُها قلمٌ
والسَّيفُ أيسرُهَا
كفَّانِ...
كانا لأعداءِ الهُدى رصَدَا
ما السيفُ إن لم يكُن وقفًا على يدِهَا
وجندُهَا خيرُ جندٍ
في الورى وُجِدَا
يا كم حفظتِ ضعافًا
ما رأيتِ لهُم
_إلا رجالَك بعد الله_ مُلتَحَدَا
فما خذلتِ نداءَ العُربِ
إذ هَرعُوا في النَّازلاتِ ولا استثقلتِ من وَفَدَا
والقدسُ تشهدُ والأغلالُ في يدِهَا
ما فكَّ غيرُكِ قيدَ القدسِ
ما انعقَدَا
حِطِّينُ صاحت
وكلُّ الأرضِ في خَرَسٍ
فعادَ من عينِ جالوتَ العظيمِ صدَى
وقالَ أكتوبرُ _الباقي له أثرٌ_:
هيهاتَ أن تدرِكُوا مجدًا لها أبَدَا!
القولُ قولِكِ
والأزمانُ مصغيةٌ
يا مصرُ
صوتكِ طولَ الدَّهرِ ما نَفِدا
إن قلتُ مصرَ
تباهتْ كلُّ قافيةٍ
تنداحُ تسردُ أسرابَ النَّدى
بندَى
والأبجديةُ فًرشاتِي لأرسُمَهَا
لكنَّ هيهاتَ لي
أن أدركَ الأَمَدَا
فإنَّ شكلَ صليلِ الحربِ ليسَ معي
وليسَ من سمِعَ الرَّاوي
كَمَن شَهِدَا
ما انفكَّ شعريَ
مرهونًا بسامِعِهِ
لكِنْ إليكِ إذا قدَّمتُهُ
خَلَدَا...

يوسف عرفة أحمد صقر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى