الجمعة ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مظهر سعدو

لقـاء مع الشاعر و الكاتب السوري المغترب محمود ياسين

 بداية نتعرف على اوبريت الحجر يكتب تاريخ العـصر التي قدمت في مصـر اكثر من مرة :

 النص الغنائي للمطربين وبعض المقاطع الشعرية من قصيدة ملحمية طويلة فازت بالجائزة الثالثة في مسابقة وزارة الثقافة الايرانية عام / 1992 / حول ملاحم اطفال الحجارة في ( انتفاضتهم الاولى ) والتي شارك فيها / 670 / شاعرا عربيا واسلاميا .. اما بقية الاشعار التي ألقتها الفنانة القديرة سهير المرشدي في عرض مسرح الهناجر بدار الاوبرا .. والتي كان من المفترض ان تلقيها هي والنجم السينمائي هشام عبد الحميد في عرض مسرح نقابة الصحفيين الجديد في ذكرى فلسطين يوم 15 / 5 / 2004 فهـي مقتطفات من قصائد سياسية عديدة كان آخرها ملحمة ( الغضـب ) عن انتفاضة شعبنا الباسل في العراق ضد الغزو الامريكي وقوات التحالف , اضافة الى رثائية الشهيـد المجاهد الشيخ احمد ياسين مؤسس منظمة حماس الذي اغـتالته الطغمة الشارونية الاسرائيلية , وهما الاضافة التي ألحقـت بالنص الاصلي الذي قدم على مسرح الهناجر . وهذه الاوبريت من الحان الفنان المصري احمد حجازي ومن اخراج الاستاذ عباس احمد وبطولة الفنانة سهير المرشدي والمطربين ( احمد حجازي - هالة الصباغ - جهان خالد - دعاء ناجي - مي - والطفلين محمد وياسمين طارق من مصر .. الفنان ماجد الصافي من سورية - الفنان عايد المنشد من العراق - الفنانة ســتونة من السودان - والطفل فادي عبد الرزاق من اطفال الحجارة ) بحيث يغني كل واحد من هؤلاء كوبليه كامل عن تأثير حجارة اطفال فلسطين على اسرائيل وتلقي الفنانة سهير المرشدي مقطعا شعريا يتناسب وما قيل عن الحجر الذي يمثله لمطرب .

 متى قدمت لأول مرة واين ؟

 قدمت هذه الأوبريت أول مرة فى إطار الإحتفالية الثقافية السياسية التى أقامتها نقابة الصحفيين بتاريخ 30/9/2001 على مسرح النقابة إلى جانب الاحتفال السياسي الذى تحدث فيه إلى جانب عرض هذه الاوبريت كل من السيد / سعيد كمال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأستاذ / إبراهيم نافع نقيب الصحفيين والدكتور / حمدي السيد نقيب الأطباء ورؤساء النقابات والاتحادات المهنية فى مصر وذلك بمناسبة مرور عام على إنـدلاع انتفاضـة الأقـصـى .

 وفي المرة الثانية ؟؟

 وفي المرة الثانية قدمت على مسرح الهناجـر بأرض الاوبرا المصرية في القاهرة بتاريخ 15 /5 /2002 بحضور كل من الدكتور اسـامة البـاز المستشار السياسي للرئـيس المصـري حســني مبـارك والاستاذ سعـيد كمـال نائب رئيس الجامعة العربية لشؤون فلسطين , وبحضور جماهيري كبير .

 وكان هناك مرة ثالثة منذ اسابيع ولكنها لم تنفــذ ؟؟

 الحقيقة ان تقديمها كان مقررا في يوم فلسطين بتاريخ 16 / 5 / 2004 برعاية نقابة الصحفيين وعلى مسرحها في مبناها الجديد وتحت اسم جـديد ايضا هو ( اوبريت الغضب العربي ) إلا انه تم تأجيل العرض لوقت لاحــق .

 والســبب في هذا التأجيل هل هو بأمر من السلطة المصرية لجرأة ماتطرحه الاوبريت وخصوصا بتسميتها الجديدة ( الغضب العربي ) و بالاضافات التي أدخلتها على النص الاصلي ؟ ام ان هناك أسبابا آخرى ؟؟

 للآمانة .. السلطة المصرية لم تتدخل بمنع هذا العرض منذ عرضه للمرة الاولى في نقابة الصحفيين , بل ان الدكتور اسامة الباز مستشار الرئيس حسني مبارك حضر افتتاحها على مسرح الهناجر بدار الاوبرا في عرضها للمرة الثانية وأبدى اعجابه بالعمل و اثـنى عليه .

 اذن ما السبب الحقيقي لهذا التأجيل ؟

 في الواقع لهذا التأجيل سببان .اولهما انشغال النجمين سهير المرشدي وهشام عبد الحميدبتصوير اعمالهما الفنية من جهة , ولاصابتي المفاجئة بجلطة في الشريان الثباتي الايمن بالرقبة مع انسداد بنسبة خمس وثمانين يالمائة فيه اضطرتني للعودة من مصر الى دمشق لاجراء جراحتها عي يدالطبيب الجراح عبد الرحمن الايوبي الذي سبق له ان اجرى جراحة مماثلة وهو في باريس في الجهاز الهضمي للزميل الشاعر محمود درويش ..

 عندما قدمت هذا العمل ( اوبريت الحجر يكتب تاريخ العصر ) هل اردت من خلالها ان تفضح حالة العجز العربي ام ان تسجل التاريخ مسرحيا وشعريا وغنائيا ؟؟

 الحقيقـة يمكن ان نجد الرد على هذا السؤال من افتتاحية الأوبريت التي تقول :

إن لم تكـن الثـــورةُ دومـاً في أعـمـاق المبــدع حَــقــَّــــهْ

إن لــم تكـــن الـكلْمــــة طَــلْــقـَـهْ

و يــكُ الشـاعـُر فـارسَــهَا االمتـو ثـّـبَ من أجـل الانســـا نْ

و يــكُ الفــنُ المبـدعُ من يوصلُهَــا جـهــــرًا بـالـفـنــّـا نْ

كـي يـوقـــظَ في الإنسان النخــــو ة َ و ا لـو جــد ا نْ

فـلْـتـَتـَنَكّـسْ .. ر ا يـا تُ ا لمـبـدع وا لا بــــــد اعْ

فـي هــذا الزمـن ِ القـــاتـل ِ:

زمن ِالقهــر ِ- الغــدر - القســر - و زمــن ِا لتدجـيــــــــلْ

زمن المكـر - المكــر - وخزي الفكر - وزمن التطـبـيــــــلْ

زمن المقـت - الموت – الصمـت القاتــل - و التهليــــــــلْ

فــا لشــــــعــُر ................. ر ســــــــــا لـــهْ

و ا لـلـحـــــــنُ ................. ر ســـــــــــا لــه

والغـنـو ةُ مـن فـمِ منـشــدِهــا ..... ألـفُ ر ســــا لـــه ْ

و ا لفــــنُ ا لمـبــدعُ ملتـزمـًا ..... ألـفُ ر ســـــا لـــهْ

و ا لمـبــــدعُ ...

في هـذا الزمـن ِالموسومِ ِ بـكل ِالخـــزيِ ِ

بــــكل ِ ا لصـمـــتِ ا لخـــــائـن ِ

امّـا أن يبقـى في الأ مـةِ قـائـدَهَـا

او يبقــى …… بعــضَ حُـثـَــــــا لـَــهْ

 قيل عن عملك هذا ان " محمود ياسين " اجاد التعبير كثيرا , لكن في العمل بعض المغالاة .. بماذا ترد على هذا الكلام ؟

 هذا الكلام هو ما ادلى به الدكتور السيد اسامة الباز مستشار الرئيس المصري حسني مبارك اثر حضوره افتتاح الاوبريت لقناة الاخبار المصرية والذي جاء بالحرف الواحد (( اللهجة الدرامية في هذا العمل عالية , وهو يخاطب العقل والوجدان معا , والاستاذ محمود ياسين اجاد التعبير كثيرا , ولو كان في العمل بعض المغالاة , ولكن في المحصلة النهائية هو عرض مسرحي جيد ورصين يقدم صورة للأمة العربية الصامدة والقادرة على التصدي لأي عدوان عليها )) .. اما ردي على هذا الكلام فهو الاعتزاز به لأن الدكتور اسامة الباز يمثل قمة السلطة في مصر , والعمل هو ترجمة لنبض الشارع العربي الغاضب الذي تمنعه السلطات العربية من محيطه الى حليجه من التعبير عن غضبه بأكثر من مظاهرة تضع امامها الخطوط الحمر التي لا تستطيع هي نفسها تجاوزها تلافيا للتصادم مع امريكا ( القوة الأعظم في عالم اليوم ) و المهيمنة اصلا على غالبية الحكام في عالمنا العربي .

 هل يمكن القول ان الشاعر محمود ياسين قد تحول الى الكتابة للمسرح وان الشعر قد ولى زمانه ام انها بعض تجاربك ليس إلا ؟؟

 بالتأكيد لا يمكن ان نقول ان زمن الشعر قد ولى وهو الاقوى في التأثير على الجماهير من بين جميع لفنون .. وانا حين اكتب المسرح وخاصة المسرح الشعري , فاني بذلك اؤكد دور الشعر الريادي من خلال المسرح الشعري الذي يجمع الكثير من الفنون الاخرى ( كالديكـور والملابس والموسيقى والمؤثرات وغيرها .. ) ليقدم هذا الشعر في قالب اكثر تأثيرا على الجمهور واكثر تقبلا , بل واستطيع ان اقول اكثر جذبا للجمهور .

 انتجت بعض المسلسلات والافلام التلفزيونية كمسلسل مواكب النغم الذي نعلم انه كان اول انتاج تلفزيوني قطاع خاص في سورية , و كأفلام الحضارات " سورية الحضارات من الجو .. واوغاريت اول ابجدية واول موسيقى في العالم " .. فهل ستستمر في الانتاج التلفزيوني ؟ و الام ترد حالة الاسهال في الاعمال التلفزيونية العربية الاستهلاكية ؟؟

 للأسف توقفت عن الانتاج منذ سنوات لسببين .. اولهما اختياري " الصعب " لمواضيع الاعمال التي انتجتها والتي لا يجرؤ القطاع الخاص على خوضها كتوثيق مقامات الغناء العربي دراميا وتسجيليا واستعراضيا في اول انتاجي " مسلسل مواكب النغم " و توثيق حضارات سورية القديمة التي هي فعلا من اقدم الحضارات ومن اروعها والتي يجهلها معظم العالم , وقد وثقـتها بشكل شامل تصويرا بالطائرات من الجو ومع كبار علماء الآثار الاجانب وعلى مدى سنتين كاملين من العمل المتواصل

وللأسف لم اكن محظوظا ابدا لانتاجي لهذه الاعمال التي كلفتني كل ما املك واحرجتني من الانتاج بسبب سرقة الاشرطة الاساسية التي تدعى بالماستر من داخل مبنى التلفزيون السوري وباعتراب ادارة التلفزيون وكأول بادرة في تاريخ التلفزيون السوري ايضا . وهو موضوع مطروح على القضاء السوري لأول مرة ولم يفصل به بعد .. اما الفيلمان اللذان استهلكا كل مردود هذا المسلسل من المحطات التي بيع لها وهي ( ابو ظبي وقطر وليبيا ولبنان وسورية ) قبل سرقة ماستره , فانهما ما يزالان قيد التسويق الدولي الاجنبي من قبل القطاع الاقتصادي في التلفزيون المصري , وعربيا لم اتمكن بعد من تسويقهما لجهلي باساليب التسويق من ناحية ولاني لم اوفق بالموزع القوي المناسب و الاخلاقي بعد ... ولهذه الاسباب ولضياع كل ما املك بمثل هذا الانتاج الكبير والمحترم والفاشل كانتاج قطاع خاص , توقفت عن الانتاج واكتفيت بكوني ( كاتب دراما اول وفقا لتصنيفي الرسمي في مصر) .

اما حالة الاسهال في الاعمال التلفزيونية العربية الاستهلاكية كما تصفها فمردها الى ان القطاع الخاص العربي المنتج تلفزيونيا يتعامل مع الانتاج كأية سلعة تجارية وهنا يكون اختيار الاعمال الاكثر مردودا ماليا له دون مراعاة للمستوى الجيد اضافة الى ان مصر وهي المنتج العربي الاول الى جانب الانتاج السوري ليس فيها انتاج قطاع خاص نهائيا بعد اتباع القطاع العام المصري لنظام " المنتج المنفذ " الذي كان فرصة للقطاع الخاص الانتاجي في مصر رغم قوته الى ان يتحول لمنتج بمال القطاع العام .. وقد استبدل هذا النظام الانتاجي مؤخرا بعد فشله وبعد تعثرالانتاج في مصر ماليا بنظام جديد هو" نظام المنتج المشارك " الذي الزم المنتج المنفذ الذي هو القطاع الخاص على المشاركة المالية بالانتاج وهو نفس النظام المتبع بتعامل مدينة الانتاج الاعلامي وقطاع الانتاج وصوت القاهرة في مصر كقطاع عام مع المحطات والشركات الانتاجية العربية . وثمة اسباب اخرى ايضا لا داعي للخوض بها .

 ككاتب دراما سوري يعيش في مصر ما تقييمك لحال الدراما السورية مؤخرا ؟ وهل انت مع انتشار الفانتازيا والتاريخي ؟

 الدراما السورية ـ وليس تعصبا للدراما السورية ـ اثبتت جدارتها بل وتفوقها في بعض الوان الدراما كالتاريخي , وهي تسير في طريق الدراما الاجتماعية بشكل جيد , ولولا اعتماد الدراما المصرية على النجوم الكبار ( كنور الشريف ويحيى الفخراني والهام شاهين وليلى علوي ويسرا .. )

لسحبت البساط من تحتها , ومع ذلك فالاعمال المصرية المدروسة والمنتجة بشكل كبير وبالنجوم ما تزال متصدرة في الدراما الاجتماعية , وهذا لا ينطبق على التاريخي وعلى الفانتازيا التاريخية السورية المتصدرة بدورها والمتفوقة على الانتاج المصري .. اما عن رأيي ان كنت مع انتشار : الفانتازيا والتاريخي " فأقول تعم انا مع انتشارهما واستمرارهما و تصدرهما للانتاج العربي , وتاريخنا لمن يريد ان يتعب وينبشه _ـ وليت الكتاب الكبر يفعلون ذلك ـ فانه مليء بكل جميل وثمين , وشكسبير بعظمته لم يكن بهذه الشهرة لو لم ينبش التاريخ بعين الشاعر الدرامي المتمكن , والانتاج السينمائي العالمي لم ينتج افلام كيلوباترا وسيف دمشق الذهبي وعمر المختار والرسالة ولورنس رغم انه ضد العرب وقصص الف ليلة وليلة وغيرها لولم يكن هذا التاريخ اهلا لذلك .

 يلاحظ من خلال اعمالك الشعرية والمسرحية والتلفزيونية ان هموم الامة هي هاجسك وخطك الدرامي دائما .. لماذا ؟ والامة من هزيمة لأخرى ؟

 اولا انا من جيل النهوض القومي العربي في الخمسينات وقد صدر لي اول ديوان شعري سياسي غزلي سنة 1958 ( سنى قيام الوحدة المصرية السورية بزعامة القائد الراحل جمال عبد الناصر و بتنازل عن الرئاسة من الرئيس الراحل شكري القوتلي الذي ما يزال تاريخه النضالي الطويل والمحترم معتما عليه حتى اليوم ) وكنت لا ازال في الثالث الاعدادي آنذاك , وتصور اني لا ازال اعتز بهذا الديوان المبكر جدا لنضوجه , وغلاف الكتاب كان من ثلاثة ابيات هي :

دول العروبة سلم نحو العلى ولقد صعدنا اليوم بدء الســـلم

و غـدا ستندمج الكنائس والمســاجد , حيث تكوين لدين اعظـم

فنشيد ارفع معبد للدين مــن نصف مسيحيّ ونصف مسلــم

ثم انا ممن عاشوا كل مآسي ووانجازات الامة العربية على خمسين سنة من الوعي السياسي المبكر , وقد كنت في نهاية التمانينات نائب رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي في سورية ورئيس تحرير مجلته الدورية , ومن هنا جاء انتمائي والتزامي وانحيازي المطلق لعروبتي لامتي العربية المظلومة التي تمتلك ـ لو اجتمعت ـ كل مقومات الدول العظمى بشريا وجغرافيا وتاريخيا وماليا وحضارة تتصدر حضارات العالم . ولكن .. زاتزقف هنا عند كلمة ( ولكن ) . اما انها كما تقول من هزيمة الى اخرى .. فاعذرنيس باختلافي معك .. فهي لم ولن تهزم إلا بسبب من يحكمها .. زلم تجتمعغ مرة واحدة في التاريخ إلا وانتصرت وهزمت كل اعدائها بدءا من ذي قار وهزيمتها للفرس الدولة العظمى آنذاك ,, مرورا بانتصارات صلاح الدين الايوبيفي الحروب الصليبية وبحرب تشريسن / اكتوبر 1973 وانتهاء بصمودها ضد كل الاجتياحات والاحـتلالات والاختـلالات ايضا .؟

 هل كتبت للاطفال ؟ و لماذا ؟ وهل من تقصير لدى الادباء في الكتابة للآطفال ؟؟

 يحتل الاطفال في حياتي الشخصية وفي كتاباتي حيزا كبيرا . فانا اولا والد لخمسة ابناء لهم بدورهم ثمانية اطفال ( هم احفادي منهم ) ولا اكتمك ان اسعد لحظاتي تتمثل بمشاهدة طفل سعيد .. ولي اعمال واشعاركثير للاطفال وعن الاطفال وهو ما اقنع في مصـر اخوتنا القائمين على مهرجان الني الدولي لاغنية الطفل بأن يختاروني كشاعر له كتاباته الجادة والجيدة للاطفال ضمن لجنة التحكيم العربية للمهرجان في دورته الاولى ثم عضوا في لجنة التحكيم الدولية للمهرجان المشكلة من ثلاثة اعضاء اجانب وثلاثة مصريين وانا العربي الوحيد فيها, وقد قدمت في افتتاح الدورة الاولى لهـذا المهرجان اوبريت ( هيا يا اطفال العالم ) من الحان اليمني الاستاذ احمد فتحي وغناء سبعة مطربين مصريين وعرب , ثم في ختام الدورة الثانية قدم لي المطربون الاتراك والمصريون اوبريت ( شكرا يامصر ) التي كتبت لتكون بمثابة شكر من الشعب التركي للشعب المصري على وقفته المشرفة مع الاتراك في مواخهة كارثة وازمة الزلزال الاولى الشهيرة .. كما ان شركة صوت القاهرة التابعة للتلفزيون المصري تنفذ لي حاليا مسلسلا للاطفال يقدم قواعد اللغة العربية بشكل مغنى ومبسط ضمن شخوص هذا المسلسل بابطاله جحا وابن المقطع واسرة حديثة ومهتمة بافاه اللغة العربية بشكل جيد لاطفالها . ولي العديد من الاعمال المسرحية والاشعار والاناشيد الجيدة للآطفال اضافة الى اوبريت خاص بالاطفال المعاقين كأول تجربة عربية في هذا المجال .

ـ اما عن الادباء وتقصيرهم في الكتابة للاطفال فبرأيي ان كل اديب بل وكل مبدع في اي مجال من مجالات الابداع الادبي والفني لا يمنح الاطفال حيزا كبيرا وليس صغيرا من وقته واهتمامه وابداعه مقصر مقصر مقصر , فهم مجتمع الغد وقادته ولا بد من اعدادهم الاعداد الي يؤهلهم لقيادة المستقبل بجدارة و بشتى الوسائل وفي مقدمتها الابداع بشتى اشكاله .

 اخيرا باعتبارك اول من كتب وانتج مسرحا للمعاقين " اوبريت فرسان الارادة في مملكة الحب "" ما ميزة العمل والكتابة لهذه الشريحة الاجتماعية ؟

 بداية لا بد من الاشارة الى ان عملت لسنوات عديد في السبعينات امين سر الجمعيات الخيرية ورئيسا لجمعية الصم ولبكم في اللاذقية ( فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة او ما نسميه عادة بالمعاقين ) وكانت

وما تزال تربطني بهم علاقة حميمية حتى اليوم .. وفي القاهرة حيث اقيم منذ قرابة عشر سنوات التقيت

والمخرج المسرحي المعروف عباس احمد في نادي الشمس الرياضي الاجتماعي الذي يضم اكثر من مائة الف اسرة لهم الكثير من الابناء المعاقين ذهنيا وجسديا والذين لبدورهم لهم رياضات خاصة بهم كمعاقين ( كالجري والسباحة ورمي القرص والكلة وغيرها ) وقد استطاع اكثر من عشرين طفلا منهم ان يفوزوا ببطولات العالم والعرب والبحر المتوسط , وقد وجدنا فيهم الارادة على التحدي فققررت والمخرج عباس احمد خوض هذه التجربة انا كمؤلف وهو كمخرج اكاديمي له تجربته الطويلة فعشنا معهم يوميا على مدى شهرين قبل ان ابدأ كتابة ( اوبرت فرسان الارادة في مملكة الحب ) الخاصة بهم ولهم , ثم بدأنا التدريبات اليومية على المسرحية معا قرابة ثلاثة اشهر كنت اعدل النص كلما دعت حاجتهم اللفظية والحركية لذلك , فكانت هذه الاوبريت التحـدي من فرسان الارادة المعاقين هؤلاء الذين قاموا بالعمل كله لوحدهم دون مشاركة من الاصحاء سوى بي كمؤلف وبالمخرج فقط , وقد لاقت هذه الاوبريت نجاحا متميزا لم نكن نتوقعه والى درجة ان الفنانين الكبار الذين حضروها كسهير المرشدي وهشام عبد الحميد و عبد المنعم مدبولي لم يتمالكوا انفسهم وراحوا يبكون كالكثير من الحضور فرحا بهؤلاء الاطفال الابطال المعاقين ابطال المسرحية الذين ابهروا الجميع بأدائهم واثبتوا للجميع انهم ابطال ايضا في الفن كما هم ابطال في الرياضة .

اما ميزة هذا العمل الذي اسعدني اكثر من جميع اعمالي فهو انه شق الطريق للتعامل مع فئات المعاقين على انهم قادرين عللا الابداع كالاسوياء تماما اللهم اذا وجد من يؤمن بقدراتهم كايماننا بها , وانا سعيد جدا بهذه التجربة التي هيأتني فعلا لكتابة مسلسل نلفزيوني يعتمد عليهم كابطال اساسيين في العمل , وهو ما اعمل على انضاجه حاليا للبدء به قريبا بعد ان انهي كتابة مسلسل تلفزيوني لم يكتمل بعد .. وفي جميع الحالات ربنا الموفق .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى