الأربعاء ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم محمد صخي العتابي

مسرحية «لغة الصمت»

نبيل يجلس وحيدًا في غرفة مظلمة، مستلقيًا على كرسي ومنغمسًا في أفكاره ويتحدث إلى نفسه بصوت منخفض.

نبيل: (يتحدث بصوت منخفض) لماذا أشعر بالوحدة حتى عندما أكون وسط الناس؟ هل هذا هو مصيري؟ أن أعيش حياتي بين الناس وأنا في الحقيقة أشعر بالوحدة والصمت؟

(يتوقف نبيل عن الحديث ويظل صامتًا لبضع ثوانٍ، ثم يعود للحديث)

نبيل: لماذا يخاف الناس من الصمت؟ أليس الصمت قوة وليس ضعفًا؟ هل الكلام الكثير هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن الذات؟

(يتوقف نبيل مرة أخرى ويصمت لبضع ثوانٍ، ثم يرفع رأسه ويتحدث إلى الجمهور)

نبيل: يا لها من روعة أن تجد شخصًا يفهم الصمت الخاص بك، شخصًا يفهم أن الصمت ليس ضعفًا، بل هو قوة. ولكن، هل هناك أحد في هذا العالم يفهم ذلك؟

(يتوقف نبيل عن الحديث وينظر إلى الأرض لبضع ثوانٍ، ثم يستمر في الحديث)

نبيل: قد يكون الصمت مزعجًا للبعض، لكن هذا لا يعني أنه لا يستحق الاحترام. الصمت هو لغة.... لغة يتحدثها الأقوياء والمتمرسون في فنون الحياة،إذا كنت تريد أن تفهم الصمت الخاص بي، فلن تجد أحدًا يستطيع ذلك. ولكن إذا كنت تريد أن تتعلم كيفية الحديث بلغة الصمت، فسأكون معلمك.

(يتوقف نبيل عن الحديث ويصمت لبضع ثوانٍ)

(يقوم نبيل بالنهوض من مكانه ويبدأ في التجول في الغرفة بخطوات ثابتة، ويبدأ في التحدث مجددًا)
نبيل: الصمت هو لغة لا يفهمها الكثيرون، ولكنها لغة يجب علينا أن نتعلمها، فالصمت يمكن أن يعبر عن الكثير من المشاعر والأفكار التي لا يمكن التعبير عنها بالكلمات. إنها لغة المشاعر الصادقة والانطباعات العميقة، لذا يجب أن نحترمها ونتعلم كيفية التحدث بها.

(يتوقف نبيل مجددًا ويصمت لبضع ثوانٍ، ثم ينظر إلى الجمهور)

نبيل: إذا كنت تريد أن تتعلم كيفية التحدث بلغة الصمت، فعليك أن تبدأ بالاستماع بدلاً من الحديث، فالاستماع يمكن أن يفتح لك أبوابًا جديدة من المعرفة والفهم. ولا تنسى أن تستمع إلى صمت نفسك، فقد يكون هو الطريق الذي يقودك إلى الإجابات التي تبحث عنها.

(يقوم نبيل بالمضي في تجوله في الغرفة وهو يتحدث)

نبيل: يمكن للصمت أن يكون الجواب الأفضل على السؤال الذي يطرحه الكلام، فلنتعلم كيفية استخدام هذه اللغة بحكمة وبصدق، وسنجد فيها السلام والراحة التي نبحث عنها في الكلام الكثير. فلنعيش الصمت بكل ما له من جمال وقوة.

نبيل: أنا أعرف أن هناك من يعتقدون أن الحديث المتواصل هو الطريقة الوحيدة للتواصل، ولكن الصمت يمكنه أيضًا أن يكون تواصلاً فعالاً. ففي بعض الأحيان، يمكن للصمت أن يعبر عن الكثير من الأفكار والمشاعر التي يصعب التعبير عنها بالكلام.

(يتوقف نبيل للحظات، ثم ينظر حوله ويستأنف حديثه)

نبيل: إذا كان الصمت هو لغتي، فلماذا يجب عليّ أن أغيرها لترضي الآخرين؟ لماذا يجب أن أجعل نفسي متحدثًا ماهرًا عندما يمكن للصمت أن يكون أفضل من الكلام في بعض الأحيان؟

(يتوقف نبيل لبضع ثوانٍ، ثم يستدرك)

نبيل: ولكن، هذا لا يعني أن الحديث لا يهم. الحديث هو أيضًا أداة قوية للتواصل، ويمكن للكلمات أن تخلق عالمًا جديدًا لنا. ولكن الصمت هو بمثابة نافذة تفتح لنا على أعماق الذات، وتسمح لنا بفهم أنفسنا بشكل أفضل.

(يتوقف نبيل عن الحديث ويتأمل الجمهور لبضع لحظات، ثم يقوم بتحديد مكان الضوء المسلط عليه ويبدأ في الحديث بصوت أكثر حماسة)

نبيل: إذا كنت تريد أن تفهم الصمت، فعليك أن تفهم الشعور بالوحدة والانعزالية، فالصمت هو ما يجعلنا نشعر بالانفصال، ولكنه في الوقت نفسه يجعلنا نتواصل بعمق مع ذواتنا. عندما نصمت، نحن نتيح لأفكارنا ومشاعرنا الداخلية أن تتحدث بدلاً من أن نقوم بتعبئة الفراغ بالكلام العابر. فالصمت يساعدنا على الاستماع بدقة لأنفسنا وللآخرين، ويمكن أن يكون طريقة فعالة للتواصل مع الآخرين دون الحاجة إلى الكلام.

(يتوقف نبيل لحظة ليمنح الجمهور وقتًا للتفكير فيما قاله، ثم يعود للحديث)

نبيل : لذلك، إذا كنت تشعر بالوحدة والصمت، فلا تشعر باليأس، بل ابحث عن القوة والأمل في ذلك الصمت. فالصمت يمكن أن يكون رفيقًا جيدًا إذا عرفت كيفية استخدامه بحكمة وفعالية. وعندما تجد الصمت الخاص بك، فستجد أيضًا الأشخاص الذين يفهمونه ويحترمونه، وبالتالي ستجد الانتماء والتواصل الحقيقي مع الآخرين.
(يتوقف نبيل وينظر إلى الجمهور بابتسامة طفولية)

نبيل: إنهم يرون الصمت على أنه ضعف، ولكن ليس كل شيء في هذه الحياة يمكن تعبير عنه بالكلام. في بعض الأحيان، الصمت هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عما في الداخل. ولكن، من يفهم ذلك؟

(يتوقف نبيل وينظر إلى الجمهور، ثم يتحدث مجددًا)

نبيل: أعتقد أن الصمت له قوة كبيرة. فالصمت يمكن أن يمنحنا الوقت للتفكير، للتأمل، للاسترخاء والاستماع. يمكن أن يعطينا الصمت الفرصة للاستماع للآخرين بدون تقطع الكلام، لفهم ما يقولون بدون التركيز على الردود. الصمت يمكن أن يمنحنا القوة لمواجهة التحديات الصعبة، ويمكن أن يساعدنا على الشفاء من الألم والتأثير السلبي.

(يتوقف نبيل ويتأمل لبضع لحظات، ثم يستأنف الحديث)

نبيل: لكن الصمت يحتاج إلى القوة والشجاعة للتعبير عنه. يحتاج الصمت إلى القوة للتحدث بدون كلمات، والشجاعة لمواجهة الناس الذين لا يفهمونه. لكن عندما نفهم الصمت، فإننا نفهم أنفسنا بشكل أفضل، ونفهم الآخرين بشكل أفضل أيضًا.

(يتوقف نبيل وينظر إلى الجمهور)

نبيل: إذا كنت تبحث عن الصمت، فتأكد من أنه ليس ضعفًا، بل هو قوة. وإذا كنت تبحث عن شخص يفهم الصمت الخاص بك، فتأكد من أن هناك شخصًا مثلي يفهمه

نبيل: الحياة قصيرة ومليئة بالضجيج والضغوطات. قد يكون الصمت هو الطريقة الوحيدة للاسترخاء والاستمتاع باللحظة. لا يوجد شيء خاطئ في البقاء في صمت مريح، بل يوجد الكثير من الجمال في ذلك.

(يستريح نبيل لبضع ثوانٍ، ثم ينظر إلى الجمهور ويبتسم)

نبيل : لا تخف من الصمت، بل اعتنقه واستمتع به. فقد يكون الصمت هو ما تحتاجه للوصول إلى نفسك واكتشاف من أنت في الحقيقة

(يتوقف نبيل لبضع ثوانٍ ويختتم نبيل حديثه بهذه الكلمات):

نبيل: لا يوجد شيء أكثر قوة من الصمت المتكلم، فالصمت هو الكلام الذي يصل إلى القلب، ويعبر عن المشاعر والأفكار التي لا يمكن وصفها بالكلام. فلنستمع إلى الصمت، ولنعلم كيف نتحدث به، وستجد أن الصمت هو أقوى لغة يمكن أن نستخدمها للتواصل مع العالم من حولنا.

(يستريح نبيل لبضع ثوانٍ، ثم ينظر إلى الجمهور ويبتسم)

نبيل: لا تخف من الصمت، بل اعتنقه واستمتع به. فقد يكون الصمت هو ما تحتاجه للوصول إلى نفسك واكتشاف من أنت في الحقيقة.

(يستمر نبيل في الحديث عن فوائد الصمت وكيفية استخدامه كأداة للتواصل مع الآخرين، مؤكدا):

أنه بالإمكان التعبير عن الكثير من الأفكار والمشاعر بدون الحاجة إلى الكلام.

وفي النهاية، يختتم نبيل حديثه بهذه الكلمات:

نبيل: لا يوجد شيء أكثر قوة من الصمت المتكلم، فالصمت هو الكلام الذي يصل إلى القلب، ويعبر عن المشاعر والأفكار التي لا يمكن وصفها بالكلام. فلنستمع إلى الصمت، ولنعلم كيف نتحدث به، وستجد أن الصمت هو أقوى لغة يمكن أن نستخدمها للتواصل مع العالم من حولنا.

يتوقف نبيل عن الحديث وينهض من مقعده ويسير نحو الستارة، معلنًا نهاية العرض.

نبيل: شكرًا لاستماعكم.

(تقوم فرقة العمل بالتقدم إلى المسرح ويشكلون دائرة حول نبيل المتحدث ويبدأون بالتصفيق له بحرارة)
المخرج: (يتقدم إلى خشبة المسرح) شكرًا لكم جميعًا على حضوركم هذه المسرحية الرائعة. هذا العمل الفني يتحدث عن قوة الصمت ويدعونا للاستماع إلى لغة الصمت التي يجب أن نتقنها بحكمة وصدق. شكرًا للممثل الرائع الذي قدم هذا العمل الفني بكل احترافية وتألق.

(نبيل المتحدث يبتسم ويقوم بالتحية للجمهور، ثم يتجه إلى الخلفية ويختفي في الظلام)

المخرج: (يعود إلى الجمهور) شكرًا لكم مرة أخرى على حضوركم، ونأمل أن تكون هذه المسرحية قد تركت لديكم إلهامًا وتأملًا في الصمت وقوته. تحياتي لكم جميعًا.

(يأتي أحد الأشخاص من الجمهور إلى المخرج)

الشخص: (متحمس) شكرًا لكم، كانت هذه المسرحية رائعة. لقد أعجبني كثيرًا ما حدث على المسرح.

المخرج: (مهتم) شكرًا لك، نحن سعداء جدًا بأن المسرحية نالت إعجابك.

الشخص: (مفكرًا) لقد شعرت بالدهشة من أن الصمت يمكن أن يتحدث أيضًا.

المخرج: (يبتسم) بالتأكيد، فالصمت لغة مهمة للغاية وقوية في التواصل.

الشخص: (مندهشًا) لقد أدركت أن الصمت أحيانًا يكون أكثر معانًا من الكلام.

المخرج: (يضحك) بالتأكيد، فالصمت يمكن أن يعبر عن المزيد من المشاعر والأفكار من الكلام في بعض الأحيان.
(يقوم الشخص بالتودد للمخرج ويشكره مرة أخرى قبل أن يغادر المكان)

(ينطفئ الضوء وتنتهي المسرحية)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى