مقطع
تركني أنظرُ جريَ الآرامِ في غفلةٍ منّي، ورحلْ. رجوْتُهُ أن يذهبَ عنّي ويأخذَ نفسه ليرحل.. رجوْتُهُ أن يتركَ لي صوتهُ ويرحلْ. رفضَ وأعطاني صندوقَةً، قال: خُذيها.. خُذي هُمومي، همومَ المُثْقَلِ بدموعِ المحزون.. خُذيني لآخِرِ مرّةٍ ودعيني أرحلْ.
ورحل..
وأتت البومةُ ببقيّة دموع على ريشها اللّيليّ، تذرفها حالة امتداد الشّعور المخلوط بذاك الألمِ الدّفينِ والآخَرِ المتولّد من حدقةِ قلبها البضّ الصّغير .
.. وقَفت على كتِفِ الحِكمةِ أثينا/ منيرفا.
.. ويباغتني وجع الدّهشة، وأبقى أنا امرأة الزّمن مع صمت السّؤال ويقظة الجواب.. ويظلّ الرّاحلُ بانجذابه لحقول جسدها اللآّبس لعريها اللّيلكيّ، واقفًا في ضباب خطّ الوسط !
* * *
..
كما لو أنّها في غرفَةِ أنتِجونا: خشَبٌ عتيقٌ يَنْطُرُ بالوَفاءِ لِحَبَقِهِ..
تتوشَّحُ المرأةُ بِفيروزَ، تختفي فيهِ العينانِ/ البريق.
.. وكأنّكَ حينَ يراها قَلْبُكَ، يَكْتَريكَ الصّمْتُ!
كلُّ المكانِ الزّائلِ يرشَحُ بماءٍ مُلَوَّنٍ واسع..
وهيَ تَصِلُ بِعِطْرِيَّةِ حَدْسِها.. تتّصِلُ بالرّائحَةِ/ بِجَحيمٍ يضيقُ بالضِّيقِ/ برائِحَتِكَ..
.. تَشُمُّكَ..
يسقُطُ الوِشاحُ مِنْ بينِ يدَيْكَ.
وينفَتِحُ الجسدُ بِتَشَرُّبٍ أعمق.