الأحد ٢٨ أيار (مايو) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

لا يعرفونك إلا

لا يعرِفونكَ إلّا حينَ منْفعةٍ
لو لم تكُنْها لما عدُّوكَ في القُربى
ضيّعْتَ عُمركَ يا مسكينُ مُعتقدًا
في الأهلِ حُبًّا وترجو منهُمُ الحُبّا
فما أحبّكَ أهليٌّ ولو خجَلًا
من طُهرِ حبٍّ على الإخلاصِ قدْ شبّا
إلا كما حبَّ غرْبُ الأرضِ مشرقَها
وحبَّ إسرائيلُ في أيّامكَ العُرْبا
بالأهلِ قبل سِواهمْ كمْ تغلَّبَتِ الد
دُنيا عليكَ سباقًا خُضْتَ أم حَرْبا
حتّى ألِفْتَ انكسارَ القلبِ خاتمةً
ودعوةَ الموتِ أنْ يُدني اللِقا عُقبى
مخلِّفًا كلّ ما أعطاكَ ربُّك وال
لذي أمِلتَ لأشقى خلقِه نُهبى
والآنَ قُلْ ليْ متي باللّهِ تغلبُها
بدحركَ الشّرقَ روحًا والوفا ربّا
فالناسُ حولَك يكْسو الشّرقُ أوجُهها
لكنّ أرواحَها مجبولةٌ غَرْبا
أم أنّها زرعَتْ في قلبِك الرُّعْبا
منها ففضَّلتَ ألّا تبتلِيْ اللَّعْبا
أم راحةٌ بانهزامٍ خيرُ من تعَبٍ
يأتي بهِ ظفَرٌ لن يُرضيَ القُربى
وكمْ من العيشِ بالخُسرانِ طاب وكمْ
منْهُ بعيدَ انتصارٍ قدْ غدا صَعْبا
أم همَّ عقلَك قلبٌ عيشُه بهمُ
فخارَ عقلُك ألّا يعصيَ القلْبا
لا تخْشَ ما بعتَ من باعوا وما غُلِبَتْ
جبابرُ الأرض لولا الأهلُ والصُّحبى
واطرُدْ منَ النّفسِ منذ الآنَ راحَتها
فالرّاحُ موتٌ إذا زوّرتَه لبّا
وأخْلِ قلبَكَ ممّن جاءهُ حمَلًا
أمسىْ بهِ بعدَ أنْ وطَّنْتَهُ ذِئْبا
ومدحُ أهلك برهانٌ على فشلٍ
و النّصرُ برهانُهُ أنْ يُكثروا السّبّا
يا صاحِ ما كانت الدّنيا لِمَن عظُمتْ
أخلاقُهم غايةً بل كانتِ الدَّرْبا
فلبِّ هذي إذا ما اخْتَرْتَها فمن
اختارَ الهُدى لندا ربٍّ هدَى لبّى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى