قلق الشعر وأحزان القصائد
من خلال المجموعة الشعرية (أوزع حلوى علي العاشقين) نموذجا للشاعرة التونسية جهاد المثناني
من ضوء السؤال ومن بريق الكلمات تسافر الطفلة التي كبرت ونمت قصائدها، وهي تحمل الحلم في يديها، حين تشكل من حناء هذا الحلم قصائد للعاشقين توزعها، لتبعث العطر من كفها وحلاوة المعنى من نبض كلماتها حين تطل علينا الشاعرة جهاد المثناني بمولودها الجديد الذي اختارت له من الأسماء (أوزع حلوى على العاشقين)، وقد صدر عن دار الثقافية للنشر والتوزيع، كما ضم بين طياته الـ: 140 صفحة، مجموعة من القصائد تنوعت بين القصائد الموزونة المقفاة التي التزمت بعمود الشعر وقصائد التفعيلة حيث نلاحظ أن الشاعرة من خلال تجربتها السابقة في مجموعتها الشعرية (زهرة الحناء)، أو من خلال هذه المجموعة تتمسك بالقصيدة الموزونة المقفاة ربما لكونها تحمل عبق التاريخ وأنفاس الأصالة أو ربما لأنها الأكثر قدرة على استنهاض الأحاسيس وتحريك الوجدان.
فالقصيدة التقليدية إن صح التعبير تشكل تحديا لشعراء هذا العصر فهو من أصعب النماذج والأنماط الشعرية لمن يرمي ركوبها والإجادة فيها كما أن الشعر العمودي لا يتعارض مع الحداثة. وأنا هنا لا للمفاضلة بين نمط شعري أو آخر، حيث لا بد لنا من تجاوز التصنيف الخارجي للشعر والدخول إلى أعماقه وجوهره لندرك أنه ينطلق من منبع واحد ويتغذى من شجرة واحدة، وهي شجرة (الشعر).
من هنا جاءت هذه القراءة التي مردها الوقوف على الجوانب العاطفية الوجدانية لدى الشاعرة جهاد المثناني المفعمة بلحظات الألم والحزن والوجع، وبما أن الشعر نتاج للمشاعر والأحاسيس فقد أفرز لنا شعرها جملة من العواطف الكامنة في أغلب نصوصها التي بدت صريحة تارة وخفية تارة أخرى تقودنا إليها موسيقى الشجن والقلق والحزن. وعلى الرغم من هذا لا تخلو قصائدها من الغنائية والتي من شأنها أن تجعل قارئ المجموعة يشعر بالصدق من خلال العزف على أوتار الروح والوجدان والعواطف التي جمعتها في صفحات نرتوي منها رحيقا شعريا سائغا. عندما تصبح القصيدة ظلا يستظل به ومحرابا يتعطر طيبا يخالط ماء الشعر فيولد من نسيم الكلمات قصائد من عبق الياسمين ومن عذب الأغنيات. لتعزف ألحانها وتكتب نصوصها دون الدخول في المفتعل.
نصوص تحاكي من خلالها الشاعرة أشجانها وأشجان الوطن والأمة، وقد عزفت لنا الشاعرة سمفونية الوجع والحزن على أوتار القلب، أوتار حزينة يضيق قلب الشاعرة بها فتنفثها ليكون البديل اتساع الكلمة وانفتاحها. لتحيك بكلماتها وخطوط عباراتها قصائد جاءت لتفتح روح الشعر وتنطلق معه نحو عوالم القلق الشعري وهو ينساب بين شفاه القوافي لتبحر في صدر البيت وتعرج في عجزه.
فهي التي تجعل من عمود الشعر سراجا ينير قصائدها يمارس سطوته على الكتابة، مما جعل نصها منفتحا على تموجات وجدانية وانعطافات نفسية قاده التكرار، لتعيدنا الشاعرة إلى التشكيلات الجمالية على طول المقاطع الشعرية في الديوان فيتجلى حضور لفظ (الحزن) ولفظ (الجرح) و(الوجع)، وهو تكرار متعمّد في الديوان مرده الإيقاع السريع للألفاظ والكلمات مع كثافة الصور.
حيث نلاحظ أن الشاعرة في زخرف نصها اعتمدت على تكرار العبارات والألفاظ والتي يمكن اعتبارها نفسا لا شعوريا، حيث نجد تكرار لفظ (الحزن) أكثر من 47 مرة في أكثر من موضع معتمدة على جنسنة اللفظ وإعطائه روحا إنسانية وأوصاف أخرى حسية لتراقص القصيدة وتفتح أفكارها المتناثرة، و لم تجد إلا الشعر لترسم ذكرياتها وأحلامها وأحزانها خاصة وأن الشاعرة اختارت معجم (الحزن) دون اعتبار الألفاظ الدالة عليه، حيث تقول:
"ذي طفلة هربت من حزن أقبيتي
يا حزن معذرة قد صغت لعبتها
إني ولعبتها جرحان في وطن
من حزنه وجعا سوى ضفيرتها"(ص111).
حيث نرى سمة الحزن طاغية على نصوصها و قد بدا ذلك جليا في عدة نصوص منها (أزرع بحزني وردة – حزن الربابة- اغتراب – هذا الزمان – للجرح اسم لا يليق بأرضنا ...) وغيرها من النصوص التي أدخلتنا في نوع من الاستجابات المختزلة والدلالات التي من شأنها أن تظللنا بسحابة سوداء قاتمة انعكست على كامل صفحات الديوان فبدا معجم الحزن والوجع طاغيين مع وجود فرصة تفتحها الشاعرة لنستعيد النبض و نلتقط أنفاس الفرح.
فمثلما هو واضح إن النص منذ أولى خطواته يتحرك بين بعدين داخلي وخارجي للتعبير عن نفسيتها المضطربة بين ثنائية الحزن والوجع ممتطية ذكرياتها التي تركض وراءها لتحملنا وتسافر بنا نحو رؤية ونفس يعبق برائحة (الوجع) التي تكررت بدورها أكثر من 13 مرة بالإضافة إلى ثيمة (الجرح) أكثر من 37 مرة ويظهر ذلك بقولها:
"ذي الأرض ثكلى هل رأيتم حزنها
ذي الأرض ثكلى والجراح تسودها
يا أيها الماشون فوق جراحنا
الأرض بكر غصن بان عودها"(ص105).
وكذلك ثيمة (الدمع) حوالي 21 مرة لتكشف حزنها وقلقها تبحث عن راحة في لقصيدة حين تكتبها لتمنح القارئ عند قراءة نصوصها حق الانتشاء والحيرة والحزن في آن وهي تبحث عن بريق من نشوة الشعر ترتق به شرخ حزنها وتتركه يبحث عن الخلاص.
فالشاعرة باعتمادها التكرار اللفظي تتعامل مع اللغة تعاملا واعيا، أي توليها اهتماما أوليا ليس بقصد استخدامها كغطاء يدثر به عجزها، إنما العكس هو الصحيح، أي أن تنفتح من خلال لغة التكرار على إمكانيات الشعر والبلاغة، وأن تجرب من خلال هذا الاسلوب الدخول في شوارع جديدة توفرها اللغة، نظرا لما تكتنفه من حمولات دلالية وجمالية.
بما أن التكرار في الشعر الحديث يهدف لاستكشاف المشاعر الدفينة وتبين الدلالات الداخلية للنص كما يعد أحد المسالك المؤدية بالضرورة إلى إفراغ المشاعر المكبوتة والذي جاء في سياق شعوري حزين، وهو رغم تنوعه لم يأت عشوائيا كما قلنا و لكنه جاء لإثراء القصيدة إيقاعيا وكذلك لإثارة المعنى بتراكيب جديدة لم تكن دارجة أو شائعة الاستعمال في الشعر الحديث.
فالمتتبع لمعجم الكتابة الذي اعتمدته الشاعرة يلاحظ ذلك الكم الهائل من المشاعر المدفونة في دفتي الكتاب فهي المرأة الشاعرة التي تصنع من عجين كلماتها خبزا تطبخه في قدر المشاعر لينضج ويعبق عطره شعرا يثير جنون القارئ وهي تفكك دمعة الشعر كغيمة ينتشي معها الكلام.
هذا الانسياب الشعري الذي أضفى على مشاعرها وأحاسيسها جملة من الغايات ساهمت بدورها في تشكل الصورة خاصة هنا مع اعتماد الشاعرة على تكرار ثيمة (الماء) والتي وردت حوالي 32 مرة في كامل المجموعة:
"أنا الأغنيات وبوحي نشيد
أنا الماء و الماء
من رافدي
فهيء ترابي
وقايض سرابي
تدثر بطيني بتلك الضفاف" (ص57).
الماء يأسرنا لفظا وروحا وسلسبيلا في جريان الألفاظ فالماء له دلالاته في الأديان فكرا وطقسا كما له رمزيته ودلالته وأهمية في التراث الشعري العربي، كما أشار إلى ذلك الأستاذ عزيز العرباوي في كتابه " رمزية الماء في التراث الشعري " والذي قدم فيه دراسة سيميائية عن رمزية الماء في الشعر العربي والتي تم نشرها ضمن إصدارات مجلة " الرافد "، حيث بين فيها أهمية الماء ورمزيته ودلالاته المتعددة في التراث الشعري العربي منذ العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، ويؤكد في الدراسة أن الماء في الشعر العربي قد شكل العديد من الدلالات المختلفة والرموز المتعددة من خلال تجلياته الفضائية والمادية والثقافية ومن خلال القناعات الفكرية عند كل شاعر على حده.
وهنا تنكشف لدينا بنية المجموعة الشعرية من خلال نسقية الماء المتسم بالحركة والتواصل والانسيابية وكذلك القصيدة.
"بعثت العطر من كفي نبيا
وهبت الماء وجهي كي يسيل
ومريمت القصيدة واحتفيت
بهذي الأرض أسرجت النخيلا"(ص94).
فالشاعرة تبدأ بالماء وتعود إليه مع كثافة استعمال لفظة الماء التي جاءت في سلاسة وانسيابية فالشعر أشبه بالماء في رقته وعذوبته كما أنه مبعث الحياة لتتنفس نصوص الشاعرة الماء (الحياة) وتسيل رقراقة في مسارب نصوصها، مع هذا الزخم الهائل والعمق المائي الذي صورت حالة الشاعرة وشعورها والقيمة الجلية في توظيفه عن طريق استحداث صور شعرية حاولت من خلالها ابراز المعنى العميق والموغل في الرمزية والإيحائية للماء.
بالاضافة إلى اعتمادها على الذكريات الطفولية التي تراودها من حين لآخر في شكل قبسات تقطفها لتخرج شعرا عذبا رقراقا كالماء، فالإنسان لا يمكن أن يعيش دون ذكرى في حالتيها الحزينة أو السعيدة، فالذاكرة ال
طفولية تنقلنا إلى الماضي وتبحر بنا نحو عوالم الشاعر فالذكرى هي التي تصنع الحاضر وتشكل نفسية المبدع، إذ تقول:
"أنا لا أبيع المياه سرابا
فأمي التي علمتني أغني
بكت يوم سرت إلى الماء وحدي
وبي بعض شوق إلى حزن طفل
يلاحق ظل الفراشات ويمضي..." (ص11).
وبما أن الذاكرة مرتبطة بذاكرة الطفل وذكرياته والتي سيقوم عليها بناؤه لمستقبله انطلاقا من المخزون الفكري والمعرفي خاصة وأن مرحلة الطفولة تعتبر من أكثر الفترات سعة للذاكرة الإنسانية، حيث تكررت لفظة (الطفل) حوالي (20مرة) بكل إشتقاقاتها ومترادفاتها اللغوية، مرتبطة بالذكرى أحيانا وبالحزن أحيانا أخرى تقول الشاعرة جهاد المثناني:
"بي طفلة من كل عيد شكلت
وتبرعمت في تربة الأحزان
بي طفلة كبرت بغير تردد
كي تمنح الأشواق للنيران" (ص68).
نصوص رغم مسحة الحزن، عذبة تعبر عن الحياة، فالماء يعبر عن الحركة الدائمة وصيرورة الأشياء، وهذا ما جعل الشاعرة تسعى للبحث عن الحياة التي يحلم بها. حيث الحركة والحرية والانعتاق من خلال القصيدة، حيث تكررت ثيمة (القصيدة) والتي وردت بمختلف اشتقاقاتها حوالي 43 مرة في كامل المجموعة حيث تقول:
"في الليل حيث قصائدي أقداح
عنب المجاز معتق ومباح
فالصدر يفخ في المعاني روحه
وجع القصائد في الهوى ذباح
ودم القصيدة من مواويلي جرى
ودم القصيدة إن جرى فضاح" (ص23).
لنكتشف معها أن القصيدة ليست مجرد إحساس نبحث عنه في ثنايا الكلمات فحسب بل هي إحساس متجسد في روح الشاعرة وكلماتها وأنفاسها ليكون التفرد في النص. فشعرها لايختلق معاني وهمية تتطلب منا البحث والتنقيب في خباياها بل توقظ فينا روح الشعر وروح القصيدة ولذتها لأن الشعر لايمكن أن ينحصر في مساحة جغرافية واحدة. فالشاعرة تحمل الأمل تؤمن تمام الإيمان بأن الكلمة الشعرية بمفردها قادرة على أن تحلق كطائر مهاجر لتقف على كل فنن بهذا العالم.
ليصبح الشعر أداة للتعبير عن المعاناة والتجربة الحقيقية. وتصبح القصيدة عندها هوية قولية ترتب تفاصيلها في أغلب نصوصها، فجاء صوت الشعر كلمة تسري تضمد حالة الحزن التي طوّعت الشاعرة إيقاعها الداخلي بما يوافق حالتها ونفسيتها وما تحسّ به تجاه الموجودات وتجاه القيروان، لتخاطب إيقاع الوجع من خلال معجم الحزن والقلق في الكثير من النصوص سوى بالتلميح أو بالتصريح.
هذه القصائد التي تحرك في داخلنا تلك الاستجابات المختزلة والدلالات التي من شأنها أن تظللنا بسحابة سوداء قاتمة انعكست على صفحات الديوان فبدا معجم الحزن طاغيا مع وجود فرصة لاستعادة النبض والتقاط الأنفاس كلما أغرقنا الشاعر في السوداوية.
كما نلمس ميل الشاعرة جهاد المثناني إلى استخدام المفردات ذات العلاقة الوطيدة بالوطن (الأرض / البلاد / الوطن).
"وطني كزهر اللوز في عليائه
إن رمت أن تقطف رؤاه تكلسا
وطني يحلق عاليا قرب الهنا
حيث النخيل وعربداتي نورسا"(ص41).
وخاصة عندما يتعلق الأمر بذكر مدينتها القيروان:
"من قيرواني قد بدأت خطيئتي
ذنبي عشقت الذنب في تفاحها
وسكنت عمرا في زوايا روحها
تنمو الحياة بسورها وبراحها"(ص18).
لتصف من خلالها الراهن الوجع والألم بكلمات تشغل الشاعرة بقضية الوطن وهموم الأمة بقولها:
"رأيت القدس من ضوء تجلت
رأيت الماء يحتضن الجليلا
رأيت دمشق تصحو من رماد
قد اندملت جراح في شتيلا
رأيت الحزن عن بغداد ولى
وعين الحب تجري سلسبيلا"(ص95).
من خلال استجلاء القضايا الاجتماعية والانسانية وقضايا الوطن والامة، والتي تحتل (الذات) فيها موقعا مركزيا ودلاليا خاصا، في تصويرها للذات البشرية عموما، ولحالات من الحيرة والقلق والوحدة والشعور بالحزن والوجع، دون أن يعني ذلك استسلاما كليا لهذه الذات القلقة أمام مختلف الحالات والأوضاع المعاكسة لرغائبها رغم أوجاعها وحزنها حين تقول:
"الصبح في لغتي
بدء الحكايات
عن جرح أمتنا
عن... حزن ناياتي
عن أمة طعنت في الظهر مرات
والخطو أرقه
لؤم المساءات
في أرضنا انهزمت
أنداء تربتنا
والزيف في وطني
فوق احتمالاتي"(ص48).
ولكن في الآن نفسه هي تعبر عن روح القارئ الذي يجد بعضا من أنفاسه في هذه النصوص كما تعبر عن محيطها ومجتمعها الذي هو جزء من الإطار الزماني والمكاني الذي كتبت فيه هذه النصوص، فهي بمثابة رسائل مضمونة الوصول، لتكون بذلك للشاعرة جهاد المثناني لمسة شعرية تتناسب مع طبيعة الأسلوب، توقظ مشاعر وحواس القارئ، حتى أنه يستطيع أن يحيا داخل النص ليعيش أحاسيسه.
كما يظهراستعمال الشاعرة الطابع الحداثي القديم الجديد في كتابة نصوصها هو بمثابة المرآة التي تكشف نفسية الشاعرة لتشكل تلك الكلمة المكررة ركيزة من ركائز بناء النص الشعري عندها، فمن خلال تكرار بعض الكلمات، تمد روابطه الأسلوبية لتضم جميع عناصر العمل الأدبي الذي تقدمه، ليصل ذروته في ذلك إلى ربط المتضافرات فيه ربطاً فنياً موحياً، منطلقة من الجانب الشعوري، ومجسدة في الوقت نفسه الحالة النفسية التي هي عليها، والتكرار يحقق للنص جانبين، يتمثل الجانب الأول في (الحالة الشعورية النفسية)، التي تضع من خلالها الشاعرة نفسها، المتلقي في جو مماثل لما هو عليه، والثاني: ( الفائدة الموسيقية)، بحيث يحقق التكرار إيقاعاً موسيقياً جميلاً، ويجعل العبارة قابلة للنمو والتطبيق و هذا ما يؤكده الكاتب و الباحث السوري " عصام شرتح " : " إن التكرار- في معظم نتاجات شعراء الحداثة- يؤدي دوراً مهماً، لاسيما إذا استطاع الشاعر أن يربطه بالمعنى والرؤية معاً، ربطاً دقيقاً موحياً؛ وهذا يتبع موهبة الشاعر ومدى براعته في الخروج بالتكرارات من دائرتها النمطية، إلى دائرتها الفنية والأسلوبية المبتكرة".
وفي الختام يمكن القول إن نص جهاد المثناني يعبر عن روح شاعرة أبحرت بنا نحو عوالم صبغت لونها بألوان من الأحزان والأشجان وهو ما يعكس الحالة النفسية للشاعرة أثناء كتابة نصوصها والتي أرى أنها كتبت في نفس الفترة لما فيها من معجم متكامل ومتجانس، كما يمكن القول إن هذه الانفعالية المعتمدة بتقنية التكرار (تكرار الكلمات) أدت دورها الوظيفي في تنامي الإيقاع داخل النص الشعري. فالمتفق عليه هو أن القراءة عن أي أدب كان شعريا أم نثريا يفتح بصيرتنا على مجموعة من الأفكار والصور نعيشها ونتعايش معها بفكرنا وشعورنا نلاحقها ونغوص في كوامن غموضها وسلسبيل ألفاظها لنعيد رسمها أو قراءة خبايا رموزها.
كما يمكن القول إن الخصائص الفنية للديوان تتجلّى في وحدة الموضوع وتنويعاته وتكامل بنائه العضوي والفنّي رغم وجود بعض القصائد المركبة التي تعكس الحالة الواقعية التي تعيشها الشاعرة من عشق وغربة وحزن وقلق وجداني فهي العاشقة والمعشوقة وهي الباحثة عن الحب ومصدر الحب يدور في فلكها كون شعري فسيح اختارت له من جميل الشعر عموده جاء في سلاسة وانسيابية متقنة.
