الجمعة ٢١ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم طلعت سقيرق

لا تحرقوا الأصابع العشر

ما يحدث في العلن والخفاء، على السطح وفي العمق، من قبل سيئة الذكر (إسرائيل) أمر جلل، يقود كلّ شيء إلى الهاوية التي لن نجد بعدها ما نفعله غير عضّ الأصابع، إن أبقوا لنا شيئا من هذه الأصابع..!!.. كل ما مر، رغم قسوته وسواده وأساه وألمه، يبقى أقلّ بكثير مما تتطلع إليه هذه سيئة الذكر (إسرائيل).. من قبل، كنا أمام كوة أمل رغم الاغتصاب للأرض، لأننا شددنا بالقلوب والنفوس والعمر على درب العودة.. ومن قبل كنا نعيش حالة انتظار، تقصر أو تطول، لكنها في النهاية توصلنا إلى وطننا الذي كان وما زال الحبّ والمصير وموئل المنى.. ومن قبل كنا نعرف وما زلنا أنّ الشهادة بوصلة الاتحاد بعودتنا إلى كل بيت وشارع في فلسطين.. فماذا يجري الآن؟؟..

كلنا نعرف، وندري، ونفتح العين على وسعها على واقع يحدث وتقوم سيئة الذكر (إسرائيل) بالسير فيه إلى الأمام، غير مبالية بأي شيء.. وما بين راهن يحدث على الأرض وصورة ترتسم بناء على هذا الراهن، هناك حالة من ضياع كبير ستحدث، ضياع لن يبقي ولن يذر إن لم نتدارك الأمر ونقف وقفة واحدة لا استثناء فيها لأحد.. فالخطر الجارف الحارق الذي نرى مقدماته والتي ستقود إلى نهاياته جدّ كبير..وإذا تجاوزنا أي معنى من معاني التخيل والوهم، نقول إنّ ما يحدث وسيحدث هو النهاية المؤلمة بل المحزنة للقضية الفلسطينية..!!.. ولا داعي لأن نحكي كثيرا عن الأمل والتفاؤل، فالصمت إن استمر، فلا أمل ولا تفاؤل، ولا طريق أمامنا نمشيه..

سيئة الذكر (إسرائيل) وبوقاحة ما بعدها وقاحة، تهود كل الأسماء العربية في فلسطين 1948، وتسعى بل تعمل بجد للاعتراف بها أي سيئة الذكر (إسرائيل)يهودية كاملة (نقية) أي ما يستتبع ويعني طرد مليون ونصف المليون من الفلسطينيين العرب أصحاب البلاد خارج حدود الأراضي التي احتلت عام 1948.. وطبيعي أنّ هذا دون حاجة للإشارة يلغي حقّ العودة تماما بل ينسفه من جذوره، وما تقوله سيئة الذكر (إسرائيل) صار معروفا حيث على العرب أن يحلوا هذه المشكلة بتوطين الفلسطينيين في البلاد العربية.. وإلى جانب كل هذا، تجري الخطوات النهمة بل اللاهثة لجعل كل شيء في القدس يهوديا أو ملكا لليهود، فهي العاصمة الأبدية لسيئة الذكر (إسرائيل) وما يقوم به الصهاينة من سرقة وشراء وسحب البيوت المقدسية، إلى جانب طرد السكان الفلسطينيين من القدس بشتى الحيل والسبل، يصب في هذا المنحى.. فأي شيء يمكن تخيله بعد ذلك؟؟.. وماذا ننتظر ونحن نرى بأمّ العين خطرا داهما جارفا سيقتلع كلّ شيء؟؟!!..

هل نتحدث عن خلافاتنا الداخلية ونصرخ بكل قوة لقد صار ما يحدث بيننا غير معقول، خاصة أنّ غزة الشاهدة الشهيدة تحملت أكثر مما يحتمل بكثير؟؟.. هل نطالب بنهضة عربية وإسلامية تقف في وجه ما يحدث وسيحدث دون الركون إلى هذا الاسترخاء الذي صار مثل فاجعة في زمن يحدث فيه ذبح القضية الفلسطينية علنا وعلى رؤوس الأشهاد؟؟.. هل نصرخ أو نستصرخ بأنّ وهم الدولة المنزوعة السلاح، صار مضحكا وسخيفا وقميئا، لأنه يعني سلخ الشاة بعد ذبحها؟؟.. الخطر داهم جارف يسير بنا نحو النهاية، فهل ننتظر، أم علينا أن نثبت أننا أمة حية تستطيع أن تقف في وجه عملية شديدة الخطورة بكل المقاييس؟؟..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى