سيرة ومسيرة لزينهم البدوي ..
الشاعر والإذاعي القدير زينهم البدوي من مواليد 22 نوفمبر عام 1957 في برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ وفي طفولته تعلق بالراديو تعلقا شديدا وكان للإذاعة أثرها المحمود وإسهامها البين في بناء الإنسان فكانت حارسة لبوابة الذوق في المجتم وكانت معنية بترسيخ القيم من أجل ذلك كان حبه لها لا يُضاهى ولا يُبارى وكان جهاز الراديو عزيزا فلم يكن يملكه إلا الأغنياء .
واصل زينهم البدوي دراسته وتمنى أن تتاح له فرصة الدراسة الإعلامية وكان للإعلام معهد وطمح أن يلتحق به وحين تحول المعهد إلى كلية انزعج لأن الالتحاق بهذه الكلية يحتاج إلى مجموع كبير في الثانوية العامة ولكن تحقق الأمل وحصل زينهم البدوي على هذا المجموع الذى يسر له الالتحاق بكلية الإعلام ( قسم الإذاعة والتليفزيون ) جامعة القاهرة وأثناء الدراسة شارك في إحياء ذكرى الشاعر صالح الشرنوبى ومن هنا بدأ اتصاله القوى بالظاهرة الإبداعية من خلال الشعراء الكبار وأساتذة الأعلام ويومها التقى بالدكتور أحمد هيكل عميد كلية دار العلوم ثم صار فيما بعد وزيرا للثقافة كما التقى بالدكتور سعد ظلام وكان حينها عميدا لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر والشعراء أحمد سويلم وفؤاد بدوى ومحمد محمد الشهاوي وفضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر والدكتور عبد المنعم النمر وزير الأوقاف .
عام 1980 حصل زينهم البدوي على بكالوريوس الإعلام وأدى الخدمة العسكرية وفي عام 1982 خاض اختبار المذيعين وكان الأول على جميع الناجحين وكانت الإذاعية القديرة فتحية القناوي من أعضاء لجنة الاختبار وقد رشحته ليكون أول صوت ينطلق من إذاعة وسط وسط الدلتا في بداية إرسالها يوم 22 يوليو عام 1982 كما أوصت أن يتولى تدريب المذيعين في إذاعة وسط الدلتا وخلال عامي 1984 و 1985 عمل مذيعًا ومدربًا بالإذاعة العراقية خلال وفي عام 1989 انضم الإذاعي زينهم البدوي إلى أسرة التنفيذ بإذاعة صوت العرب وفي عام 1993 رشحه الإذاعى محمد سناء المدير العام للتنفيذ بشبكة صوت العرب للتعليق العسكري بمناسبة الاحتفالية بالعيد العشرين لنصر أكتوبر .
يعد الشاعر والإذاعي القدير زينهم البدوي من أوائل من كُلّفوا بتنفيذ فترات البث المشترك مع الإذاعات العربية وأعدّ وقدم العديد من البرامج الثقافية وبرامج المنوعات وشارك في مهام إعلامية عديدة داخل الدول العربية وكان المدير العام للبرامج الخاصة بشبكة البرنامج العام والمدير العام لمركز التراث الإذاعي والمدير العام للإدارة العامة للتدريب العملي بقطاع الإذاعة ونائبا لرئيس قطاع الإذاعة وتولى الإذاعي القدير زينهم البدوي ملف التطوير لشبكة القرآن الكريم وملف التطوير لشبكة الشرق الأوسط خلال عمله نائبا لرئيس الإذاعة .
قدم الشاعر والإذاعي القدير زينهم البدوي العديد من البرامج والفترات الإذاعية المفتوحة وأثناء عمله تعرض لمواقف صعبة منها عندما تم تكليفه بنقل شعائر صلاة العيد من المسجد الإبراهيمى وكان آنذاك في إذاعة وسط الدلتا وليلتها كان يستمع إلى الإذاعة المصرية ففوجئ بالقارئ الذى سيتولى قراءة القرآن الكريم في المسجد الإبراهيمى يقرأ في صلاة الفجر في مسجد الإمام الحسين فذهب إلى المسجد واطمأن على كل ترتيبات الإذاعات الخارجية وبقيت مشكلة أين القارئ ؟ وما هى إلا لحظات وعينه تتجه إلى باب المسجد إذا بشخص يدخل مرتديا الزي الفلاحى ويرتدى جلابية وطاقية فلاحى فدقق في ملامحه وأكتشف أنه القارئ حلمى عبد الحميد الجمل وقبل السلام والتحية أشار إلى مقعد القارئ فقال له : خيرا ؟ فقال الإذاعي زينهم البدوي : ستقرأ فقال القارىء حلمي عبد الحميد الجمل : إنما جئت لأسلم على فضيلة القارئ راغب مصطفى غلوش وأعيِّد عليه فقال الإذاعي زينهم البدوي : الشيخ راغب في مسجد الحسين وقد جاء بك المولى عز وجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
أيضا في مقتبل الحياة الإذاعية للإذاعي زينهم البدوي أتيحت له الفرصة للمشاركة في إذاعة نتيجة الثانوية العامة بإذاعة الشعب وكانت المفاجأة وهو يذيع نتيجة الثانوية العامة أن المذيعة التي تجلس أمامه هى الإذاعية نوال أبو زيد وبعد أن قدم الفقرة الأولى له بسرد عدد من أسماء الناجحين أذيعت أغنية افرحوا ياحبايب لفرحنا غناء الفنان عبد اللطيف التلباني فإذا بها تثنى على أداء زينهم فقال لها : تذكرين يوما ما منذ سنوات أنك ذهبت إلى بلدة يقال لها برج البرلس لتسجيل برنامج أفراح بلدنا وكان بصحبتك الإذاعى محمد طاهر السعيد ؟ فقالت : نعم أذكر .. فقال : تذكرين طفلا صغيرا ظل يتسلل بين الأقدام حتى وصل إليكم ؟ فقالت : اوعى تكون أنت ؟! فقال لها : نعم هو أنا فقد سمعت أن هناك فرحا في بلدتنا وستحضره الإذاعة فحرصت على الحضور والتوجه إلى مذيعي الإذاعة إلى أن وصلت إليهم وعرفتهم بنفسى وحدثتهم عن حبى للراديو وحفظى لأسمائهم فدهشت وغمرتها السعادة .
الشاعر والإذاعي القدير زينهم البدوي أسس المرصد اللغوي بجمعية حماة اللغة العربية وفكرته انبثقت من خلال تدوين ملاحظاته على استخدام اللغة في كل ميادين الممارسة فالمرصد اللغوى لا ينحصر في رصد الظواهر اللغوية في وسائل الإعلام فحسب وإنما يمتد هذا الرصد إلى كل مواطن استخدام اللغة ومنها منابر الدعوة واستخدام اللغة في التعليم واستخدام اللغة في ساحات القضاء وفى البرلمان وفى كل الأماكن والرصد هنا ليس للظواهر السلبية فحسب وإنما لكل الظواهر سواء أكانت إيجابية أم سلبية والرصد ليس بقصد الرصد وإنما لاستخلاص الدروس المستفادة التي يمكن أن نبنى عليها توصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع كما أسس منتدى البيان برابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو لجنة تنمية الكوادر الإعلامية باتحاد الإذاعة والتليفزيون واتحاد كتاب مصر وله مؤلفات شعرية ونثرية ودراسات قيمة ونذكر منها : ديوان عبير من الفردوس وديوان من وحي المرارة وديوان تباريح الغروب والرحيل وتجارب فريدة في دنيا القصيدة وفن الإلقاء بين الإعلامي والممثل .
حصل الشاعر والإذاعي القدير زينهم البدوي على جوائز وتكريمات وتقديرات كثيرة منها شهاد تقدير في عيد الفن والثقافة عام 1979 وشهادة تقدير من مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2004 وتكريم من هيئة قصور الثقافة ومحافظة كفر الشيخ في مؤتمرها الأدبي الرابع عام 2009 وتكريم كلية الإعلام جامعة القاهرة ومنحه درع الكلية عام 2014 تقديرًا لعطائه الإعلامي.
من أشعار الشاعر والإذاعي المبدع زينهم البدوي نذكر:
البَحْرُ بَحْرُكَ يَا صَفيَّ النَّفْسِ
يَا رُوحَ النَّقاءْ
فَاسْبَحْ مَعَ الأمْواجِ أَو عَكْسَ اتْجاهِ المَوْجِ
وارْقَ كَما تَشاءْ
هَذي يَدِي مَمْدودَةٌ في الأُفْقِ
والقَلبُ الشَّجِيُّ يَئِنُّ مِنْ يَأْسِ الرَّجاءْ
لَكِنَّ رُوحي لا تُبالي
في جِبِلَّتِها الإِباءْ
لا شَيءَ يُوقِفُ سَهْمَها السَّاري إلى كَبِدِ السَّماءْ
البَحْرُ بَحْرُكَ والمَدَى يَطْوي النَّدا
ماذا لَدَيكَ سِوَى اشْتِياقِكَ لِلنِّداءْ
لَكِنَّ صَوْتَكَ لَمْ يَزَلْ يَشْكو الصَّدَى
حَتَّى يُفاءَ عَلَيهِ مِنْ مَطَرِ الشِّتاءْ
هَلْ بُحَّ صَوْتُكَ
لَمْ يَعُدْ يَقوي على تَرْجيعِ لَحْنِكَ في الفَضاءْ ؟
إِنْ راحَ صَوْتُكَ أَوْ غَدا
أَتُرَى يُعانِقُ مَسْمَعَ الأَحْبابِ في دارِ البَقاءْ ؟
كُلُّ الّذي أَدْريهِ أَنَّ الهَمْسَ أَجدَى
حِينَ تَلهَجُ بِالدُّعاءْ
مادامَ هَمْسُكَ نَابِعًا مِنْ سِرِّ أَسْرارِ الصَّفاءْ
البَحْرُ بَحْرُكَ يَا نَقِيَّ القَلْبِ في زَمَنِ الدَّهاءْ
البَحْرُ بَحْرُكَ فَاقْتَبِسْ مِنْ بَهْجَةِ الأَرْواحِ نُورًا
لَيْسَ تَعرِفهُ ذُكاءْ
وانْشُر ضِياءَكَ في الوُجودِ
فَبَهْجَةُ الأَرْواحِ مِنْ أَلَقِ الضِّياءْ
واهْنَأْ بِعَرشِكَ في القُلوبِ
مُتوَّجًا – حُبًّا- بِتِيجانِ العَطاءْ
لِتَظلَّ تاجًا فَوْقَ رأْسِ الكَوْنِ
مَحْفوفًا بِآياتِ الوَفاءْ
