الثلاثاء ٢٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم
من وحي غيابِكِ
(1)أيها الليلُفي هدأتِكَ تسبحُ أشواقُناكأنها موجٌ هادرٌتتطايرُ أوراقُنا مُبعثرةًونكبتُ انفعالَنا بلحظةٍ نذوبُ فيهاكأنَّ كلَّ العمر تقلصَوصارَ طينتنا الحجريةَما سألتني عنها أيها الليلُكنتَ ترانا معا بين همسٍوتوحُّدٍالآن أتفردُ بعشق ساعاتِكَوأحلمُ بصوتِ تنهدهاوتماوج لواعجِهافنفتقدُ انشقاقَ القمرِوانثيال عسجدِ الضوءِوتقطر العسلِ في روحناقطرةً قطرةًأيها الليلُتشهدُ أني أحُبُّهاوتُقاسمُ كونكَ أننا عاشقانكان حفلُنا يُبهجكَوصوتُ أرواحنا ترتجُّ لهكائناتُكَ السابحةُ في موجكَالساحرِالوجوهُ التي نعرفها كنا نرشقهانجوماً في سمائكَوجهُ العشقِ ، الولهِ ، والغيابفانظر في اتساعِ المدىوسقوطه حروفاً من ضبابٍوصريرُ القلم المجنونِيصنعُ دوائرَ من حفرياتِ العمرِكنا معا نبكيثم نختبيءُ في عباءتكَالمطرزةِ بالقصبِفنذوبُ أكثر إن لامستنا الطيورُوبجعاتُ البحرِ الخائفةُوارتعاشاتُ الماءِ اللزجِهي ذات اللحظاتِلكنَّ حبيبتي أين؟أيها الليلُ الحزينُقد يُفرقُ الدهرُ عينيكَ التوأمينِلكنه أبدا لا يفرقُ بين عاشقين(2)فوق أسنة الريح موجتيوالماء يراوغ سفينتيفأجلس محاطا بالتوتروأطوح رأسي في فراغالمعنىوالقصيدة التي تصارع ذرات دمائيوقد حملت من روحي رؤىوأسئلةولحظات مرت كطيف جميلتتأرجح روحي فلا أغفوولا أستطيع الانتباهفقط أستسلم لموجتي العارمةوسفينتي العائمةوبحري الثائر كالطود الهائجيتحرك فيمحو الرؤيةويتركني أصارع دواماتفأبقى بين الغرقوبين الأملهكذا تغترب أيها الشاعروهكذا يطويك غيابهالكنك لازلت تنظر إلى عينيهاكتميمة للنجاةويكشف صوتها داخلك علاماتلمرساك المنتظرتناجيها بصوت مذبوح أن تأتيكوترسم بين الموج شفتيهافتقبلهاترتعش كل الدنيا في لحظةوترحل في لحظة أخرىندوب الخوف من دمائكإلى قلبكوتراها في غيمة فوقكأو خيمة منصوبة على شاطيء من دخانيتسرب داخلك المزيجالموجالغربةبحرك الثائرعيناها الباكيتانشفتاها الممزوجتان بالعسلقمرها وغيمتها وخيمتهاتتلاشى كل الأوهامويتبدد دخان الشاطيء البعيدفإذا يداها في يديكوقدماها قدماكتناولك عكازك القديموتنطلقا معاحينها يلف رأسك الدواروتغيبولا تعرف هل حلم هو؟أم لحظة عبور للروح