قمر الطلول
أَتعَبتُهَا زَمَنَاً فَعَاتَبَنِي فَمِي
اللهَ يا لُغَةً تُسَافِرُ فِي دَمِي
عَرَبِيَّتِي تَارِيخُ أُمَّتِيَ الَّتِي
تدنو لنَخِلتها النجومُ، وَتَنْتَمِي
قَمَرٌ عَلَى كَتِفِ الطُّلولِ مُعَلَّقٌ
لا يَنْحَنِي إِلا لِيُشْعِلَ أَنْجُمِي
كُنَّا، وَكَانَ الحَرْفُ: نَارَ خِيَامِنَا،
سَيْفَاً وَمُعْجِزَةً، هُوِيَّةَ مُعْلَمِ
لا أَرْضَ - فَوْقَ الأَرْضِ- تَحْمِلُ رِيحَنَا
إِلا الكَلامُ , قَصِيدَةٌ لَمْ تُكْتَمِ
فَلْتَرْتَفِعْ لُغَتِي عَنِ اللحْنِ البَغِيـ
ـضِ وَجَرْسُهَا فَلْيَسْتَقِرَّ بِأَعْظُمِي
تَحْتَلُّنِي مِنْهَا العُذُوبَةُ كَلَّمَا
قَلَّبْتُ طَرْفِيَ فَوْقَ حَرْفٍ أَعْجَمِي
وَلأَنني كَلِفٌ بِهَا أَدْمَنْتُهَا
هَرِمَ اللسَانُ وَضَادُهَا لَمْ يَهْرَمِ
كَلِفٌ بِأَلْحَانِ الخُلُودِ، وَفِتْنَتِي
قَلَقُ الرُؤَى لابْنِ الفُجَاءَةِ وَالعِمَي
كَلِفٌ بِحَادِرَةِ المَنَاكِبِ قُطْبَةٍ
وَابْنَي نُوَيْرَةَ: مَالِكٍ وَمُتَمِّمِ
كَلِفٌ بزَيدِ الخَيْلِ وَالضِّلِّيلِ وَالـ
مَجْنونِ قَيْسٍ وَالسُلَيْكِ وَمُسْلِمِ
إِنْ أَبْرَمُونِي بِالمَلامِ فإِنَّ لِي
قَسَمَاً سَيَنْقُضُ كُلَّ لَوْمٍ مُبْرَمِ:
قَسَمَاً بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَنَظْمِهِ
وَبِمَا حَفِظْتُ مِنَ البَيَانِ المُفْحِمِ
قَسَمَاً بِعَذْبِ النَّثْرِ وَالشِّعْرِ العَظِيـ
ـمِ, وَكُلِّ محكمةٍ تُسَوِّرُ مِعْصَمِي
لَنْ أُبْدِلَ الضَّادَ الحَرُونَ بِغَيْرِهِ
مَنْ ذَا يُبَدِّلُ جَنَّةً بِجَهَنَّمِ؟
مَنْ لِي (بِأحمَدْ) حينَ يَنْفُثُ سِحْرَهُ
وَحُرُوفَهُ فَوْقَ الشِّفَاهِ اليُتَّمِ
يَرْفُو فُتُوقَ الشَّكْلِ يَنْقُضُ غَزْلَهُ
حَتَّى يَرَى حَبْلَ الكَلامِ المُحْكَمِ
أَنَاْ مِنْ رَئِّي الجِنِّ فِتْنَةُ أَحْرُفِي
سَقَطَتْ قَصَائِدُنَا كَشِقَّيْ تَوْأَمِ
حَرْفِي مُعَلَّقَةٌ بِبُرْدَةِ كَعْبَتِي
وَالشِّعْرُ يَحْفِنُ مَاءَهُ مِنْ زَمْزَمِي
العَيْنُ: عَيْنُ العَبْدِ عِبْرَةُ عَارِفٍ
عِشْقُ العَفِيفِ وَعِفَّةُ المُتَنَعِّمِ
وَالرَّاءُ: رُؤْيَا الرُّوحِ، رِقَّةُ رَاقِمٍ
وَرَفِيفُهَا: أُرْجُوزَةُ المُتَرَنِّمِ
وَالبَاءُ: بِنْتُ البَرْقِ بَلَّلَ بَوْحُهَا
بُرْدَ النَّبِيِّ بِبَسْمَةٍ كَالبَلْسَمِ
وَاليَاءُ: يَابِسَةُ اليَمَامِ وَيَمُّهُ
يَخْتُ اليَتِيمَ لِيَسْتَظِلَّ وَيَحْتَمِي
إِنْ مِتُّ دُونَكِ وَالرِّمَاحُ تَنُوشُنِي
"لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ"
عائشة الحطاب
مشاركة منتدى
22 كانون الأول (ديسمبر) 2017, 13:37, بقلم محمد القوادري
لقصيدتك عطر لغتنا وجمال حروفها