الأحد ١٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم شيماء ياسر

من وحى رحيل الفارس النبيل مجدى مهنا

قد تمر علينا لحظات في هذه الحياة تختلط علينا فيها المفاهيم ، و قد نشعر بها تمر علينا طويلة ثقيلة في سرداب طويل مظلم .
آراء و أقوال ، وجوه تطل عينا كل ساعة بحال ، تتغير الملامح بين غمضة عين و انتباهتها، تتبدل و تتلون .

قد نصحو يوما ننظر فيه إلى أنفسنا في المرآة فلا نعرفها و قد نشكو ساعتها عيبا حادثا في الجسد الزجاجي فنبرأ ساحة أنفسنا .
نبحث داخل ذاك الصندوق القابع فينا ، نفتش عنه و فيه عن حقيقة غائبة أو تائهة .

وسط كل ذاك الضباب و التشتت ، تأتى لحظة صدق ، لا يهم من أين تأتى ، المهم أنها تأتى دوما ، تميز الخبيث من الطيب ، تترك في النفس راحة وضياء يبدد ظلمة الحيرة .

أمام الموت نعرف حق اليقين ، تتشبث بتلابيب قلوبنا حقيقة الأشياء التي قد نتهرب منها أو تتهرب منا في زحام الأضواء .
أمام الموت ، نعرف الخطأ من الصواب ، نعرف الابقى و الأصلح . لا يختلف اثنان على طلب الرحمة و المغفرة ، معترفين بلسان الحال و المقال – حتى و إن لم يطلبوهم لأنفسهم جهارا إلا انه طلب ضمني مستور و مخبوء تحت ستار الكلمات – بذنوبهم هم .

يبقى في زحام الأضواء ، ضوء مميز ، صادق و مشع ، لا يهتز و لا يزيف .
قد يأتي من هول ما حولك كطوق نجاة ، و قد تجده في نفسك تحت ركام الأشياء التي يزدحم بها قلبك و عقلك ، أو مدفون تحت تراب ارضي علق بروحك التي هي من روح ربك .

تكون أنت الفاعل و المفعول به في آن واحد إذا سمحت لهذا النور الداخلي أن يشع على من حولك حتى و إن كان ذلك عند رحيلك و موتك .

توفي الصحفي المصري مجدي مهنا يوم الجمعة الثامن من شباط - فبراير 2008 عن عمر يناهز 51 عاما بعد مرض عضال


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى