الأربعاء ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

كأس وبعض الذكريات

الشيماء رجب أحمد

قلبك مشبع بالحزن المعتق
فقَدِّمه إلى الأسى، ودعه يرتشفك على كؤوس صغيرة
ولتبحث داخل عقلك السكران
عن فتات من ذكريات كانت سعيدة
لتقدمها مقبلات جوار الكأس
فالأسى وقتها سيشكرك ويقدم لك التحية
ويطلب منك المكوث معه فترة أطول
بل أن تشاركه الطاولة
ويسرد كل منكما حاله..
ستخبره أنك حزين فلن يأبه
ويخبرك أنه مر بأمثالك طوال الطريق ولم يسعد بصحبتهم..
ستشكو إليه من ملاحقة ظلك لك
وتشبثه بك دون أن يمنحك أي شعور
أو يشاطرك بعض من أحزانك!
وأنك تمقت وحدتك ولكنك تريدها أن تستمر
فلن تتمكن من الحديث مع غير ذاتك التي سئمتها
ولكنك تفضلها على سائر البشر!
سيخبرك أنه لا يعلم شيئًا مما تقول ولا يفقه إلا الكأس بيده.
سيشكو إليك من أن الذكريات تلك
بلا طعم ولا رائحة ولا تسليه
ولا تليق بذلك الكأس الشهي.
فالذكرى أحرى بها أن تكون سعيدة طازجة بعقلك
وإن مر عليها مائة سنة
ستعتذر ولكنه لن يقبل اعتذارك سيطلب منك الصمت..
سيخبرك أن الماضي لن ينزعه أحد عنك..
ستظل على تلك الحال لا أسوء ولا أفضل..
هناك أحزان لا يمكن انتزاعها ولكنها تكمل معك الطريق..
سينتهي من الكأس ثم يرحل منتشيًا
ويتركك وحيدًا.

الشيماء رجب أحمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى