ما تيسَّرَ مِنْ سورةِ النيل

خُذْ صورةَ الماءِ والبَسْ جُبَّةَ النيلِ
حيثُ "الحرافيشُ" تَزهو بالأراجيلِ
لا تجرحِ الجَمْرَ بالتَحريِكِ كُنْ فَطِناً
يَجزي رؤوسَ الحَكايا بالأكاليلِ
لا ترشفِ الشايَ إلّا بعْدَ وشْوَشةٍ
مِنْ الأحاديثِ عَنْ فَوضى الأساطيلِ
دَعْ عنكَ خوفَكَ "نابليونُ" مَرَّ هُنا
وصارَ عِلْكَاً بأفْواهِ الأماثيلِ
هذي المَدينةُ بَعْدَ الألفِ "قاهرةٌ"
عَنها الغُزاةُ أُزيلوا كالثآليلِ
عَبّيء مِنَ الألَقِ المَحْكيِّ ذاكرةً
وَوَزِعِ الـ "سوفَ يُحْكى" بالزَّنابيلِ
مَتاعِبُ الناسِ فيها سنْخُ مَعرِفَةٍ
تَمحو وتشْطِبُ أضغاثَ المَجاهيلِ
فاسْحَبْ لصدرِكَ مِنْ تاريخِها نَفَسَاً
يُحاوِلُ الصَفْحَ عَنْ بؤسِ التآويلِ
واحمِلْ جنونكَ مَعْنىً يُسْتَدَلُّ بِهِ
بَحثاً عَنِ العقل في "درْبِ المَهابيلِ"
هُنا "الغَلابَةُ" ساروا في ملامِحِهِمْ
ما عوَّذَ الصُبْحَ مِنْ شَرِّ الأقاويلِ
لبائعِ الفولِ في سوقِ القماشِ يدٌ
بـ "كيفَ" تَمشي الصَبايا في الخَلاخيلِ
هُنا الضجيجُ موسيقى والزُّحامُ هَوى الـ
مُستَغْرِقينَ بتَفصيلِ التَفاصيلِ
هُنا تُكَحِّلُ "عينَ الشَمْسِ" أُغنيةٌ
وتغسلُ "المَرْجَ" ألحانُ المَواويلِ
عَنْ "جوهرِ القائدِ" المَنْسي في لُغَةٍ
مِنَ الكناياتِ تَحكي "بِرْكَةُ الفيلِ"
لِكُلِّ شيءٍ هُنا أصلٌ، وأنتَ ترى
جَذْرَ الحَضارةِ في ريشِ "الزَغاليلِ"
تَرى النوافذَ والأبوابَ حافلةً
بالعاشقينَ برُغْمِ" القالِ" و"القِيل"
مآذنُ الغَيْبِ كَمْ رَقَّ الهَديلُ بها
فكانَ يرفِلُ تَهليلٌ بتَهديلِ!
زخارفُ "الأزْهَرِ" الجِصِّيَّةُ انعجَنَتْ
مَعَ الضياءِ المُوَشّى في القَناديلِ
لكي يذوبَ بعشْقِ اللهِ مَنْ وزَنوا
قَداسةَ اللهِ عَدْلاً في المثاقيلِ
لا يَنبغي الخَوْضُ في التَعليلِ ذاكرَةُ الـ
غَمْضِ اللذيذِ سَتفنى في التَعاليلِ
هُنا "المِدَقُّ" زُقاقُ لا تَمُرُّ بهِ
إلا الدلالاتِ مَشياً للمَداليلِ
"خانُ الخليليِّ" ما طافَ الهواءُ بِهِ
إلا لينفخَ روحاً في التَماثيلِ
هذي المدينةُ يَنسى في مفاتِنِها
ساعي البريدِ عناوينَ المَراسيلِ!
"لعبدِ باسِطِها" أصغتْ كرابعةٍ
تموتُ جِدّاً وتَحيا بالتَراتيلِ
"وأمُّ كلثومَ" بالـ "يا ليل" تأخُذُها
مِنَ الوجومِ إلى فِقْهِ المَناديلِ
"محروسةُ" اللهِ لَمْ تُتْقنْ بضائقةٍ
غيرَ التَرَفُّعِ عَنْ ذلِّ المَكاييلِ