الثلاثاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠١٠

لماذا تكتب القصة القصيرة جدا؟

عبدالله المتقي وكوثر النحلي

القصة القصيرة جدا ظاهرة أدبية طارئة، آخِذٌة في الانتشار والذيوع ، إذ استطاعت بقصر بحجمها أن تحفر لها مكاناً مائزا ومتميزا في المشهد الثقافي ورقيا وإلكترونيا ، بالإضافة إلى تنامي عدد الإصدارات والمقاربات النقدية.

ومساهمة منا في رعاية واحتضان هذا المولود الجديد، توجهنا بالسؤال التالي لمجموعة من المهووسين والملسوعين بكتابتها في الوطن العربي:
 لماذا تكتب القصة القصيرة جدا؟

فكانت إجاباتهم كما يلي:

عزالدين التازي / المغرب

أكتب القصة القصيرة جدا، في محاولة للقبض على لحظات منفلة، شديدة التعقيد والكثافة والشاعرية.

أكتب القصة القصيرة جدا، في محاولة لاختبار طاقات هذا الجُنَيْسِ السردي من حيث التقاط اللحظة الدالة على ما هو أكبر من حجمها كقصة قصيرة جدا.

أكتب القصة القصيرة جدا، لكي أكتشف ذاتي وذوات الآخرين في شَفِيفٍ لغوي وتعبيري حكائي ولعب سردي له مساحته الصغيرة على الورق، ومساحته الكبيرة على معنى الذات الفردية والجماعية.

أكتب القصة القصيرة جدا، لكي أقتنص ذلك الهارب منا باستمرار، والذي يًشَكِّلُ عبورنا في أوقات منذورة للزوال والتحول.

أكتب القصة القصيرة جدا، للبرهنة لنفسي على أنني أستمر في رصد تحولات الواقع.
أكتب القصة القصيرة جدا، لترسيخ قيمتها الجمالية، وخصوصيتها في الكتابة.
أكتب القصة القصيرة جدا،لكي أبتهج بكتابتها، ولكي أجعل قارءها يستشعر بقرون استشعاره أبعادها الجمالية والدلالية.

أكتب القصة القصيرة جدا، لربط علاقات حميمة مع كتابها وقرائها.

أكتب القصة القصيرة جدا، لأن وقت كتابتها لا يستغرق سوى لحظات، ولكنها لحظات شديدة الوهج، كثيفة الرؤى، ممتدة في المتذكر والمنسي والمحلوم به.

أكتب القصة القصيرة جدا، لمراودة هذا القبض على مستحيل الكتابة.
أكتب القصة القصيرة جدا، لأنني أكتب القصة القصيرة جدا

صبيحة شبر/ العراق

كثر الاهتمام بهذا الجنس الأدبي الجميل، الذي يتصف بالتكثيف والإيجاز وعدم وجود الزوائد، فكل كلمة تؤدي وظيفتها في النص، ولا يمكن الاستغناء عنها، دون التفريط بجمالية القصة وفنيتها.

في موقع الكاتب العراقي عملوا ورشة لكتابة هذا النوع من القصص وكانوا ينشرون قصص قصيرة جدا، لكبار القاصين العالميين، الأمريكيين والأوربيين، وفي المواقع والمجلات العربية، نشرت الدراسات عن هذا الجنس الأدبي، وقصص قصيرة ج تتباين في الإجادة والمهارة الفنية ،أعجبت كثيرا ببعض ما تمّ نشره للمبدعين العرب، كان الصديق الروائي (محمد فاهي) يتهيأ لإصدار مجموعة قصص قصيرة جدا إلكترونيا في موقع إنانا المميز.

سألني ان كنت قد كتبت في هذا الجنس، والحقيقة لم أكن كتبت بعد، وكنت أؤجل رغبتي في الكتابة إلى وقت آخر، ولقد أجبت عن استفسار الصديق ( فاهي) إنني كتبت بعض النصوص ولم أنشرها، هذه الإجابة دفعتني أن اكتب نصوصا في القصة القصيرة جدا، والحقيقة ان نوع الحدث والفكرة التي يريد الكاتب ان يعبّر عنها هو ما يحدد طريقة الكتابة، أن وجد الكاتب انه ينبغي له الإيجاز بسبب وضوح الفكرة وعدم حاجتها الى كثرة التفاصيل، أو ان الموضوع لا يجب التطرق إليه صراحة،لأنه مسكوت عنه اجتماعيا او سياسيا، فيعمد الكاتب الى الترميز والحذف والايحاء.

والقص جميل سواء كان قصة او قصة قصيرة جدا او رواية، يعبر عن آراء الكاتب ومشاعره وعن حياة شعبه وتطلعات أمته

السعدية باحدة / المغرب

سؤال استوقفني كثيرا، وعاد بي إلى سؤال الكتابة. لماذا أكتب أصلا ؟

ولماذا القصة القصيرة جدا بالذات؟

إذا انطلقت من نبش عميق في دواخلي ،وجدت أن الكتابة عندي ، داء ودواء في نفس الآن..داء لأنها قبل التشكل، تصيبني بمحض إرادتي بالجنون..أخلق عالمي الخاص أتقوقع داخله،حيث تلازمني سياط تشبه سياط ضمير مذنب يبحث عن التخلص من آثامه،أكتئب،أرفض ما هو كائن لأحلم بما يجب أن يكون..لكن ما إن يغلي المرجل بداخلي،وينضج محتواه، حتى تأتي مرحلة تفريغ الشحنة ،إما غيظا وألما ،وإما فرحا وأملا، فتكون كزفرة عميقة تنفس عن الذات كربها،أو كقطرة ماء المزن الزلال التي تنعش الروح وتبعثها بألق جديد، فأحس بالخلاص بعد التأزم ،وبالراحة بعد التوتر. من هنا كانت القصة القصيرة جدا هي الأقرب إلى قلبي،ربما لأني أحس أنها ثوأمي،فيها الكثير ملامحي الفكرية والنفسية.

ربما لأنها تترجمني بأقل العبارات التي تفيض دلالة ومعنى،أو أنها تمتص غضبي ورفضي ودهشتي وتلفها في سخرية ورمزية تثير دهشة الآخر فتحفز تفاعله معها،ربما لأنها هي نفسها شرك جميل لاصطياد مفارقات الحياة وتفاصيل المعيش، باختزال واقتصاد وإيحاء وتكثيف، أو ربما عندما تتأملها بتمعن، تجدني هناك، وتجد نفسك ، وتجد الكون بتفاصيله الدقيقة...

لا أزعم أنني أستدعي القصة القصيرة جدا ،وأراودها عن نفسها، لتستجيب لي ،وإنما هي من تفرض ذاتها وغوايتها علي..

مريم الحسن/السعودية

أكتب القصة القصيرة جداً لأنها قريبة إلى نفسي، ولأنها تحاكي الواقع وهي نبذة بسيطة في عدد الكلمات لكنها تحوي معاني كبيرة جداً .. هذا الفن الجميل الذي يمثل لوحة من حروف ومعاني أدبية، تتشكل في كلمات بلاغية عميقة تجذب القارئ وتشحذ تفكيره وتجعله يعيش معانيها في لحظات من الشرود والتفكير والتحليل ..
الكلمات التي تنطبع على أوراقي البيضاء، ترسم لوحة عن حالة ترسبت في ذهني من موقف ما سبب تسمماً في جسمي فجعله يضج بالألم والحسرة، عندها تتكون بضع كلمات كل حرف منها يصرخ ألماً .. فتتسامى كعرق يتبخر من مسام جلدي فأتخلص من السموم العالقة من خلال التعرق أثناء رياضتي الذهنية التي أقوم بها كل يوم في صومعتي بأدواتي وأثقالي .. أفتح أدراجي أبحث فيها عن أوراقي فأرتبها على مكتبي وأتناول قلمي وأعصر ذهني فتنزل أو قطرة وهي العنوان فتسترسل بقية الكلمات كشلال يتدفق فأصف حالتي في بضع كلمات .. وأشعر حينها بارتياح لأني بثثت شكواي على أوراقي فتمتصها.

التعبير عما في النفس يبعث على الارتياح، عندما أواجه مشكلة ما في المنزل أو المجتمع أو يثير شجوني موقف ما أو يثير ضحكي وسخريتي وأريد أن أعبر عنه بكلمات قليلة بلسان حال الشكوى، أو لإظهار حكمة منه

عبد الجبار خمران / المغرب

حياتنا اليومية مشبعة بالملل والرتابة و يسحق حيويتها ثقل ضرورات العيش.. وكلامنا عادة ما يطوّقه الإطناب والتكرار.. و كتابة القصة القصيرة جدا تهبنا حيزا للتكسير والتعبير وارتكاب الإضمار والتكثيف والحذف والاختزال، وكذا إبراز مفارقات الواقع وزيفه بما قل وأدهش..

و من هباتها أيضا تذكرة سفر مع قوافل التجلي والتلغيز والعجائبي.. العالم ملىء بالثقوب والتناقضات والمفارقات الصارخة.. والقصيرة جدا تساهم بشكل ممتع وفعال وواخز بحروفها ومكرها في ملأ بعض من هذه الثوب..

و من نافل القول أن واقع الحال يدفع في اتجاه ابتكار الأشكال الإبداعية الأكثر تعبيرا عما نعيشه.. وبالتالي لا نملك إلا أن ننخرط في مدونه القصة القصيرة جدا كشكل تعبيري يعكس روح العصر الذي ننتمي إليه.. فإلى جانب الأجناس الراسخة في موروثنا الأدبي الإنساني تبرز القصيرة جدا كجنس وليد يختزل ذلك “الطول” الذي اعترض عليه أيضا إدغار ألان بو لأنه يحرم القصة القوة الهائلة التي تنجم عن كليتها.. وكأنه ينبهنا إلى أن مَن أطنب واقترف الحشو فقد أثقل كاهل السرد، ومن يثقل كاهل السرد فلا قصة له..

زهرة رميج/ المغرب

لم أختر يوما، أن أكتب القصة القصيرة عن سبق إصرار وترصد. فالقصة القصيرة جدا هي التي سعت إلي بنفسها وتسللت عبر القصة القصيرة والرواية. إذ منذ البداية، وجدتني أزاوج بين هذه الأشكال السردية. ذلك أن الفكرة هي التي تفرض شكلها وقالبها. هناك أفكار تأتي في شكل وميض البرق، تخترق أعماق الأشياء بسرعة وقوة، وأخرى في شكل زخات المطر، قد تطول قليلا أو كثيرا، لتصل نهايتها. ولعل كتابة القصة القصيرة جدا بالنسبة لي، تعويض عن كتابة الشعر الذي أخلصت له زمنا، و خنته بعدما انسقت لغواية السرد... لعلها تعكس حنيني لحبي الأول الذي لا زلت لحد الآن، أعتبر ما يولده من دهشة ومتعة روحية لا يضاهى أبدا

حسن برطال/ من المغرب

لما بدأتُ كشاعر (هائم ) في كل واد ..(أقول ما لا أفعل ) .. قال لي والدي رحمه الله (إذا تَلَفت شد الأرض) ..و ليسهل علي القبض على هذه الأرض علي أن أكون قريبا منها .. و لأكون قريبا منهاعلي أن أكون (قصيرا جدا) .. و لما زرتُ قبره لأول مرة شعرتُ بألم في الظهر و قت الإنحناءةو هذه واحدة من سلبيات طول القامة .. ومن هذا المرقد سرق الأنف عبق الريحان لأن ضيق المساحة يرفع من التركيز الذي تفتقد إليه الأطراف المترامية..و كما أقول دائما ، فأنا لاعب (الكولف) على مسالك الأدب و بما أنه لكل ضربة عصاها الخاصة ..

العصا الطويلة للحفرة البعيدة .. و القصيرة جدا للقريبة جدا ..ا خترتُ (القصيرة جدا ) لأن كل الحفر

(قريبة مني جدا) .. وبما أنني أعشق كذلك الصراحة .. الوضوح و الأوراق المكشوفة اخترتُ

(ما قل و دل) لأن الثرثارين هم أشد الناس حرصا على الأسرار فهم يتكلمون كثيرا و لا يقولون شيئا ..

فاطمة بن محمود / تونس

في المجمل أنا أكتب لتحدي الفناء و لمواجهة الموت.

أي ان الكتابة هي أثر يدلّ على أني مررت يوما بهذه الحياة و أحببت الوردة عندما تتفتح و الفراشة عندما تطير و الطائر عندما يفرد جناحيه للريح و المطر عندما تهطل.. و أنني أكره الظلم و أمقت الجهل ..

أما لماذا اخترت القصة القصيرة جدا بالذات فلأنها في حجم الفراشة و لأن الحياة لا تحتمل الثرثرة .. أجدها أكثر تعبيرا عن طبيعة اللحظة التي نعيشها انها صدى للواقع السريع و المربك و تستجيب لعمق الانسان و ثرائه ..

بشير زندال / اليمن

ربما هي احتياجات العصر. فالمتلقي في هذا العصر مرتبك مستعجل يصيبه الملل من كل إسهاب. فنرى هذا المتلقي قد ثار على الأغاني الطويلة و أصبحت الأغاني قصيرة جدا و ثار على القصائد الطويلة فأصبح يفضل قصائد الهايكو. و أصبح يفضل ما هو سريع و ما هو خلاصة للعمل الإبداعي. و كأن لسان حال المتلقي يقول باللهجة المصرية (جيب م الآخر, أعطيني الزبدة!). لهذا وجدت القصة القصيرة جدا لنفسها مكاناً و فرضها المتلقي على الكاتب. كما أني قد أحببت كتابتها لأن التكثيف يلخص الكثير مما أريد قوله.

عمران عزالدين أحمد/سوريا

لماذا تكتبني القصة القصيرة جداً.؟

أكتب القصة القصيرة جداً، انطلاقاً من سيرورة الحياة التي تتغير باستمرار، أكتبها لمواكبة المستجدات والمتغيرات الكونية التي تتطلب عداءً ماهراً في سباق المسافات الأدبية القصيرة، التي تتطلب بدورها نَفَسَاً سردياً مكثفاً وقصيراً، أكتبها لأن الكون برمته بات قرية صغيرة شاء من شاء وأبى من أبى، ثمَّ.. أكتبها ليقيني الذي لا لبس فيه، بأنَّ المكتبة الأدبية، أو العمارة الإبداعية الشاهقة، ممثلةً بـ " الرواية ـ القصة القصيرة ـ الشعر ـ المسرح." تعاني من خللٍ مرحلي، جينيٍ ربّما، خلل قاتل ومؤرق، فكري وثقافي على حدٍّ سواء، انعكس على نحوٍ ما في ظهور كتل شحمية، تفاقمت ـ وما تزال ـ يوماً بعد آخر، على شكل زوائد وترهلات، وورود اصطناعية باهتة، في بيوت بلاستيكية، عملت على تخثر الدماء والهواء في تلك الفنون والأجناس الأدبية.
وعلى ما يبدو، استفحل ذلك الداء، في تسطيحٍ أو غيابٍ تامٍّ للإبداع، حتى بات الداء ذاته عضالاً، أشبه بالسرطان، عانت منه تلك الأجناس الأدبية مجتمعةً، خاصةً تلك المنحازة للطول، بما تستتبعه، بٍنسبٍ فنية متفاوتة، من استعراضٍ مملٍ، ناهيك عن زركشةٍ لغويةٍ فاقعةٍ، وحشوٍ لا طائل من ورائه. كان لذلك الداء أثره الأعظم في انصراف قارئ أُمّة اقرأ عن القراءة، فضلاً عن نفوره / خوفه من مسمى تلك الأجناس الأدبية. ثمَّ بعد صرخةٍ / ثورةٍ.. جاءت القصة القصيرة جداً كجسر تاريخي للهدنة، والمودة تالياً، بين القارئ والكاتب، لتقوّم ـ بما أوتي لها ـ أسنان الفنون الأدبية التي نخرها السوس، ولتنفض عنها الغبار الأزليّ، بعد أن طالها الصدأ والكلس لردحٍ طويلٍ من الزمن. هكذا احتلّت القصة القصيرة جداً العرش، كملكة متوجة لمملكة الساحة الأدبية، لتعلن ولادة جنس أدبيٍّ جديدٍ، مازجٍ لجميع الأجناس الأدبية في جنس أدبيٍّ واحد ولامألوف في السمو والفرادة، متمردٍ حيناً، ومشاكسٍ على نحوٍ آخر، لكن دافئ أيضاً في مروره الماتع والعاطر، لإعادة الاعتبار للذائقة الإبداعية المُغتصبة، التي تخثرت دماؤها في وقتٍ عصيٍّ من الأوقات.

أنا أكتب القصة القصيرة جداً لأنها تصدّت لِما تغافلت عن فعله بعض الفنون السابقة لها، فلا موانع ولا تابوهات في أجندتها، ولا معايير مقدسة لديها، الكلّ سواء وسواسية عندها كأسنان المشط في المعادلة الإبداعية، فهي تفقأ عيني دكتاتور أو مستبد أو طاغية في سطور معدودات، على شكل ضربة قاضية، من مسدس مَاكِنٍ. لكنها تنضوي من منبع السرد إلى مصبه تحت منظومة المثل السامية" الخير والحب والحق والجَمال"، وتنطلق منها كذلك في أُسّها الحسي والإجرائي والإدراكي والقولي والفعلي، أنا أكتب القصة القصيرة جداً، لأنها مثلي، ترفض الإقصاء والتهميش، فلها موقف بنّاء، حياتي / يومي / لحظي من كلّ شيء، أو حتى اللاشيء.! إنها الكاشفة والحارسة والثائرة والمناضلة والهادرة والفاضحة، لكلّ فعلٍ شائنٍ تمَّ في الخفاء، دون أن تتمكن ـ في أبسط الأحوال ـ من أن تُصوّت بالرفض عليه، دون أن تكون عضواً في لجنة التصويت أيضاً، لتعدل فيه ما أمكنها إلى ذلك من سبيل، ولتقوم تالياً بتشذيبه من غوريته وإرعابيته.

هذه هي القصة القصيرة جداً، قصة مأمولة للحكمة والمعرفة، واثقة من نفسها، مسكونة بالتغيير والتفسير، طبيعية كالماء الزُلال حتى النخاع. وعلى مركب السرد، من منفى سحيق، ولج عميق، أكتبها وتكتبني، في رحلة استغوارية ممتعة، لاستكناه الدرر واللآلئ والأسرار.!

نواف خلف السنجاري /العراق

أقول:

اكتب القصة القصيرة جداً تلبية لنداء صوت داخلي خفي، يحفزني على فعل الكتابة، مثلما يفعل الراعي حين يخرج نايه ويعزف وحيداً في المروج الخضراء، وكما الرسام عندما يشعر برغبة عارمة لمسك الفرشاة لرسم لوحة جميلة، أو النحات لمّا يقبض على أزميله ويحاول استنطاق الصخر ليجعل منه تحفة فنية.

اكتب القصة القصيرة جداً لأنني استطيع التعبير بواسطتها عما يختلج في نفسي، وأعكس ردة فعلي لما يمكن أن أتخيله، أو ما يحدث أمامي، أو ما أريد قوله للناس بلا رتوش أو زوائد أو تفاصيل صغيرة، فأقدر بواسطة ق ق ج أن أقول كل شيء دفعة واحدة.

الراحة التي أحسّها بعد الانتهاء من كتابة قصة قصيرة جداً تشبه راحة العامل عندما يلقي عن كاهله حملاً ثقيلاً، هي الرصاصة التي تخرج من الجرح، والصديد الذي يتخلص منه الجسد، فنحس بعدها براحة كاملة وصفاء تام.

تحضرني هنا عبارة لا ادري من قائلها : (الشعور بالصداقة هو كالتخمة بلحم الخروف أما الشعور بالحب فهو كالانتعاش بالشمبانيا) وأنا اعتقد إن الشعور الأخير - الانتعاش بجرعة شمبانيا - هو الأقرب للقصة القصيرة جداً من بقية ضروب الكتابة والأدب.

مصطفى لغتيري/المغرب

ما إن اطلعت على نماذج جميلة و راقية من القصص القصيرة جدا، حتى سقطت ضحية لأسرها، فلم أستطع- أبدا- مقاومته ،لقد حركت في أعماقي رغبة عميقة في التعبير عن أشياء عدة لم تسعفني القصة القصيرة في التعبير عنها، فطبيعة تفكيري الذي يميل إلى التحليل المنطقي وجد ضالته فيها، غير أني أجلت الكتابة فيها حتى يحين الوقت المناسب، و بالفعل ما إن نضجت الفكرة في القلب و الذهن، حتى وجدت نفسي مقبلا عليها بلهفة و عشق، فكتبت نصوصا ورطتني أكثر في حب هذه القصيرة جدا، لقد أغوتني بقصرها و ذكائها و قدرتها الفائقة على التقاط الفكرة اللامعة و الأحاسيس الطازجة، التي لا تقوى الأجناس الأخرى على التعاطي معها، أحببت تركيزها و تشذيرها للعالم و الذات، و قدرتها على التقاط المفارقات الجميلة،التي تحبل بها الحياة و النفس البشرية. إنها تمنح كاتبها الفرصة لاقتناص اللمحات الذهنية و الوجودية و النفسية الجميلة و المعبرة. فتنني - بالخصوص- تقاطعها مع فنون القول الأخرى كالمثل و النكتة و الشعر و الحكاية ... و أثارني فيها حضور البديهة، الذي يحتم على الكاتب وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب، و استبدت بي قفلتها، التي تكسر أفق انتظار القارئ،والتي قد ترغمه على إعادة قراءة القصة مرارا و تكرارا، و ربما دفعته إلى كتابة نص آخر ..تعجبني فيها برقيتها، التي لا تتطلب من القارئ سوى لحظات لقراءتها، لكن تأثيرها يستمر لزمن طويل، لأنها سهلة الحفظ،و سرعان ما تعلق بالذاكرة، فتستحضرها أنى شاءت..كما أثارني قلقها و تشكيكها في اليقينيات و دعوتها للقارئ لإعادة بنائها، من خلال اهتمامها بالحذف و الصمت الموحي، والفرغات المعبرة، إنها لا تقول كل شيء، تلمح أكثر مما تصرح، لكنها مع ذلك تتوجه مباشرة نحو هدفها دون حشو أو زيادة..

لكل ذلك و لغيره أكتب القصة القصيرة جدا، و أقرأ نصوصها، التي تجود بها قرائح مبدعينا بمتعة و عشق كبيرين جدا جدا..
بالتوفيق

هيثم بهنام بردى/العراق

الإنسان، والمبدع خصوصاً يتوق دوماً نحو التجديد، فمنذ ال (الديكاميرون) لبوكاتشيو، اجتهد القاص لبلوغ ما وراء الأفق حيث تمور وتتوثب أجنة الجديد المتجدد، ومنذ خمسة قرون والقصة القصيرة تتنكب الركب الأول من الإبداع السردي، وكان من المفترض أن تتماهى معها توأمها القصة القصيرة جداً، ولكن ثمة أسباب خفية أخرت الولادة لتطل على العالم في مستهل القرن الفائت، وحال ولادتها تنبه إليها المبدعون التواقون إلى الجديد لجمالها الباذخ الذي يبدو سهل المنال، ولكنها ولأصالتها ولمسالك روحها العصية الشاهقة في شعف الإبداع الثر تمنعت عن المغامرين الذين لا يتسلحون بأسانيد تجعل رحلتهم سالكة نحوها، أما الذين عجنتهم التجربة والمطاولة والصبر والموهبة المصقولة بالمعرفة فإنها فتحت لهم بواباتها ليتجلوا في أفنيتها وأفنائها وأفنانها، يمّتعون أبصارهم وبصائرهم بالساحر من المناظر ويفغمون أفواههم بالجني والطري واللذيذ من الثمر، واطمح أن أكون ضمن من عبر البوابة.

ركاطة حميد / المغرب

أنا أؤمن بكون القصة القصيرة جدا هي الوحيدة القادرة على محاكاة العالم وفي نفس الوقت محو فضاعاته وسخافاته، فهي الأقدر على التسرب والتوغل عميقا في ذات المتلقي والثأثير فيه بل تدفعه حنكة القاص إلى المشاركة في أحداث القصص وصياغة قصته الخاصة.

في ق ق ج يصبح المستحيل ممكنا والممكن أحيانا مستحيلا وغير قابل للتحقق مادامت القصة تفتح آفاقهها المتعددة ومساراتها المتشعبة إنطلاقا من انفتاح إوليات التأويل على عواهنها فزئبقية النص القصير وانفلاته يخلق نوعا من التجدد الامتناهي والغير محدود مع كل قراءة. أكتب القصة القصيرة جدا لإيماني الملطلق أنها عالما مختلفا يدعو إلى إحياء القيم من خلال انتقاداتها لكل سلبيات المجتمع وأفراده في عالم متسارع فقد قدرته على التأمل الحقيقي والواقعي وهو يعيش أعتى لحظات اغترابه القاتلة .

طاهر الزراعي/ السعودية

حينما تجتاحني الصرخة, تفيق لدي لحظة كتابة القصة القصيرة جدًا, العالم ياسيدي واقع متأزم مخنوق .. وأنا أتجه للكتابة مخافة أن تخنقني الصرخة التي بداخلي. أكتب مادًا قلمي للحرية والمعايشة الحقة بين السلطة والشعب بين الصغير والكبير بين المثقف والشعبي بين الحب واللاحب.

فالكتابة «آدم » يريد أن يذهب بقارئه إلى جنة عرضها الورق والقلم ومدادها الهم الإنساني والسياسي الذي يحمله الكاتب والمتلقي دائما ,فالشرفة المفتوحة على المطر تستطيع أن ترتق هموما كبيرة حينما نخرج إليها , كذلك القصة القصيرة جدا هي مطر يبلل الحكايات الصباحية والمسائية كحكاية حب وارفة أو حكاية ألم بعيد .. وتستطيع بذاتيتها أن ترتق ذاكرة عربية أصيبت بالفتق والحرمان.

إنني أكتب القصة القصيرة جدا بجرأة كبيرة لأن القصيرة جدا ليست كتابة مجانية، .بل انعكاس لهموم المواطن العربي المعاصر، المواطن الذي خانته السلطة كثيرا, ولم تقدم له حتى رغيف فرح يستطيع من خلاله أن يرسم نبوءة أمل على شفتيه.

ياسيدي إنني أكتب القصيرة جدا لأحيا في هذا العالم , فشهقة الكتابة لدي يجب أن أترجمها بأقل الكلمات وبكثافة احترافية تضمن لي العيش على أعتاب هذا الجنس الأدبي المتألق.

عبدالحميد الغرباوي/المغرب

أمام ما أثارته و تثيره القصة القصيرة جدا، و أمام السيل الهائل من الكتابات و الانتقادات، و التأملات التي كانت بمثابة ردة فعل لما بدأت تحققه من اجتياح في مجال الكتابة الإبداعية و خاصة في حلقة الحكي الكبيرة و الممتدة من المحيط إلى الخليج، يبدو لي، أن سؤال" لماذا تكتب القصة القصيرة جدا؟" سؤال يهدف إلى إعطاء الكلمة إلى ذوي الشأن، ليسمعوا كلمتهم، و لكي لا يظلوا مجرد مستمعين، أو متفرجين كما لو أن الأمر لا يعنيهم لا من قريب و لا من بعيد، علما أنهم هم اللاعبون الأساسيون ، المنتجون أو قل المبدعون لهذا النص الذي يكاد يشبه لدغة نحلة أو التماعة برقة خاطفة، و ينطبق عليها بشكل كبير ما كان يقال عن القصة القصيرة بأنها تشبه الطلقة النارية التي قد تصيب أو تخطئ الهدف ، و أمر نجاحها في إصابته مقترن طبعا بالزاوية التي تنطلق منها الطلقة، بل أكثر من ذلك بالعين التي تصوب الطلقة نحو الهدف...و عطفا على ذكري لحكاية الرصاصة، فإن الشاعر و القاص و الناقد محمود علي السعيد و الذي يكاد الكل يجمع على أنه أول من كتب القصة القصيرة جدا، في العالم العربي، بداية السبعينات، و أثبتها على غلاف مجموعته القصصية الأولى، كان عنوانها " الرصاصة"، طبعا لا علاقة لرصاصة الكاتب بالرصاصة التي شبهت بها كتابة نص قصير جدا، لكن المصادفة لها دلالتها...

آخرون كتبوها، لكنهم لم يهتموا بتجنيسها أو تمييزها عن القصة القصيرة، حتى أن القاص و الروائي وليد إخلاصي، أشار في معرض مقابلة معه منشورة في كتاب (الإبداع في دائرة الضوء) لمؤلفيه عامر الدبك و أوهام العبد الله، أنه ضد التقسيمات الشائعة، و أن القصة هي القصة و قد تكون في سطرين أو في عشرات الصفحات و أنه لم يكن في مخططه أن يكتب قصة قصيرة جدا في كتابيه ( الدهشة في العيون الفارسية) و في ( زمن الهجرات القصيرة).. و يستطرد قائلا: " ..هي تأتي بالحجم الذي يتساوى فيه الكلام مع المعنى فيتوقف النص"..و أشير إلى أن الكاتب بول شاوول، أصدر سنة 2002 كتابا عنونه بـ" عندما كانت الأرض صلبة"، صنفه ضمن (النصوص)، و لم يشر إلى أنه يضم أكثر من ستين قصة قصيرة جدا...و هي فعلا قصص قصيرة جدا، نشر موقع المحلاج الخاص بالقصة القصيرة مختارات منها...
و عودة للسؤال، فأنا لم أدخل التجربة، تجربة كتابة القصة القصيرة جدا، بسهولة، و يسر، فقد أعلنت في البداية، عن موقف مضاد لها، و قلت إن هذا " الدخيل" هو مؤامرة و محاولة لإلغاء الحكي لنسفه و قتله، حين استمعت إلى نماذج منها مترجمة عن أدب أمريكا اللاتينية، و لم أتقبل نصوصا، بدت لي فارغة، فقاعات صابون لا غير، سطرا أو سطرين لا يقولان شيئا، أو يقولان شيئا لا يعرفه إلا كاتبه، كما لو أن تلك النصوص تضحك على أنف القارئ، و تشعره بالبلادة و بقصور في الفهم لكثافتها الشديدة التي تصل درجة اللغز... الأمر الذي حثني على أن أعود إلى كتب و نصوص لكتاب عرب، لأعيد قراءتها على ضوء ما طرأ من مستجد في فن الكتابة القصصية، فأذهلتني تلك النصوص الومضة، و أحببت كثيرا ما كتبه بعض الكتاب المغاربة، فقلت لأجرب، و عكس ما صرح به وليد إخلاصي، فأنا لم أكتبها مصادفة، بل قصدت كتابتها معتمدا في ذلك على ملاحظات و تدريبات، و مقارنات..لم يكن الأمر بالنسبة لي سهلا، فإذا كانت القصة القصيرة صعبة، فالقصيرة جدا أصعب..و على الكاتب ألا يستهلها، و أنا أضحك في داخلي حين أسمع من يقول أو يصرح أن بإمكانه كتابة أكثر من خمسين نصا في الساعة الواحدة أو أقل...ربما، لكني أجد في هكذا تصريحات نوعا من الاستهتار، و عدم الاحترام للعملية الإبداعية بشكل عام...
إذا أنا كتبت القصة القصيرة جدا، و ضمنتها مجموعتي القصصية" أكواريوم" الصادرة عن مجموعة البحث في القصة و دعمتها بإصدار ثان صدر عن دار التنوخي" قال لي و مضى"، والذي طرحت فيه أشكالا و ألوانا من القص القصير جدا.. فما ذلك إلا لأتحدى ذاتي في الكتابة، و لألبي رغبتي الجامحة في التجريب و الخروج عن المألوف، و العادي، و النمطي..

شيمة الشمري /السعودية

أكتبها ؟

أظنها هي من يكتبي

العصر السريع يحتاج منا خطف المتعة والفائدة بما قل ودل

أحبها وتحبي القصة القصيرة جدا

خالد المرضي/السعودية

أكتب القصة القصيرةجدا لأصطاد فكرة، تمر سريعة وتكاد أن تفر , فكرة لا تحتمل أن افرد لها الوقت وأنشر لها بياض الصفحات، اكتبها لأوحي وأشرع نوافذ للتأمل، لأجعل القاريء يفكر في مدار الحكاية عوضا عن ثيمة عابرة، أكتبها لاستحث القاريء كي يذهب بعيدا، هي لا تسلم نفسها بسهولة، متمنعة، محفزة ومثيرة، تشحذ الخيال وتغوص في موسوعية القاريء , اكتبها برقية تضيق عبارتها ليتسع مداها شاسعا، بحر بلا شطان بلا موانيء ...

هي قصيرة جدا , لكنها كبيرة الفعل , مداها رحب، وسيع، مسمياتها كثيرة، دال ذلك على شرف المسمى ...

إسماعيل البويحياوي/ المغرب

أكيد أن "الوضع الاعتباري"، عامة، للذات الكاتبة العاشقة للعبة رصّ الحروف و تمثيل المنفلت والمدهش في عالم صامت مهول، هو نفسه الفعل الذي اقترفه أول إنسان كتب مستنفرا طاقاته و قدراته على الإدراك والفهم. أكيد أمر يستدعي أكثر من وقفة.

وكما في حلم بأفق يقظة، أكتب لأقطر من ذاتي بصمة تخييلية تَعْلَقُ، بعد الفناء البيولوجي، في رحم الزمن لأكون جديرا بعبارة: هذا كان من الذين كتبوا.

أكتب القصة القصيرة جدا لأمارس فعلي الوجودي/ حقي في طقس الحياة على صورة غَمْس تخييلي جليل له طعم الفرح كما القلق والغضب. أرتكبه كذات مأهولة بمعرفة/ أثر الآخرين وإدراكات وأحاسيس ورغبات لاجئة في دواخلي. أكتب لأحكي بلغة شعرية، وقليلا جدا، عن ذاتي/ كياني ومحيطي وشرطي الوجودي. إمتاع ومؤانسة، و انتصار للنبل وذم للقبح، وتفجير لأسئلة، واشتهاء لعالم جميل بطعم عذرية حلمية.

أكتبها لاستكشاف أقاصي اللاحقة (جدا) في القصر والكثافة في مظاهرها السردية واللغوية والبلاغية والبصرية ( الكاليغرافية والتيبوغرافية) للاقتصاد في الأفقي الخطي والانتصار للعمودي، و إنطاق البياض والتقليل من لطخات السواد والحبر.

ربما كان علي القول: أنا أكتب و لا تسلني كيف و لماذا.

جمعة الفاخري/ ليبيا

أكتبها لأنها توجز فتنجز فتعجز .. لأنها موجَّهة ضدَّ الإسهابِ البليدِ.. وأنا مصابٌ بكراهة التفاصيلِ الغبيَّة .. أكتبها لأنها تقولني وأقولها: موجِّزًا مفصَّلا .."

طاهر لكنيزي/المغرب

لأفجّر ضحكة عنقودية في نفس قارئ مثقل بالهمّ،هزَمته إكراهات الحياة والتزاماتها الوضيعة. وقد تثير كركرتُه مَن حوله فيسألونه ما الذي يضحكه.أو على الأقل أسرق منه ابتسامة بريئة.وقد تعرّيه فيدخل (سوق راسو ).هي مضغة عصيّة على الابتلاع،ألقمها القارئَ؛كلما لاكها،تحلّبتْ تأويلا،وتناسلت الأسئلة،فيصبح هو السائل والمجيب..(وهل نؤمن بما نكتب؟) ليعرفني أصدقائي عن قرب.يلملمون ما تساقط منّي سهوا أو عن بصيرة واقتناع.فتتبدّى لهم صورتي بألوان فطرتي..

هناك أفكار وصور لا أستسيغ نسْجها إلا على منوال هذا الجنس؛وهذا لا يعني أنها حديقة مشرعة الأبواب لكل من تأبّط قلما.هي عدوى أصابتني من أخلاء يتمرّنون على قول ما قلّ ودلّ وسط عشائر ثرثارة.أكتب القصة القصيرة جدا لأضعها طبَقَ مقبّلات لمتعلّم فقد شهيّة القراءة،وأحفّز جوعَه لاقتحام أجناس أخرى، ويدرك أن هناك ما يستحق القراءة..

أحمد زياد محبك /سوريا

هذا جواب سريع وعفوي ومباشر أكتبه فور قراءة السؤال من غير تفكير ولا دراسة
ثمة شحنة كبيرة وحادة جداً وقاسية من قلق وتوتر واستياء لا أجد ما يتسع لها من تعبير غير القصة القصيرة جداً، فبقدر ما يكون التوتر قوة وعمقاً بقدر ما يكون التعبير مختصراً.

وفي حالات قليلة يكون الشعور الجميل المريح الهادئ دافعاً إلى التعبير المختصر.
وثمة شعور خفي وهو الرغبة في خلق ما هو جديد، وكسر المألوف، وتحريك الواقع الثقافي والفني والاجتماعي، هناك سكون وفتور وكسل، ولعل القصة القصيرة جداً تحدث حركة في ذلك الواقع الساكن البليد.

عبدالله المتقي وكوثر النحلي

مشاركة منتدى

  • القصة القصيرة جدا ظاهرة لابد لمن لا يعترف بنسبها إلى متانة أدبنا العربي أن يدرك أنها شرعية، وأن المتبنين لها على جهوزية تامة للأخذ بيدها إلى شواطئ الإعتراف والأخذ.
    فإن ذُكرت البلاغة حضرت، ولوّحنا بالادهاش والرمز، والترابط أفكارا، والبناء شبه السردي الذي يمتع القارئ إذا مرّ وامضاً، أورثه جديد فكر، وحلاوة ذوق، واتقان ربط، وللعنوان فيها وُسعُ مكان.
    لذا حان الوقت بأن نشرع بكتابة القصة القصيرة جدا.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى