السبت ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠

مسلسل الأحزاب الكردية

ألند إسماعيل

انطوت صفحة أخرى من صفحات مسلسل الأحزاب الكردية دون تجديد يذكر في أدوارها البطولية وخطواتها المستقبلية والحيرة في إيثار شخصية تمثل دور الأشوس فيها كتلك الحروف التي لا تجد لها مكانا في دفاترنا اليومية وبقيت معاني كلماتها فاترة كحياتنا الروتينية اليومية التي لا نميز فيها الحياة من الموت،.

فودعنا عام 2009 متأسفين على الشأن المأساوي للأحزاب الكردية كأجساد هامدة لا تسكنها الروح ويمكن أن يتطاير رمادها في لحظة من لحظات هبوب الأعاصير، فظل الشعب الكردي المسكين المتأمل من هؤلاء الأشاوس تحقيق شيئا بسيطاً من حلمه في رفع عصا الاضطهاد عن أكتافه الذي أصبح أعمى من جراءه وهل سيصبحون أطباءً لمداواة أحداق أطفال الكرد الذين لا يملكون ابسط حقوق الطفولة.

فحلمهم النادر هورؤية توحيد الصف الكردي وحرق كافة الأوراق القديمة التي كانت الخلافات عنوانها الرئيسية وإلغاء نظرية الانشقاقات التي ننام ونستيقظ على أنغام هذه السيمفونية الموحدة لكافة الأحزاب ومغروسة في عقولنا منذ أول بكاء في الحياة، وكلماتها مدونة بأنامل الشخوص الأولى في الأحزاب (الأشاوس) وتم تلحينها بحبكة من قبل هؤلاء المسيئين للمجتمع الكردي الذين لا يفكرون بمصلحة الشعب الكردي ودائما يهيجون الفتن لتتشكل الكتل السرطانية ليكون من الصعب القضاء عليها لتحقيق غاياتهم الشخصية دون النظر في تدهور بنية الحزب وتعطيل آليته أوخيانة الأمانة التي يحملونها على أكتافهم.

فهناك انشقاقات فكرية ناجمة عن اختلاف الرأي على المبادئ الأساسية وتطوير برنامجه وتنشيط الروح داخل فروع الحزب ومحاربة الأفكار الفاسدة التي تعود على الحزب والقضية الكردية بالعمل التخريبي الذي يعطل آليته وبقائه في دوامات الحتف، فلابد أن يكون هناك أفكار متنوعة داخل الحزب لمناقشة الأمور والقضايا المصيرية بكل شفافية وديمقراطية ورحابة صدر من قبل الأشاوس بعيداً عن الانحياز واستبداد رأيه على الآخرين بغض النظر صح كان أم خطأ، ولكن أغلبية الأحزاب لا يوجد هذا القبيل من التسامح وطرح رأي أكثر من رأي الشخص الأول أوالوقوف في وجه السياسات الخاطئة التي يمارسونها، فقط أرضاء عاطفته والتصفيق له طويلاً حتى تحمر راحة أيديهم ويهتفون بصوت واحد دمت لنا أيها الأشوس ودمت للقضية الكردية رمزاً مزخرفاً بدماء الشهداء، يا للتخلف الذي نعيشه وكأننا في عصور الجاهلية خاليا من المعرفة وتطور الثقافة فأنهم لا يعلمون بان التعصب الشديد والتخلف يؤخر الأمم طبعاً فنحن مازلنا في قاع بحر اللامبالاة لا نسمع جرس عجلات الزمن وهويسير قدما نحوالأفق فقط يراودنا صوت السلاسل الحديدية والرعب من المجهول،
وكذلك نلاحظ في الشارع الكردي وخاصة عند الشباب في مطلع العمر لا يعرفون أسماء الأحزاب على كثرتهم فيتم الاستدلال عليها بأسماء سكرتيراتها بسبب احتكار الأشاوس لها وعدم زعزعتهم من مناصبهم منذ بداية توليهم وحتى آخر برهة من حياتهم، هل من المعقول عدم وجود شخصية أخرى قادرة على قيادة القافلة مع العلم بان هناك طاقات تفوقهم بكثير ويتوافر في أفكاره قوانين مستقبلية يكون بوسعه إزالة الغشاء الأسود المزيف والقضاء على التخلف ونشر الوعي وتشجيع النقد والنقد الذاتي وحرية الرأي واحترام الحقوق، ولكن للأسف يتم استئصاله قبل البوح بكلمة أواقتراح شيئاً يئول على الحزب بالمنفعة من قبل هؤلاء الذين لا يتعدى ثقافتهم 0.1% فمن المعيب مثل هؤلاء الأشخاص الذين يمثلون أكثر من ثلاثة ملايين كردي وليس لديهم الاستطاعة على تدوين أفكارهم أوأرائهم الثقافية على صفحات من الورق، ومن المؤسف عندما نرى شخصا أمياً لا يعرف الكتابة والقراءة مسئولاً لأناس مثقفين يحملون شهادات عليا، فأين قانون الرجل المناسب في المكان المناسب.

فإنما قادرين على كسب منافعهم الشخصية على حساب هذا الشعب المرمل الذي أصبح لقمة العيش له حلماً للحصول عليها وقد تشرد لإيجاد عملٍ يكون منقذاً لأسرته من شبح الموت الذي يزوره في كل يوم، فاتخذوا من جسده الناحل معبراً ومن دماء الشهداء النقية مصدراً لتمرير مصالحهم في الحصول على شهادات التقدير.

وشاهدنا في اليوم الأخير من العام 2009 خطوة فريدة من نوعها وهي إعلان المجلس السياسي لأغلبية الأحزاب ماعدا القطبين (الوحدة والديمقراطي التقدمي) فهولا يزج في الروح الحماس والتفاؤل كغيرها من المشاريع الكردية الفاشلة، فان الديمقراطي التقدمي واليكيتي كانا خصمين لدودين لبعضهما منذ سنيين يحاربون بعضهم بحبر الأقلام، فباعتقادي عدم مشاركة الديمقراطي التقدمي من جراء الخلاف مع الآخر وتصميم اليكيتي على تأسيس المجلس السياسي من اجل بقاء الآخر وحيداً يعني المجلس السياسي ليس لمعالجة الوضع المزري للحركة إنما نداً للآخر (بعض الأحزاب وليس الكل) فإن عمر المجلس قصيراً مثل التي سبقتها والتي سيسبقها.

نحوعاماً مزدهراً يخيم السلام وتحقيق الأماني لدى الشعب الكردي بحل الأحزاب الكردية وإعادة تأسيسها على قواعد متطورة متينة ونهج ديمقراطي بتكاتف الجهود في بناء المرجعية الكردية وتوحيد الخطاب السياسي وفتح المجال أمام القدرات لتطوير المناهج الحزبية لأن الفكر لا يتطور إلا إذا اقتاد حائزه إلى العمل الناجع ولا يصل إلى مبتغاه إلا إذا انبعث من الواقع.

ألند إسماعيل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى